الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين تردي الواقع الخدمي وتجليات الطوفان العالمي

أسامة البدران
كاتب ومؤلف وصحفي

(Osama Al-badran)

2023 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لا يوجد افضل من الاحداث الجارية بين فلسطين واسرائيل لتمرير الدعاية الانتخابية للاحزاب في صراعهم على السلطة
حتى المقبور #صدام كان يحشد الناس في مظاهرات لدعم #فلسطين وتحرير الارض المحتلة وبقيت هي هي لم تتغير شبرا واحدا
فلسطين تحتاج دعم لوجستي مادي وبشري غذاء دواء أموال وسلاح وكتائب جند
اما محاولة وضع تمييز سياسي واجتماعي بين أفراد المجتمع العراقي من خلال تلبية دعوة #الصدر للتظاهر من عدم تلبيتها فأنا اعتبر أن احد اسباب خلق التناحر والتباغض بين مكونات الشعب العراقي هو هذا الأمر ويجب أن يفهم جميع أفراد التيار الصدري أن ليس جميع القوى السياسية والتجمعات الثقافية واصحاب الفكر الموسوعي والتاريخي والثقافي والقوميات والمذاهب والاقليات هم على نفس رأي قياداتكم في السياسة الداخلية والخارجية وان تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة هي من اولويات المثقف العراقي الوطني الواعي ولا يجب استغلال تعاطف الحشود مع القضايا الانسانية لتمرير البرامج السياسية.. اليوم العراق وصل إلى الحضيض في فساده المؤسساتي والمواطن يعاني في كل ثانية من ثواني حياته في العراق وهو اسير المؤسسات الحكومية وعملها المتخبط وقد تبين للمواطن خلال العقد الأخير أن الخوض في السياسة لايعتبر انتشال له من فقره وهذا ما جعل العملية السياسية تتراجع في دعمها الشعبي الجماهيري وان الموضوع برمته في تفسير العلاقة بين المواطن والطبقة السياسية هو مجرد خلق ( الواسطة) بين الفرد والمؤسسات وهذا ما شهدته بنفسي في أغلب المرافق الحكومية فإن انتماء المواطن لطبقة سياسية معينة وتبنيه لتوجهاتها وافكارها ليس موضوعا عقائديا في باطنه الواقعي بل هو مجرد ورقة تمرير ( الواسطة ) لتسيير شؤونه الفردية أن هو احتاج لدعم من حزبه في يوم ما وهذا الأمر يمكن تفسيره في الجانب النفسي على انه مجرد تدويل لمصطلح "العصبية القبلية" ولجوء الفرد للعشيرة لاجل الدعم على مستوى الشخصي والمصلحة الفردية أو الشخصية وبالتالي فإن ما ينشره اليوم الافراد في صفحاتهم ومدوناتهم من بث للفرقة بين صفوف المجتمع من خلال التمييز بين المؤيد وعدم المؤيد والداعم وغير الداعم والذي سيحضر للتظاهر من الذي لن يحضر يجب أن ينحصر في كتلة التيار الصدري ولا يخرج عنها إلى باقي الافراد فإن اغلب العراقيين لا يفضلون الخوض في السياسة ولا الوانها لأمور عقدية اخلاقية نفسية تراكماتها ترجع لقرن كامل من الزمان أهمها موضوع الصراع النفسي في شخصية الفرد العراقي ما بين الحياة ألمادية والحياة الروحية
والمعروف أن السياسة هي لعبة قذرة تبعد الفرد عن ربه وصفاء روحه وخصوصا حينما يتم بالاجماع تفضيل المصالح والقضايا الخارجية على الداخلية والشأن العراقي الداخلي المتردي
التربية والتعليم والثقافة والصحافة والصناعة والزراعة والمياه والبنى التحتية والكهرباء والنفط والعملات في بلدي العراق كلها تستغيث وتلفظ انفاسها الأخيرة ..
أن البنية التحتية لجميع مناطق العراق قد بنيت بدون رقابة قانونية أو سيطرة نوعية أو لجان اشراف مختصة فكثرت لدينا الابنية العشوائية والابنية بالمواد القابلة للاشتعال وازدات لدينا التجاوزات على املاك الدولة ودخلت لدينا شركات بلا رقابة تجاوز على شبكات المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والاتصال تجاوز حتى على انابيب تصدير النفط الخام الانهر ملئت بالغوارق والنفايات الزراعة انتهت في قاموس المزارعين وتم تصدير البضائع بطرق لا شرعية بحيث أن المادة السمية في المأكل والمشرب وصلت للمائدة العراقية وزاد الفساد في المؤسسات الطبية والصحية وانتشر الجشع الاقتصادي ويمكن تشخيص كل جزئية من جزئيات الحياة اليومية بأن فيها ذرة فساد وأذية على الفرد العراقي ولا يوجد من ينبري لمحاولة علاجها فضلا عن تشخيصها واستطيع اليوم أن أكتب عدة مجلدات شاملة لكل شيء في العراق واشخص الفساد فيه والاثؤ السلبي على المواطن وان كانت الحشود الشعبية ساكتة عن وجود الخلل في حياتهم ولكن الحق يقال انه موضوع سلبي ويدخل في باب ايجاد المعالجة الفورية من جانب الاولويات القطعية لا من باب الاولويات الجدلية بل انه تغليب للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة
اسرائيل على سبيل المثال توفر اليوم نسبة 36 % من طاقتها الانتاجية في الكهرباء من خلال فرض استخدام السخان الكهربائي الذي يعمل بالطاقة الشمسية وهي تعتبر في نظر غالبية الشعب العراقي أنها العدو اللدود لشعب فلسطين فكيف يصبح الشر في معايير الفساد صفرا والخير يزيد فيه نسبة الفساد بل عدم ايجاد الحلول لمشاكله اليومية ذات الأهمية القصوى فضلا عن تطبيقها
لماذا يكون الشر سباقا لايجاد الحلول والخير متاخر بعشر خطوات في واقعه العملي والتطبيقي .. أن الفساد وتشخيصه على الصعيد الشخصي من واجبات قيام الدولة سواء كانت تلتزم جانب الخير ام جانب الشر وبدل أن يكون الفرد أداة دعم بيد الاحزاب لمشاريعهم السياسية سواء كانت قومية أو دينية أو حزبية أو شخصية كان من الأولى بهذا الفرد أن يأخذ مكانه كحارس في خلايا الخير المطلق ضد الفساد فإنه من السهولة جدا أن يخرج الفرد في تظاهرة نصرة للقضايا الانسانية وتعبيرا عن تعاطفه الشعبي للدول المتضررة ولكن من اصعب الامور والواجبات على الفرد أن يجد مكانه في هذا المجتمع ويؤدي دوره على أكمل وجه بحسب تكليفه الشرعي والاخلاقي في تغليب المصلحة العامة على الخاصة ودفع ضرر الفساد فضلا عن تشخيصه وايجاد الحلول الواقعية وتطبيقها من اجل أن ينشيء مجتمعا صالحا جميلا فاضلا يشار له بالبنان بين باقي المجتمعات الدولية من حوله ...
فكم ياترى بقي لنا من ايام لنصل إلى ذروة البركان فيتفجر بنا طوفان الصبر والتحمل بعد أن جفت المياه في الأنهر والاهوار ويأس المؤمنون من طوفانها المرتقب؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام