الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الجّمال كاشف لسرّ الوجود؟

عزيز الخزرجي

2023 / 10 / 11
عالم الرياضة


سرّ الوجود ؛ موضوع فلسفي يمثل أصل العرفان و الفلسفة و يتعلق بعمق الحياة و الوجود.
و في الحقيقة لا يمكن الإجابة و الاحاطة بهذا السؤال بسهولة و بشكلٍ كامل و دقيق و نهائي .. لأنك تحكم فلسفياً على اللامعلوم - على الغيب، و ليس بمعادلات العلم على المعلوم كآلظواهر الفيزيائية, لذلك يتطلب الميتافيزيقيا تفكيراً عميقاً و معرفةً فلسفيةً كونيّة - كوانتنومية يتعدى قوانين العلم المعلومة.

و مع ذلك، يمكن القول بأنّ ذات الحياة هو سر الوجود؛ كما إنّ ذات الموت سرّ الوجود؛ كما ذات النوم سرّ الوجود؛ و كما حقيقة اليقظة سرّ الوجود؛ كما إن كل الخلق هو سرّ الوجود أيضا و هكذا سرٌّ يحتضن سرّ لتكون في النهاية أمام أسرار لا بداية و لا نهاية لها، فكل شيئ مرموز, بل سرّ الوجود ذاته يتطلب وجود الحياة و الحياة يتطلب وجود الماء و الروح و كلاهما يحتاجان إلى خالق حكيم و عظيم لا يمكن معرفته إلا من خلال صفات و أسماء حقيقية ذاتيه و فعلية و من الظواهر الدالة على تلك الجواهر التي منشأها (حبّة) صغيرة حجمها لا تتعدى رأس أبرة.

ألسّر مكنون في كلّ موجود مخلوق و كلّ موجود مرموز من الذرّة و حتى المجرّّة - و الطرق الكونيّة و الثقوب السوداء و ما بعدها, إنها أسرار في أسرار لها أسرار و علل و قوانين و زمكاني و دور في نظام الكون كلّه, ولا يعرف تفاصيل و ماهية تلك الأسرار إلّا موجدها و بآلتالي نصل إلى حقيقة فلسفية كمعادلة ثابتة و واجبة هي :

لا بُد لهذا الأمر ككل ثلاث محدّدات هي:
واجب الوجود
و
ممكن الوجود
و
ممتنع الوجود

و لا يمكن معرفة تلك العلاقة الوجودية بشكل كامل رغم كشف نظرية (الكَوانتوم) من قبل "آلبرت آينشتاين" إلا بمعرفة حقيقة الجّمال الذي وحده يُوصلك لـ (واجب الوجود) الذي لولاه لما كان لنا وجود و لا قوة الخيال الذي يُعتبر إنعكاس للضمير الذي يُسمّى بـ (قوة البصيرة) أو (العقل الباطن) أو (الضمير) الذي هو الوحيد القادر على معرفة و كشف ذلك من خلال الظواهر المعلومة و الجواهر المكنونة!

لذلك قلنا في الفلسفة الكونية العزيزية : إكبح جماح النفس و حسده و أطماعه في ملذات الدّنيا .. لتكون قادراً على حفظ جوهر ضميرك الذي هو صوت الله فلا تقتله بسبب تلك الأطماع!؟

إن قطرة ماء على ورقة صفصاف تكتنف سرّاً و جمالاً مغموراً داخل السّر نفسه ؛ صوت البلبل الفتان مبعث ليس لسّر .. بل لحكايات و أنغام تندمج مع حركة الوجود العظيم لتكون جزءاً من المنظومة الكونية التي أعتقد بلا نهائيتها, كل شيئ له سرّ و دور في هذا الكون السحيق, و لعلّ قصيدة ؛ “أعطني الناي وغني” لجبران خليل جبران إشارة من إشارات ذلك السّر .. فقط إشارة لتلك الأسرار .. و هكذا قصيدة السيد محمد بحر العلوم؛ [أين حقيّ]!؟
و كذلك قصيدة إيليا أبو ماضي : [لست أدري].
و قصيدة حافظ الشيرازي : لا يعرف أحد سرّ العالم ..
و مغزاها!
و أكثر العلماء و المراجع في وسط الحوزات و الجامعات لا تعرف من أين أتينا؟ و لماذا أتينا ؟ و مع من أتينا ؟ و كيف أتينا ؟ و إلى أين أتينا ؟ و إلى أين نعود !!؟؟
لأنّ ورائها معان و (أسرار في أسرار) في عالم مليئ بالأسرار و مغمورٌ في عالم آلغيب .. نجهل معظم اسراره إن لم أقلّ كلّها ..

بإختصار بليغ للغاية و إعتماداً على قواعد الفلسفة الكونيّة العزيزية؛ يُمكن معرفة (العارف بسرّ الوجود) من خلال الحقائق التالية التي تتجسّد بسعيه في هذا الوجود:

عالمٌ بما أحتواه العَالم؛
و
عالمٌ بحقيقة الجّمال؛
و
يعكس ذلك الجمال لعمل الخير و الأنتاج النافع للخلق.

يفعل ذلك و هو يعرف حقّ اليقين بإنّا لله و إنا إليه راجعون .

ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الرياضة في دقيقتين | زيدان وفينيسيوس يجتمعان في مباراة


.. كرة القدم في إنجلترا الحساب فيها عسير.. شاهد تعليق لميس الحد




.. نوران جوهر: سعيدة بالتتويج بلقب الجونة ومستعدة لبطولة العالم


.. علي فرج: سعيد بالتتويج ببطولة الجونة وأشكر الجماهير على الدع




.. تحدي الأبطال - نهائي Legends of Runeterra