الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإحساس بالمهانة يولد الإنفجار

محمد بلمزيان

2023 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ما يجري بالشرق الأوسط هو حرب استنزاف حقيقية بين طرفي الصراع، وبدون الخوض في النتائج السياسية والإقتصادية التي ستؤول اليه هذه الأوضاع المتفجرة، فإن الإحاطة بأسباب هذه الحرب لا شك أنها تجد سندا صلبا في الواقع، فإذا كان الإسرائليون يحسون بألم لما وقع بهم من دمار وضحايا في هذه الأيام الأخيرة، فإن الشعب الفلسطيني كان يئن لعقود طويلة ويعاني مختلف أشكال المهانة والقتل المنهجي، والإعتداء على أراضيه وعرضه بشكل همجي، ولذلك فإن عنصر المفاجأة التي اندلعت بها الأحداث الأخيرة كانت متوقعة إذا ما استحضرنا حجم هذه الآثار الجسيمة للخروقات التي ارتكبتها المليشيات المسلحة الإسرائيلية والجيش بحق الفلسطينيين، فهل كان يظن هؤلاء بأن تلك الفظاعات التي ارتكبت وبالتقسيط ومنذ عقود وبالقتل البطيء والسطو على الأراضي وإقامة المستوطنات الجديدة، كانت ستمضي خفيفة على هوية الشعب الفلسطيني ودون أن تترك أثرا للتاريخ والمجال والإنسان، فبقدرما تتراكم الأحداث وتتعاظم المخلفات فإن ذلك يؤدي لا محالة الى تفاقم العداء واتساع رقعة الصراع والى احتدام المواقف، فلو لم تندلع الأحداث بهذا التوقيت فإنها كانت ستحدث في المستقبل بكل تأكيد وهو منطق يطبع حقيقة الأحداث التاريخية التي تؤدي الى المساس والتجاوز الجسيم لحقوق الإنسان، فحجم هذه العوامل وما خلفته من ندوب في الذاكرة الفلسطينية من الطبيعي أن تفرز انفجارا شعيبا بدون تحديد الهوية السياسية أو العقائدية التي يمكن أن تكون وراءها، فقط تبقى الهوية الأشمل هي التي تضغط في اتجاه استعادة الكرامة والحرية. وبالتالي فإن اعتقاد أغلب المحللين والخبراء الذين حاولوا قراءة الحدث واستقراء ما ستؤول اليه الأحداث قبل أفلح البعض فيها، حينما تمت الإشارة الى هذه النقطة بالذات، وهي المتعلقة بالتباين الحاصل بين طرفي الصراع ، حيث أن الطرف الإسرائيلي كان يغط في نوم عميق ورغد عيش ، في حين أن الشعب الفلسطيني يئن تحت وطاة الجوع والتشرد والقتل، هذا التباين بين طرف قد يغط في نوم عميق وطرف يخطط وينتظر اللحدة للإنقضاض ولا شيء يخسره سوى ضياع الإذلال والقيد، وبحثا عن خريطة وطن، فواهم من يعتقد بأن حجم تلك الإعتداءات التي كانت تجري وأمام مرآى ومسمع من المنتظم الدولي، هي صفحات طويت وبلا رجعة ولا مجال لإعادتها، فبقدرما كانت هذه الأحداث وخيمة فإنها كانت ستؤدي الى ميلاد آثار بنفس الحجم والقيمة، فمن كان يظن بأن هذا العدد الهائل من القتلى والجرحى والأسرى من الجانب الإسرائيلي سيكون ثمنا باهضا تدفعه اسرائيل دفعة واحدة وفي زمن قياسي، مقابل سنوات من قتل الفلسطينيين وعلى مراحل متقطعة زمنيا وجغرفيا، الى درجة انهارت فيها تلك المقولة الهلامية التي تقول ( الشعب الذي لايقهر ) فانهارت بذلك الصورة النمطية للقوة العسكرية ا التي كنا نراها مزمجرة في الأراضي المحتلة، وخسرت بذلك تلك الصورة التي رسمتها لنفسها وكأنها كيان لا يمكن أن يهتز على ضربات أحد،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة