الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيرتان (الرباط/مراكش): شتات لا يخدم القضية الفلسطينية!!

حسن أحراث

2023 / 10 / 12
القضية الفلسطينية


قد يبدو أن تنظيم مسيرة بالرباط وأخرى بمراكش وحتى بمدن أخرى أمر عادي، وقد يخدم القضية الواحدة.
وقد يبدو أن إثارة هذه المفارقة الآن لا يخدم القضية الواحدة.
أولا، ما يخدم القضية الواحدة، أي القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية وطنية هو الحقيقة والصدق في خدمتها. أما غير ذلك، كالتوظيف الفج وتصفية الحسابات السياسية والسكوت عن المطلوب بالنسبة لنا بالمغرب لمناصرة الشعب الفلسطيني، وأقصد إعلان مسؤولية النظام القائم الغارق في جريمة التطبيع؛ فبعيد كل البعد عن نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وكذلك، فذريعة/خدعة "ليس الوقت مناسبا لتناول الموضوع" لم تعد تنطلي على المناضلين. كل الوقت مناسب لفضح المندسين والمتاجرين بالقضايا العادلة وإعلان الحقيقة..
ثانيا، المسيرتان منظمتان من طرف جهتين وليس جهة واحدة. قد يُعتبر الأمر عاديا لو نُظمت المسيرتان من طرف جهة واحدة، لكن مسيرة الرباط منظمة من طرف الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين؛ بينما مسيرة مراكش منظمة من طرف الجبهة الاجتماعية المغربية (الدينامية الديمقراطية المغربية لمناهضة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومشاركة الكيان الصهيوني)؛ وفي نفس التاريخ (15 أكتوبر 2023) والتوقيت (10.00/11.00 صباحا)؛ مع استحضار الدعوة إلى المشاركة المكثفة من طرف الجهتين المنظمتين، وهناك من يتحدث عن المسيرة الوطنية المليونية بالرباط. وهل يتوقع أن يتم الالتحاق بالرباط من طرف القاطنين بجهة مراكش والجهات القريبة من مراكش حبا في الرباط؟!! وإن يحصل بسبب العطلة البينية (قطاع التعليم) وأشياء أخرى، فإنه يُضعف مسيرة مراكش. ومن الرابح إذن؟ وعموما من الرابح إذا ضعفت المسيرتان؟
كان الأمر سيكون عاديا لو تمّت الدعوة الى مسيرات مُوحّدة في الزمن ومُتفرّقة في المكان؛ لكن والدعوة الى مسيرة وطنية، فالرهان قائم على مسيرة حاشدة. ولماذا إذن الرباط ومراكش في نفس الآن أو هذه الأخيرة والرباط؟!!
إنه عناد سياسوي مشبوه لا يخدم القضية الفلسطينية، لأن المزايدة وسؤال من الأسبق الى الدعوة الى المسيرة لا يليق بقضية من حجم القضية الفلسطينية والآن أمام الإجرام الصهيوني المتصاعد والدعم المباشر من طرف الرجعية والامبريالية..
وكما علّق أحد المناضلين، قيادي ودائم الحضور بالجبهة الاجتماعية بمراكش "مراكش العاصمة.. هنا الحدث وهنا التواجد المكثف للإعلام الوطني والدولي.. يا جماهير الرفض والغضب يا أطر يا تنظيمات وإطارات جماهيرية رجاء صححوا النظر". والمقصود بالحدث هو أسبوع الاجتماعات السنوية بمراكش للأذرع المالية للامبريالية صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وبمشاركة الكيان الصهيوني المجرم. علما أن الامبريالية متورطة إلى جانب الصهيونية والرجعية في الجرائم التي تُقترف في حق الشعب الفلسطيني وكافة الشعوب المضطهدة.
الأكيد، أن واقع المسيرتين ليس خطأ، والمسؤولية على عاتق الجهتين المنظمتين وبدرجات متفاوتة. وفي غياب المحاسبة تضيع الحقيقة ويستمر الحال من سيئ إلى أسوأ..
فقط، لن نُفاجأ بإطلاق سراح الجيوش المرابطة في ثكناتها، والتي لا تنعم "بالحرية واستنشاق الهواء" إلا إبان مثل هذه المناسبات من أجل استعراض العضلات والمزايدات في الوقت الذي تغيب فيه أمام التردي الفظيع للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وفي ظل المخططات الطبقية المدمرة، وأقصد القوى الظلامية والشوفينية المتورطة في العلاقة مع الامبريالية والصهيونية والرجعية..
فهل تملك الجهتان المنظمتان لمسيرة الرباط وعرابيهما بعض "الجرأة" وبعض "الاستقلالية" للالتحاق بمسيرة مراكش (مركز الحدث الدولي الآن)، في إطار مسيرة واحدة وموحدة، على الأقل من أجل فلسطين؟
ذلك سيزعج النظام لا محالة، لكن هنا إما حب فلسطين أو حب "الطاعون"!!
دون أن ننسى دعوة المؤتمر العربي العام إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل، أي غدا "يوم غضب شعبي..."، فالسعي الى صبغ كل فعل يدعي خدمة القضية الفلسطينية بلون هذه الجهة أو تلك يساهم في قتل ثان وثالث و...، للقضية الفلسطينية...
وإن مصداقية خدمة القضية الفلسطينية تتجسد حقيقة في مناهضة الأنظمة الرجعية أولا...
النصر للشعب الفلسطيني..
والخزي للرجعية والصهيونية والامبريالية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم