الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ردة ولا انتحار..استشهاد أو انتصار

ماجد هديب

2023 / 10 / 10
الصحافة والاعلام


لا ردة ولا انتحار.. استشهاد او انتصار
بقلم ماجد هديب
قبل أيام كنت قد كتبت على صفحتي الشخصية ،بأن حركة حماس تعيش الأن ما بين حالتي الردة والانتحار، وعلى العقلاء فيها بالتدخل من اجل إعادة تصويب أوضاعها ،فلا ردة نريدها منهم ولا انتحار ،لأن حركة حماس كانت وما زالت جزء من نسيجنا الفلسطيني ، وأحد أهم مكوناته السياسية والعسكرية أولا ،ولأنه لا يمكن ان يتكامل الجسد الفلسطيني دون ان تكون حماس احد اهم اعضاءه قوه ثانيا ،ولكن جاء رد حركة حماس سريعا من خلال ما قامت به كتائب القسام مع باقي فصائل المقاومة من قصف وتسلل ومواجهة مباشره مع جيش الاحتلال بأنه لا ردة عن اهدافنا ولا انتحار ، وانما نحن ما زلنا في حالة جهاد ... إستشهاد او إنتصار .
ما إن استيقظنا على صوت اطلاق الصواريخ فجر السابع من أكتوبر ،وما إن توارد على اسماعنا اخبار عن تسلل مجموعات من المقاومة الى غلاف غزة التي أكدتها صور ومقاطع فيديو لأبطال المقاومة وهم داخل المستوطنات في حالة اشتباك مع جيش الاحتلال وجها لوجه حتى ادركنا اننا لسنا نيام بعد، وأن ما سمعناه وشاهدناه ليس حلما بل حقيقة ،وأمل لا ياس، وفرح لا خوف، وبأن أبطال المقاومة الدين لم نختلف عليهم يوما، وإنما اختلافنا كان وسيبقى مع قادتهم السياسيين يصولون ويجولون من بيت لأخر ، ومن مستوطنة لأخرى لتطهير من فيها في ظل عجز جيش الاحتلال الذي تسابقت الأنظمة العربية لتقديم الولاء له والانتماء لعقيدته الصهيونية املا في دعم لهم وحماية في حالة إعلان الجماهير غضبها على أدائهم وسلوكهم ، وهذا ما يدفعنا الى طرح تساؤل ملح وهو ما هي السيناريوهات المرتقبة خلال هذه الحرب وفي اعقابها في ظل ما تتلقاه إسرائيل من تعاطف ودعم دولي ، وفي ظل تعامي العرب والمسلمين عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة في الأرواح والممتلكات .
إن قرار إقدام المقاومة الفلسطينية على إطلاق الصواريخ بهذا الشكل المنظم والملفت للنظر من حيث الدقة والنوع في الوقت الذي كان يقوم رجالها بالتسلل لإقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية لقتل من فيها من الضباط والجنود أو أسرهم لم يأتي إعتباطا ولا مفاجئا ،بل كان بعد تخطيط مدروس ،وهذا ما يؤكد بان المقاومة في تطور واستمرار لعملياتها وفقا لمراحل متعددة ومتدرجة داخل العمق الصهيوني ،وبأن هذا القرار ما كان ليحدث دون اتفاقات وتنسيق مع أطراف دولية ومحاور إقليمية ، ومن بينها الإتفاق مع حزب الله بتقديم الدعم والاسناد وذلك بالوقت الذي تصل فيه المقاومة لمرحلة تحتاج فيها هذا الاسناد ،بالإضافة الى تنسيقها مع بعض الدول ذات الحجم والتأثير بالسياسة العالمية وبالمعادلة الدولية ومن بينها روسيا وايران ،إذا ما كانت تهدف إيران من ذلك تعزيز ملف التفاوض على ملفها النووي وتعزيز نفوذها بالشرق الاوسط ، فإن الحرب الفلسطينية الإسرائيلية ستحقق لروسيا ما تتمناه وترجوه ومن بينها دفع الولايات المتحدة للمشاركة بهذه الحرب لإستنزاف طاقاتها كما نجحت الولايات المتحدة باستنزاف طاقات روسيا في أوكرانيا مع لملمة اوراقها المبعثرة في ملف شبه جزيرة القرم، وهذا ما يجعلنا امام سيناريوهات ليست كثيرة وهي اما تدخل دولي لوقف الحرب ،وإما منح إسرائيل الضوء الأخضر لإبادة حركة حماس وانهاء وجودها سياسيا وعسكريا وماليا بما سينتج عن ذلك القرار من تدمير كامل لغزة وما ينتج عنها من إبادة للسكان.
إذا ما تدخل حزب الله بهذه الحرب من خلال قصف مستوطنات الشمال ومن ثم تسلل مقاتلوها لهده المستوطنات للاشتباك والاسر مع مواصلة التقدم وصولا للعمق الإسرائيلي كما فعلت حماس ،واذا ما قامت ايران هي الأخرى بالتدخل من خلال اطلاق الصواريخ البعيدة المدى والمؤثرة لتغطية هذا التقدم وحمايته من الأراضي السورية وفقا لما هو متوقع في حال التدخل الامريكي ،وإذا ما أعلنت روسيا رفضها للتدخل الأمريكي واستخدام الفيتو ضد أي قرارات لاستمرار الحرب فان ذلك سيؤدي حتما الى ان تطلب إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار لما تتعرض له جبهتها من إنهاك، وهذا ما سيدفع حركة حماس الى تجاوز ما أعلنته من أهداف لهذه الحرب ،حيث أنها كانت قد أعلنت أنها قامت بعملياتها العسكرية من اجل القدس والأسرى ،ولكن التدخل الروسي السياسي وتدخل حزب الله العسكري وإسناد إيران ان حصل سيدفعها الى رقع سقف مطالبها لتصبح سياسية وبما يتوافق مع ما اعلنته في وثيقتها المعدلة عام 2017.
أما فيما يتعلق بالسيناريو الثاني وهو إبادة حركة حماس وإنهاء وجودها سياسيا وعسكريا وماليا ادا ما اذعن حزب الله لما يتعرض له من ضغوطات لعدم التدخل، وادا ما تجاهلت روسيا وايران ما يحدث من إبادة للشعب الفلسطيني من اجل تعزيز أوراق كل منهما المبعثرة وهدا ما هو متوقع ، فان هذا ما سيؤدي الى نجاح إسرائيل في تحقيق قرارها المعلن بإنهاء حركة حماس سياسيا وعسكريا واقتصاديا مقابل وعود لجامعة الدول العربية بمؤتمر دولي لبحث حل الدولتين وهدا ما سيدفعها هي الأخرى للصمت على ما يجري بدريعة الخلاص من حركة حماس التي يجمع العرب على ضرورة الخلاص منها لعدم واقعيتها.
المشهد ليس ضبابيا، لإن السيناريوهات ليست كثيرة، بل محددة ومحصورة ، وهذا ما يؤدي الى وضوح المشهد وتثبيته اكثر من ضبابتيه وهو إما وقف الحرب وقبول حماس كشريك في أي تصور أو إتفاق مرحلي أو دائم لما تمتلكه من أوراق قوة ووجود،وإما إنهاء حركة حماس وإعتبارها كأنها لم تكن لما سيلحق بها من عمليات لإنهاء وجودودها السياسي والمالي والعسكري، ولذلك أعتقد بأن حركة حماس نحو الصمود والصعود بمشاركته في القرار وفقا لرؤية الورقة المصرية ووفقا لما كانت روسيا نفسها أعلنت عنه من رؤية تتقاطع مع الرؤية المصرية التي حاول وزير خارجيتها الوصول مع كل الفصائل السياسية على الإجماع عليها قبل ان تتنصل حركة حماس منها بعد أن كانت قد أعلنت الموافقة عليها .
نحن أقرب إلى النور من الظلام وأقرب إلى الوحدة من الانفصال، وأقل ما يمكن أن يقال بأن إنعكاسات هذه الحرب على شعبنا وقضيتنا أقل بكثير من إنعكاسات هذه الحرب على إسرائيل حتى وان استمرت إسرائيل بقصفها لغزة واعادتها كما هددت الى الخلف لعهود لأن القرار الفلسطيني لا ردة عن المقاومة ولا إنتحار ، وإنما إستشهاد أو إنتصار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح