الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-جربناك .. جربناك-

خالد قنوت

2023 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


حق الشعوب في النضال من أجل تحرير أرضها من الاحتلال حق مقدس اقرت به الامم المتحدة و صادقت عليه كل دول العالم و هو حجر الاساس في دعم العالم اليوم لحق الشعب الاوكراني في النضال ضد الاحتلال الروسي لأراضيه و هو حق للسوريين أيضاً و بالتأكيد للأشقاء الفلسطينيين بكل تجرد و بكل منطق قانوني و انساني و أخلاقي و لن يثني عزيمة أي انسان حر في العالم عن دعم و مساندة الشعب الفلسطيني في هذا النضال بكل أشكاله.
ليست الشعوب العربية بحاجة للغضب بقدر ما هي بحاجة للعقل في أي محنة أو أي كارثة أو أي حرب تحدث أو تفرض حتى من صاحب الحق نفسه و بقدر ما هو حق الجميع في دعم الشعب الفلسطيني البطل في نضاله المشروع فمن حق الآخرين التفكير في مآلات تلك الحرب و ما قد ينتج عنها بعيداً عن هدف سامي و عظيم هو تحرير الأرض و بناء دولة فلسطين الحرة و المستقلة الديمقراطية لكل ابنائها و على كامل ترابها الوطني.
لنستعيد حروباً فرضت علينا كشعوب عربية خلال التاريخ المعاصر و كانت مآلاتها وابل من الخيبات و ترسيخاً للنظم الاستبدادية و المافيوية في عالمنا العربي:
1- حرب حزيران 1967 التي حشد لها الجيش المصري بقيادة الراحل جمال عبد الناصر كل طاقاته و كانت الشعوب العربية تعيش على أمل التحرير و استرجاع فلسطين لكن نتائج الحرب اصابت الجميع بجرح تاريخي عميق بفقدان مساحات من اراضينا العربية اضعاف مساحة فلسطين نفسها و بفقدان الأمل و انهيار الحلم.
2- حرب تشرين بكل ما نحمله لهذه الحرب من تقدير للجيش السوري و للجيش المصري فقد كانت تلك الحرب بالنتيجة توقيع معاهدة السلام بين أنور السادات و مناحيم بيغن و خروج مصر العربية من معادلة الصراع بينما ثبت حافظ الأسد حكمه الاستبدادي في سورية و اعطاه الشرعية بعد أن خسر السوريين الجولان عندما كان وزيراً للدفاع خلال حرب حزيران 1967.
3- دخول القوات العسكرية السورية بقرار عربي و بضغط أمريكي و اسرائيلي إلى لبنان للقضاء على القوى اليسارية اللبنانية و الفلسطينية التي كانت تحارب القوى اللبنانية اليمينية المتحالفة مع اسرائيل و بقاء سلطة الاسد على لبنان ما يقارب الثلاثين سنة حتى خروجها المهين بأمر أمريكي بعد اغتيال رفيق الحريري 2005, رسخ ذلك الوجود الطائفيات السياسية و زعامة أمراء الحرب الأهلية للبنان.
3- حرب لبنان 1982 التي دخلها حافظ الأسد بقوات جيشه المتواجدة في لبنان ضد الاجتياح الاسرائيلي بعد أن أدخل منظومات الدفاع الجوي الصاروخية التي عفى عليها الزمن و خرج من تلك الحرب بعد أربع ايام بخسارة معظم الطيران الحربي السوري و استشهاد 82 طياراً.
4- حرب الخليج الأولى بين العراق الشقيق بقيادة الراحل صدام حسين على الدولة الايرانية الخمينية و التي دامت ثماني سنوات دامية انتهت بمعاهدة تثبيت حقوق ايران و ضياع مقدرات العراق العظيمة و تثبيت حكم صدام حسين و عائلته على العراق.
5- حرب الخليج الثانية التي دخل بها صدام حسين دولة الكويت الشقيقة و كيف وصلنا لشرخ عربي عميق لم نخرج منه بعد و ما تبعها من حصار دولي للعراق مدة عشر سنوات حتى سقوط صدام و انهيار العراق بعد حرب 2003 و احتلاله من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي سلمته لايران شيئاً فشيئاً.
6- حرب حزب الله ضد القوات الاسرائيلية المحتلة في 2006 بعد أن أسر عدد من جنوده مما أدى لدمار هائل للبنان أقر به حسن نصر الله بعد انتهاء الحرب و لم يعتذر على التسبب به بل كانت نتيجة الحرب تسلط حزب الله على الحياة السياسية و الاقتصادية في لبنان كدولة مرتهنة للولي الفقيه الايراني ضمن دولة لبنان الهشة.
7- .....

و هذه القائمة تطول..

نعم, كما يقول الراحل محمود درويش: "يالله جربناك .. جربناك" أليس من العقلانية أن نفكر بكل عمل يفرض علينا و ننظر إلى نتائجه على وجودنا كشعوب عربية مهزومة صرنا نساق لمصائرنا كالقطيع و نحن نلحق بجزرة عواطفنا و توقنا للخلاص و للحرية و للحياة بعد أن حرمنا منها طغاتنا و غزاتنا معاً؟
مع كل الدعم لأهلنا في فلسطين و خارجها في نضالهم المشروع لنيل حقوقهم الوطنية لكن أي حرب ستؤول لترسيخ الاستبداد الميليشياوي أو العقائدي أو الطائفي أو الاقليمي في بلادنا الجريحة و شعوبنا المقهورة فعلينا جميعاً أن نفكر و نحاول بكل قوانا أن نغير النتيجة التي ليست في مصلحتنا جميعاً
بمعنى: إن كانت الحرب المفروضة ستؤول لتفرد حماس في سلطتها على الواقع الفلسطيني بعمقها العقائدي الاخواني, أو أن تنفرد إيران في بسط مشروعها المذهبي البغيض على الشرق الاوسط و الذي بالنتيجة هو الوجه الآخر للمشروع الصهيوني في المنطقة, أو أن تنجر نتائج الحرب إلى إنقاذ النظام الأسدي المجرم و تبيض صورته الدموية للعالم على أنه رجل المقاومة و رجل دولة يحارب الارهاب المحلي و العالمي و الكوني, أو أن ترسخ روسيا أو أمريكا أو تركيا وجودها على الأرض السورية, فنحن جميعاً أمام معضلة كبيرة و علينا العمل على كسر كل تلك المشاريع السابقة و غيرها و التي تنال منا كبشر و تنال من مستقبل اولادنا و لا نقف عند التفكير و حسب بل تحويل مسار تلك النتائج الكارثية نحو نتائج دفعنا أثماناً غالية لتحقيقها ألا و هي الحرية و السلام و بناء دولنا العربية على اسس راسخة و ديمقراطية نستحقها و نستحق أن نعيشها على أراضينا.

عاشت فلسطين حرة أبية
عاشت سورية و لبنان و العراق دول حرة و مستقلة من أي احتلال أو استبداد.
الرحمة للشهداء و السلام للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |