الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة . . وملوث العقل النخبوي العربي / الجزء 2

أمين أحمد ثابت

2023 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


استغرب كيف يتقبل كيف تتقبل رؤوس الحكم العربي النقاش الدبلوماسي مع الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل العنصرية وفق خطابيهما العنجهي التهديدي بطابعهما الدموي الإيادي العرقي ، ووصم انفسهم كعبيد متقبلين غضب سيدهم ، والترجي الاستعطافي ( الدوني ) رأفة بالشعب الفلسطيني المراد تطهيره بالآلة الحربية الإسرائيلية المتعطشة لإراقة الدماء الجماعية لكامل الفلسطينيين ومن تبقى منهم يتم قتلهم بحصار العطش والتجويع تحت الظلمة المطلقة وانتهاء العيش بقطع الطاقة ومنع وصول البنزين والديزل و . . حتى الدواء والاسعاف للمدنين العزل . . الفاقدين حتى لملاجئ يهربون إليها من القصف المروع بمئات الاف الاطنان من المقذوفات مهولة التدمير والقنابل الحارقة والسامة والمشوهة للجينات والقاتلة خنقا لتكثف سحبها الدخانية المغطية جو وسماء غزة عند استنشاقها ، ومثلهم بما لا يختلف عنهم قيد انملة . . عناصر النخب المثقفة السياسية العربية ، التي حتى وإن وقفت احاديثها دفاعا عن الحق الفلسطيني وخطاب الألم عما يقع على مواطني غزة من وحشية تنافي القوانين الدولية ، حيث تبنى دفاعاتهم من خلال الطروحات التذرعية لكل من النظام الإسرائيلي المتشنج والادعاءات الواهية للنظام الأمريكي النازي المعاصر ، لوصم الحكومة الاسرائيلية الحالية ( اليمينية المتطرفة ) - وليس كونه نهج نظام الحكم الصهيوني لدولة إسرائيل - طابع الوحشية القصوى للإبادة العرقية للفلسطينيين والتدمير النهائي لقطاع غزة كاملا وتهجير ما يتبقى من السكان للعراء في نزوح الى بلدان الجوار الأخرى – والأسوأ ( دونية ) تظهر من خلالها الفضائيات العربية المختلفة – تحت موهم صناعة ( ديمقراطية الحوار ) بين مثقفين وسياسيين وعسكريين عرب في مقابل مثيلهم من المتشددين الصهاينة – من إسرائيل وامريكا وأوروبا – او المتبنيين الخطاب الصهيوني والامريكي الذرائعي المخادع ، حيث يتصنع العرب ادب التحادث الحضاري – المعقلن بتصورهم – بينما يتحدث المقابلون لهم بلغة ذم وتجريح وتهديد سافر وتبرير ما تفعله إسرائيل من مجازر مروعة ضد القانون الدولي والأخلاق الإنسانية . . حتى عند الحروب والمعارك – كيف تقبل هذه الفضائيات العربية في حضور مثل هؤلاء المتعجرفين المهينين للفلسطينيين والعرب عموما واظهارهما خلال احاديثهم كجنس دوني – حيوانات كما وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي – وأن يستحقون الإبادة الجماعية – الفلسطينيين ومثلهم العرب عموما ، وأنه ذاته واشد وحشية سيقع على أي منهم مثل ما هو واقع تجاه الفلسطينيين حين يتطاول أي منهم على سيدهم – ومن الجانب الآخر ، يحرم خروج أي خطاب في الإعلام الفضائي الصهيوني غير أحاديث الكراهية المرضية المطلقة والنزعة الحربية المبررة لفعل التدمير الشامل والإبادة الجماعية . . المجترة عن الخطاب الرسمي الإسرائيلي ، وحتى في الفضائيات الغربية يقطع كلام أي متحدث عربي بشكل متكرر دائم بينما يتركون مقابلهم التحدث كاملا دون قطع ، ومن جانب اخر يمنحون حرية التحدث الكامل وبلغتهم العنصرية القبيحة – المستهترة تارة والمهددة تارة ، وأخرى بتعالي عنجهي محقرا للإنسان العربي قدرا ، بينما لا يقبل عن المحاورين العرب الرد الكاشف عن تظليل الاخر للحقائق او الاعتراض عن اللغة المستخدمة المسيئة .
ومما سبق ، ألا تكشف نخبنا السياسية الحاكمة والمثقفة طابع وعي زائف ملوث بخلط فهمي. . لا يبدو طبيعيا مطلقا – فديمقراطية حوار المتقابلين ضدا . . إعلاميا ، و . . عند حالة الحروب كتلك الجارية حاليا مع الكيان الصهيوني المحتل – أي فهم نتمظهر فيه كديمقراطيين ودعاة سلام ( بصورة استجدائية ) ، بينما الاعلام الفضائي للطرف المقابل بخطابه وفكره الفاشي العنصري الدموي المحتقر لجنس غيره لا يجيز مطلقا سوى ظهور إلا ما يعبر عن نهجه – أي لا وجود للديمقراطية في زمن الحرب الواقعية – أليس ما نسلكه امرا غير سوي وبفهم وعي زائف – فهل نصدق انفسنا ديمقراطيين حقيقيين مقارنة بأمريكا وأوروبا وإسرائيل ، أم أننا نوهم انفسنا ونصدق ذلك قناعة ، حيث يكشف مسلكنا التعاملي مبنى على وعي فهم زائف ( مجرد ) لا يتسق مطلقا مع ( الحالة الواقعية بظرفيتها الخاصة ) ، والمنكشف خلالها تعامل الأطراف المقابلة المتورطة وجودا في ذات تلك الحالة بصورة مغايرة كليا وبما يتسق معها – وهو ما يظهرنا ضعفاء ومتقبلين للذل والانقياد – غير المدرك من قبلنا – بينما نكتشف انفسنا في حالات الأوضاع السلمية السوية شبه المستقرة بأننا غير ديمقراطيين ابدا ممارسة وإن تبهرجنا شكليا عبر القول والخطاب بأنا ديمقراطيين ومتحضرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل