الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملوث العقل النخبوي العربي خلطيا / الجزء 1

أمين أحمد ثابت

2023 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لا يزال الوعي الأيديولوجي الزائف القديم يحكم ( العقل العربي ) ، حتى بعد حدوث متغيرات واقعية عالميا ومحليا في بلداننا العربية منذ بدايات العقد الأخير من القرن العشرين ، والتي حملت معها مراجعات فهمية لمكونات الوعي النخبوي وبنى القناعات الفكرية والمعتقدية ، خاصة تلك المنكشفة بكونها كانت من مؤسسات الوعي الزائف الأيديولوجي الجزئي من كلية الوعي ، والذي أثر عليه سلبا دون دراية منا بذلك .
ومن مؤسسات زيف الوعي الرئيسية :
1 – تصنيف الفكر والموقف الفكري في مختلف القضايا والمسائل – بين النخب - على أساس الانتماء السياسي الايديولوجي ( الضيق ) التعصبي ، ما يقيم غياب الاتفاق . . حتى بين النخب والقوى غير المتضادة حقيقة فيما بينها – بغض عن الفكر الأيديولوجي المعتنق .
2 – استمرار إرث الصراع الفكري – عربيا – بين النخب على أساس التصنيف لمرجعية الفكر المعتنق ، والمعبر عنه ب ( التقدمي ، الرجعي ، والوسطي ) ، وأضيف لذلك التصنيف معاصرة ما يعرف بالفكر ( الانتهازي ) .
3 – الانقيادية التلقنية – التي ينفيها عن نفسه كل فرد من النخب العربية ، وذلك في كل مختلف الأمور والقضايا ( النظرية والممارسية ) و . . حتى الأحداث الواقعية المعايشة – الحديثة والراهنة – من حيث الفهم والتفسير والتعليل والتبرير والحكم في محدد موقف افراد النخب .

وقد بينا في عدد من مؤلفاتنا وعشرات إن لم تكن بالمئات من المقالات التي نشرناها حول مبحثي ( العقل العربي ) و ( الوعي العربي ) عند كل من النخب والعامة لإنسان مجتمعاتنا ، والمجتمعة بمؤشر شبه احصائي تقريبي :
أن سيطرة الوعي العاطفي والايماني المعتقدي المجرد ← من ما أسس وجود جزئية من الوعي الحاضر موسوم ب ( الزيف ) ، ولكون العقل العربي مسيطر عليه عبر التاريخ ( الوعي العاطفي والايماني المعتقدي المجرد ) ، ليطبعه بنيويا ب ( العقل العاطفي ) – حتى في مختلف الأمور المدركة موضوعيا ووضعيا عبر ( العقل المنطقي ) ، فإن تلك الادراكات يخرجها عقل المرء ويوجه موقفه الفكري والممارسية على أساس عاطفي بمقتنع غيبي انقيادي التأثير – دون ادراك الواحد منا بذلك .

أما من مستحدثات مراجعة الوعي والقناعات في منكشف أبعاد الزيف التي علقت سابقا في عقولنا – واطلقت عليها نخبنا ( السياسية والثقافية ) بمسمى ( أخطاء فكرية او قصور فكري ) انتجته طبيعتنا العربية الموسومة ب ( التحيز التعصبي الضيق ) .
ومن تلك المراجعات :
1 – اختلاف الفكر – بادعاء انتهاء الأيديولوجية – بين فكر علمي واخر غير علمي ، أو فكر موضوعي مقابل فكر ايماني غيبي الاعتقاد – وهو الموهم الحداثي ( الزائف ) في مسألة ( القبول للآخر ) بتقبلنا للفكر الغيبي والخرافي وفكر إعادة انتاج القديم بشكلية عصرية . . لتقبل فكرنا اللاديني – العلمي تعايشا وشراكة !!!
2 – محدد الصراع الفكري اجتماعيا بين اتجاه الحداثة والمدنية وبين اتجاه التشبث بقيم الماضي .
3 – على صعيد الممارسة الصراعية اجتماعيا بين معارضة وسلطة ، بين نخب قوى مدنية ( تطلب إدارة الصراع سلميا ) وبين نخب قوى تقليدية ( تؤمن بإدارة الصراع تصفية وعلى أساس الغلبة ) – وهو ما تمظهر ( في شلل فعل قوى التغيير وفشل فكرها النخبوي مقابل القوى التقليدية ونجاح فكرها النخبوي واقعا ) ، حين قادت تلك المراجعة الفكرية والموقفية ( الساذجة والخاطئة جوهرا ) في دخول القوى الدينية السياسية ضمن مكون المعارضة – فلم يفرق عند النخب السياسية أن الضرورات الظرفية المؤقتة يمكن قبول تلك القوى المضادة لها تاريخيا في مسمى ( التكتيك الآني لا أكثر ) ، بينما لا يمكن مطلقا أن تكون شريكا حقيقيا لها في بناء التحول المدني المعاصر – حتى انها من اوهامها ( تتجاهل بسذاجة ) حقيقة تحول القوى الدينية الى المعارضة ، بكونه جوهرا ومضمونا لا تزال وتظل ربيبة نظم الحكم الاستبدادي ، وهو ما يجعلها تنتقل الى المعارضة بكل ما تمتلكه من تاريخها الماضي العلني بسلطات الحكم المتخلفة ، بينما تجد كل قوى المعارضة الاصلية قد جردتها سلطات إرهاب الحكم التقليدي كل قواها عبر تاريخها الحديث . . حين فتحت الكذبة المسوقة غربيا لدينا بتحولنا نحو التعددية الديمقراطية .
4 – أما اخطر محصلة عن تلك المراجعات ( الفكرية المعتقدية والممارسية ) - الرجعية الحقيقية – نشوء شيوع تعممي في نخبنا العربية والذي أصبح متسيدا واقعا في بلداننا العربية ، والمتمثل ب ( الانتهازية ) الفكرية والممارسية – حيث يلون اليساريون والوسطيون الموضوعيون – أي الوظيفيون – بين أفكارهم الأيديولوجية الوضعية ومحمولاتها الفكرية الدينية والغيبيات المجردة . . بما فيها الأسطورية والخرافية ، ويلون أصحاب الفكر الديني والغيبي الخرافي تخريجات بمحمول الفكر المنطقي والعلمي ، بما يكشف خللا فكريا وسلوكا ممارسيا في الواقع لعموم غالبية افراد النخب العربية بتماهيهما فيما بينهم رغم علانية اختلافهم بمعرف التيارات الفكرية والسياسية – بحيث لم يعد هناك وضوحا لانسان المجتمع في التفريق بين النخب من تحمل مصالحه وقيمة وجوده المستقبلي – فكان واقعا تزايد لقوة القبض الواقعي لقوى التخلف وعناصرها المثقفة الانتهازية ( الحداثية خداعا ) المدعية بخطاب العلمية والمدنية الحداثية والتحررية ، مقابل منح ( انتهازيات اليسار والفكر العقلاني الموضوعي ) طابع تسيدها الواقعي بتشارك كامل لإنهاء المثقفين النوعيين القيميين ، وهو ما انتج وجودا ( مشوها فكرا واخلاقا ) لمعبرات العقل العلمي ، وهو ما قاد ويقود الى انحسار وضعف فعلي وتناقص وجود وشعبية لقوى التحول المدني وحملة فكرها وعلمها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة