الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (9)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


9. البيادق خارج الصندوق.

نورالدين علاك الأسفي.
[email protected]

حمى التحالفات ليس لها حد. واشنطن لن تتوقف سعيها إلى تجنيد مزيد من الدول ضد روسيا والصين.
المسؤولون الأمريكيون قالوا غير مرة إنهم يراقبون سلوك دول آسيا الوسطى. فدول المنطقة الخمس آخذة بناصية الزخم مع روسيا.
ففي نهاية العام 2022، ارتفع حجم التجارة بين روسيا وكازاخستان بمقدار 2 مليار دولار ووصل إلى مستوى قياسي بلغ 26 مليار دولار.والوضع مشابه في الجمهوريات الأخرى. حجم التبادل ارتفع التجاري بين روسيا وأوزبكستان في نهاية العام 2022 بنسبة 23%، ليصل إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار.
أنجالي كور؛م مثلة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAI، أثارت حنقها هذه الحديقة الخالية من الأعشاب الملتفة، مما جعلها تعترف بأن واشنطن ستسعى إلى "فصل" آسيا الوسطى عن الاقتصاد الروسي.
أندريه غروزيت؛ رئيس قسم آسيا الوسطى بمعهد دول رابطة الدول المستقلة، يتابع هذا الزخم المريب.فبعد أن لف بمنظاره المقرب؛ جاء بالخبر اليقين. الولايات المتحدة في سعي حثيث لتقليص نفوذ روسيا في تلك المنطقة، لكنها لا تقدم بدائل. "ليس هناك مشاريع واسعة النطاق يرغب الأمريكيون في إطلاقها. وهذا سينهي النقاش حول روسيا". لذا فهو ينصح بالانتقال "إلى الجانب الصحيح من التاريخ"،
و الملفت عند غروزيت هو الجدل المهزوز حيال التعاون بين آسيا الوسطى والصين. "الوضع هنا مشابه. في عدد من المعايير وفي قطاعات معينة من الاقتصاد، لا غنى عن الصين في المنطقة، ومن الواضح أن موسكو وبكين تهيمنان معاً.
ليس من الصعب تخيّل ما يمكن أن يفعله الأمريكيون. من إضرار بالمشاريع الفردية، ومحاولة الضغط على النخب بالارتهان إلى شبكة منظماتهم غير الحكومية ومنصاتهم الإعلامية.
واضح أنهم سيستخدمون تكتيكات "تافهة"، حاصلها يزيد غصة في المشهد. و الحال؛ فبنظر حسير يناورون؛ و بهم رغبة تراود إنعاش آمال محتضرة.
فأوروبا شرعت تتحدث بلهجة الخيبة، لذا أضحى التفكير بما يجب فعله؛ و قد نالت الهزيمة من أوكرانيا .
فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، كان قد سبق إلى تلك المحصلة المرة الطعم؛ ففي مقابلة مع المذيع التلفزيوني الأمريكي تاكر كارلسون؛ جهر بالقول؛ إن أوكرانيا لن تكون قادرة على هزيمة روسيا.
مارسيل سيولاكو؛ رئيس الوزراء الروماني، و في مقابلة مع مجلة دير ستاندرد؛ دعا الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في الخطوات التي ينبغي القيام بها في حال انتصار روسيا في الصراع بأوكرانيا. ظاهر أن أوروبا الشرقية باتت على جرأة غير معهودة؛ لا تراعي التستر وراء بنود حلف الناتو.
و قبل أن تتركهم روسيا لحالهم؛ يتدبرون عاقبة أمرهم؛ سارعت إلى دعوة عديد حلفائها على موائد الغروب. و محاولات الولايات المتحدة وأوروبا إعاقة ذلك تشبه دبيب استفحال الرهاب.
فمع اندلاع الصراع الروسي الأوكراني في فبراير 2022، كان المزاج العام في واشنطن شبه احتفالي. فبعد 8 سنوات من رفض الوقوع في الفخ الذي نصبته ثورة الألوان المدعومة من واشنطن في كييف عام 2014 ، ها الكرملين أخيرا تبتلع الطعم.
لكن ما اعتقدته الولايات المتحدة في أن الاقتصاد الروسي سيدمر بفعل العقوبات. لا شيء من هذا حصل . فموسكو نجت من العقوبات على نحو أفضل بكثير من دول أوروبا الغربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، التي جفت اقتصاداتها دون واردات الطاقة الروسية.
و الجيش الروسي لم تستنفده رحى المعارك الدائرة بقدر ما استنفد مخزون الأسلحة والذخيرة من الغرب لأوكرانيا.
و بينما تصدع الأبواق في واشنطن بأن الصراع يسير بشكل عظيم، وأوكرانيا تنتصر! والعقوبات تعمل! الآن! بدأ الأمريكيون يلاحظون ببطء أن الأمر ليس كذلك.
رهان الولايات المتحدة على أوكرانيا أتى بمحصلة مخيبة للآمال المعقودة. و ما ظنت أنه طعم لتدمير روسيا جاء بنتائج عكسية على واشنطن والغرب.
و زاد في اتساع المشهد الباهث. أن بؤرة الصورة تلقفت سطوعا قاهرا. فقادة روسيا والصين توحدت رؤاهم على التزام مشترك بعالم متعدد الأقطاب.
لما يشرع في لعبة إستراتيجية جديدة، يوطن اللاعبون أنفسهم على التفكير خارج الصندوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا