الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشبعوا بالهوية العربية

سالار الناصري

2006 / 11 / 14
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من يقرأ أدبيات الشيعة في العراق وهم سكان وسط وجنوب العراق أو ما يصطلح عليه بالسهل الرسوبي موطن الحضارات القديمة السومرية والبابلية ومصدر النبوات الأولى نوح وإبراهيم وعزير وذي الكفل ويونس وشيت .وهي الأرض التي أسست مفهوم الدين وأبدعت الكتابة وأسست الدولة كنمط من العقد الاجتماعي وسنت التشريعات في زمن كانت فيه البشرية تأكل اللحم نيئا : سيجد ان الشيعة لا يكترثون لا من قريب ولا من بعيد بالأفكار العنصرية القومية ،ولا يدعون لها ،وقد يقال بسبب الإسلام ولا ادري لماذا لا يؤثر إذن الإسلام في السنة العرب في العراق الذين كانوا وعلى مدى التاريخ قوميون عنصريون في الخطاب والسلوك مفضلين العربي على غير العربي عشر درجات بالمقابل ، تجد إن الشيعة ينظرون الى النبي في مواجهة قريش عائدين بالنسب المحمدي الى إسماعيل وإبراهيم السومري جاعلين من مقتل الحسين ابن بنت الرسول الإبراهيمي السومري والذي تزوج بنت كسرى الفرس مأساة تاريخية يعيشونها بحزن روحي مقدس بداية لسلسة ألائمة الشيعية التي تنتهي بالتقاء رمز حضاري آخر وهو أميرة أوربية مسيحية يتزوجها الإمام الحادي عشر فتنجب الإمام المهدي الحي والذي سيظهر مع المسيح ليعيدا للعالم سعادته المفقودة والغريب أن الإمام المهدي لن يحارب سوى مجرمين العرب وسفاحيهم.
وبالمقابل تجد السنة العرب (الأقلية )يتهمون الشيعة - شيعة العراق (الأغلبية الساحقة )بأنهم ذو أصول ليست عربية ولأنهم يخشون التصريح بالحقيقة كاملة ،حتى لا يدينهم التاريخ فيعدهم مغتصبين للأرض فيغمزون ويلمزون بان أصل الشيعة أقوام جاءوا من الشرق،أو إن أصلهم فارسي أو إنهم صفويون كما تقول القاعدة وهيئة علماء المسلمين وتجمع عشائر أهل العراق قبل أيام.
ومن يحقق في الصفحات السوداء للغزو العربي العربي الإسلامي للعراق يجد إن أهل العراق كانوا وراثة الأقوام الأولى التي سكنت السهل الرسوبي سومريون وبابليون واكديون وآشوريون احتفظوا ببحبوحة حضارية وثقافات أكثر رقيا بالرغم من الهجمات الاستعمارية من جميع الأقطار .ومع الغزو العربي وطرد المحتلين الفرس وجدوا أنفسهم أمام محتل جديد لا يقل ظلما عمن سبقه فسرعان ما نهبت قراهم ومدنهم وسرقت نسائهم وصودرت أراضيهم وفي المدينة مركز الحكم العربي الإسلامي كان يدرك عمر بن الخطاب قدرة أهل العراق على تدجين المحتل فنصح قادته العسكريين بعدم الاختلاط بهم وعمد الى إهمال مدنهم وبنى مدن (مستوطنات) لمقاتليه في البصرة والكوفة لا تفصلها عن صحراء العرب نهر ولا جبل حتى يسهل فرارهم وتصل أخبارهم ،ولا بد وان تراءت له كيف غيرت القبائل العربية التي عبرت الفرات دينها ،وكيف تغيرت أفكارها في زمن المناذرة.
وبالمقابل فان أهل العراق وأمام أحكام الرق والاستعباد الإسلامي وقوانين الجزية وقرارات مصادرة الحياة والأرض لا ملجأ لهم سوى أن يصبحوا موالي وعشراء وتابعين للقبائل العربية المحتلة مقابل القليل من الخبز والحياة ،وما هي إلا فترة من الزمن حتى أصبح العراقيون مسلمين ومع أسلامهم بدأ خط جديد من الإسلام الثوري وبدأت رؤية للمعتقدات الإسلامية جديدة على التفكير القبلي للعرب لذا فالثورة الأولى على حكومة قريش بدأت من العراق ومصر حيث بقايا الأقوام المتحضرة التي تجد في العدالة أساسا لبناء المجتمع ، فثارت بلاد الرافدين ومصر على طغيان ولاة عثمان واستبدادهم وساندوا علي ابن أبي طالب الذي فضلهم على قريش كما هو مسطور في نهج البلاغة وظلوا أمناء لذلك الموقف الإنساني المتحضر الى وقتنا الحاضر.
فكان علي بالنسبة للشيعة يمثل النموذج الإنساني المتحضر المنفتح على الآخر، الذي يواسي الفقراء باشتراكيته الدينية ويتعالى على الخطاب القومي والعنصري بخطابه الروحي ،يدافع عن الإنسان كانسان بغض النظر عن انتمائه القبلي والقومي ورسخ حقوق الإنسان كما لم يفعل حاكم عربي تسلط على العراق . والمفارقة إن الذين حاربوا علي في العراق هم خلص القبائل العربية التي من الظاهر انه ينتمي إليها .
يوما ما سوف يستعيد أهل العراق هويتهم المسلوبة ،ويتمكنوا من طرد المحتلين العرب من العراق الذين سلبوهم الأرض والحرية والكرامة والهوية ،ويزيحوا القبائل البدوية السنية عن شواطئ الفرات ، وعندها بالطبع سوف يتوقف الهمز واللمز في الإعلام العربي وبيانات هيئة علماء المفخخين ،بل لعل آخر خطاب لعراقي أصيل في الجامعة العربية سوف يرمي في وجوه أصحابها الشرعيين الهوية العربية المفروضة ولسان حاله يقول : اشبعوا بها فلسنا أعرابا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جمعيّة الأوتار المتشابكة تنظّم حفلا موسيقيا بحضور لينا شامام


.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد




.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف


.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!




.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا