الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الفكرية والسياسية

محيي الدين محروس

2023 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بدايةً من المفيد التذكير بأن الثورة السياسية هي إجراء التغييرات الجذرية على النظام السياسي الحالي.
والمهمة الأكبر ليس فقط في إقامة نظام ديمقراطي ذي مؤسسات ديمقراطية في دولة المواطنة، بل الدخول في عملية ثورية اجتماعية واسعة على عدة محاور مترابطة مثل:
الثورة الثقافية والفكرية،
والثورة العلمية والتعليمية،
والثورة في المجال السينمائي والمسرحي والفني،
والثورة في تأسيس التنظيمات المدنية.
—————————————-
للاختصار هنا سيتم التركيز على الثورة الفكرية على محاور:
التعصبات الدينية والقومية والذكورية .
——————————————
التعصب والتطرف الديني الذي ينتشر اليوم في البلدان العربية يُعتبر من المشاكل الاجتماعية الكبرى التي تواجه الحراك الثوري. وهذا التوجه دعمته الأنظمة الاستبدادية على المكشوف وفي الخفاء …
على سبيل المثال في سوريا: انتشار حركة بناء الجوامع بهذه الكثافة، ومنع نشاط „ الاتحاد النسائي „، وفتح الباب على مصراعيه لما يُسمى „ القُبيسات „ … ذات العباءات واللباس الأسود من أخمص القدمين للرأس!!
كذلك السيطرة للإخوان وداعش والنصرة على الحراك الجماهيري ضد النظام الاستبدادي!!
بالطبع، في النظام السياسي القادم المفروض أن يتم الفصل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة، مع الضمانات الدستورية لحرية الاعتقاد، وممارسة العبادات، واحترام دور العبادة وقدسيتها.
——————————————-
أيضاً عملت الأنظمة العربية الُمستبدة وخاصةً في سوريا والعراق على إشعال العداوات بين أبناء القوميات المختلفة وخاصةً بين: العرب والكُرد … ! وفي سوريا بعض الأمثلة:
حرمان أعداد كبيرة من حق المواطنة لإخوتنا الكُرد،
وحرمانهم من التعليم باللغة الكُردية ! وحتى التكلم باللغة الكردية للأطفال في مدارسهم!
إلى حركات التهجير القسري من مناطق سكنهم، وإسكان بعض القبائل العزبية مكانهم.
والحل في الأنظمة السياسية القادمة بناء جسور المحبة والتآخي بين كل مكونات الشعب القومية والدينية،
في بناء دولة المواطنة وعدم التمييز بين المواطنين على أساس القومية أو الدين أو الجنس.
وفي حق التعلم باللغة الكُردية في المناطق ذات الأغلبية الكُردية.
وفي قيام الإدارات المحلية على مستوى المحافظات والمدن والقرى.
وهذا يمس بقية مكونات المجتمع السوري.
———————————————-
على الرغم من تغني الأنظمة الاستبدادية ب „ العَلمانية „ نشاهد الدساتير والقوانين المدنية التى تُميز الرجل عن المرأة … على المستوى القانوني وفي الحياة العملية!
وهنا الطريق صعبة وطويلة، ولكن لا بد من السير ولو بعض الخطوات على هذا الطريق، بدءاً من ما ذكرته عن فصل مؤسسات الدولة عن المؤسسات الدينية. الأديان هي للإنسان وليس للمؤسسات! والدين لله والوطن للجميع.
ولا بد من تشكيل التنظيمات النسوية الديمقراطية للدفاع عن حقوق المرأة في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية.
———————————
من الضروري السير من الآن على طريق هذه التوجهات على الرغم من الصعوبات التي تعترض مجتمعتنا.
الأنظمة السياسية الاستبدادية على طريق الاحتضار …
والمستقبل الحضاري للشعوب المناضلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح