الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسرائيل اخرى وشرق متوسطي مابعد ابراهيمي؟

عبدالامير الركابي

2023 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت اسرائيل التي عرفناها من عام 1948 ولم تعد موجوده، آخر ممثليها هم نتنياهو ووزير دفاعه المتوحش وكل مؤسسته الفاشلة العاجزه، السائرة الى الانهيار، والمشهد القائم الان بعد "طوفان الاقصى" هو طوفان الهزيمه والفشل غير القابل للاستيعاب، مع المحاولة الجنونية الابادية كوسيلة لاستعادة واسترجاع موقع وحالة انتهت وماتت، وماهو متولد تحتها وبين تضاعيفها من وجهه اسرائل اخرى، لن تلبث ان تتبلور، وليس لها من ضمان انتقالية سليمه الا بنقل اليهودية من الصيهيونية، الى الشرق متوسطية الاصل.
الغرب الذي يريد تكريس الاباده، يدلل في اللحظة الراهنه من على تردية المتعاظم، وانهياره القيمي، مدافعا عن ذاته بدفاعه عن اسرائل الصهيونيه هو والولايات المتحده، ونحن اليوم بلا شك امام مشد ولحظة انقلابيه غير عادية، يقابله شرق متوسطي، يبدو وكانه ليس من انتج " طوفان القدس"، ومن غير نوعها، بنية وتركيبا ووحاله قصوى من التردي، ومن الخروج من الفعل التاريخي، ثمه فاعل خفي، هو الذي اوجد مثل هذا اللحظة الاستثنائية غير القابلة للقراءة " ارضويا"، وبحسب مفاهيم "النهضوية الزائفة" ومتبقاياتها المهيمنه على الشرق المتوسطي اليوم.
اسرائل الاخرى لابد ان تعي مجبره، بان كينونتها الاساس الابراهيمية في حال تجدد وشيك، وان العليّة اللاارضوية على الابواب، وان مصادفات التاريخ تخفي مالا يعيه الغارقون في التوهيمه الغربية، وضلالات الامبراطورية السائرة هي الاخرى للزوال، تلك المفقسه خارج رحم التاريخ، الامريكيه، بانتظار "كتاب العراق" الذي صار على وشك الاطلال على العالم، وعلى موضع انبثاق الرؤية الكونية اللاارضوية الاولى، التي من جملتها وكانت في اساسها، الموسوية المسروقة المتحولة بفعل ضلالات الغرب العارضة الى، صهيونيه.
مهما يفعل الاسرائيليون المهزومون، او يحاولون، فان زمنهم انقضى، والركائز التي ارسيت عليها وقامت اسرائلهم، تخلخلت وماعادت قابلة للحياة، ولا للاستمرار، والاغلب انهم هم انفسهم يدركون ذلك، ويظهرون مايدل عليه، مع هجومهم الوحشي على غزه، وسعيهم لحصر ردة فعلهم في اضيق مساحة ممكنه، خوفا من التداعيات الاسوأ المترتبه على توسيعها، مما سيضع اهلنا في غزه امام حالة احتراق انتقامي جنوني شامل، لاعلاقة له باي منطق، بما فيه منطق الحروب، فالذين يدمرون غزة، ويبدون اهلها الان، ليسوا جنودااحياء يخركهم قانون الاحتراب العادي، بل اموات يثارون ممن اخرجوهم من التاريخ، وانهوا كذبتهم المقامه على اكبر حالة فصام عقلي روحي مستعملة لتبرير حياتي بلا اساس، الا الانكسار، وتوهمية اعادة صياغة لما هو قلب التاريخ، بالعارض والمتوهم، وبالمختلق المتوهم المضاد للحقيقة الاصل والمنشأ.
تبقى مسالة الاستعادة الابراهيمة الشرق متوسطية مسالة تاريخيه كونيه، ومدار صراعية عظمى تخص وجهة البشرية، تحكمها قوانين غير تلك التي تتداول، او يستطيع العقل الارضوي القاصر بلوغه، فاذا سالنا اليوم لماذا وكيف؟ ومن اين جاءت " طوفان الاقصى"، فاننا بالاحرى لانجد بحسب التفسيرات الارضوية مايمكن ان يوافق المتداول من منطق تبسيطي، وبهذه المناسبة، لابد من ان نشير اعلانا، الى ان العالم سائر الى الابراهيمية العليّة السببية،المنظور اللاااضوي الثاني المؤسس، والذي سيخرج على العالم على انقاظ التوهمات الغربية العارضة. وموت الاخرى الذي يتخايل الان، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، مخيما على الكيانيه المفقسة خارج التاريخ ومشروعها السائر للانهيار، بمقابل وثبة الارض الاولى الصاعدة منذ تشرين 1919، ومنطلق الرؤية الابراهيمة الاولى.
قريبا سوف يطل " كتاب العراق"، وتترى المتغيرات الكبرى التي من نوعه وواكبته بلا اعلان، حيث لااسرائل صهيونيه، ولا اجمالي العيش تحت سيادة الاخر شرق متوسطيا باسم النهضة الكاذبة، ولا عالم اوهام الغربوية والمجتمعية الارضوية الجسدوية، مع " طوفان الاقصى"، لاتعود هنالك اسرائل صهيونه، ولا عالم شرق متوسطي بنهضوية زائفة، ولاغرب توهمي ضلالي باسم الالة والتقدم الكاذب الذي انتهى اوانه، وحلت محله عولمه قاتله لاسسه ومنطويات وجوده. بينما ارض البدء والبداية تعود حاضرة، تدل الكائن الحي على طريقة الموعود المدخر منذ اليوم الاول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة