الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق سعيد الديوه جي

ابراهيم خليل العلاف

2023 / 10 / 12
الادب والفن


ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل - العراق
في سنة 2021 ، صدر الجزء الاول من كتاب ( اوراق سعيد الديوه جي) المؤرخ الموصلي الكبير بتقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف ، وقلت في حينها :" كم أنا فرح ، وسعيد بصدور المجموعة الاولى من أوراق استاذنا وشيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي رحمه الله وطيب ثراه . وكثيرا ما كنت أحلم باليوم الذي أرى فيه هذه الاوراق ، تظهر للناس . وكنتُ أعرف انه في حياته اختار ولده النجيب ، أخي وصديقي العزيز الاستاذ الدكتور أُبي لكي يُظهر هذه الكنوز والكتب والاوراق ، وينشرها وقد قام الاخ الاستاذ الدكتور أبي ، بهذه المهمة خير قيام . ومنذ عدة سنوات ، أعاد نشر الكثير من انتاج شيخنا واستاذنا الكبير ، ووفر للباحثين ، والمؤرخين ، وطلبة الدراسات العليا ، والمهتمين ما كان عزيز المنال عندهم بسبب مضي فترة زمنية طويلة على صدور هاتيك الاعمال .
الجهد الذي بين يدي الآن يختلف عما أُعيد إصداره ؛ فالكتاب يضم اوراقا ووثائق ومراسلات ومدونات وملاحظات غير منشورة تظهر للعلن اول مرة وفيها ما فيها من الحقائق والمعلومات الغنية .
وعندما كنا نتهاتف انا ، واخي الاستاذ الدكتور أبي ، قلت له ان ما سوف يُنشر يجب ان يحمل عنوان ( اوراق سعيد الديوه جي ) ، ونحن نعرف ما للأوراق الشخصية Private Papers من قيمة كمصادر للتاريخ ؛ ففي الدوائر الاكاديمية الغربية توضع الاوراق الشخصية في خزانات خاصة ، وفي دور الارشيف ومراكز البحوث ، وتكون منبعا من منابع التاريخ التي يستقي منها الباحثون ، والمؤرخون ، حقائق ومعلومات غير موجودة في الكتب المؤلفة هي كما اقول دوما موادا خام تفيد الباحثين ، ويعتمد عليها ، ويضعها من يرثها في مراكز بحثية ، وفي دور الارشيف الخاصة لحفظها ، وتبويبها وتنظيمها وتوثيقها تمهيدا لجعلها تحت تصرف الباحثين .
الاخ الاستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي عرف كل هذا ، وقام بالعمل الذي تشرفتُ بالاطلاع على تفاصيله قبل النشر ، ومن ثم تشرفتُ بتقديمه اعتزازا وفخرا .
في الأوراق ، وقائع ، وسير ، وتراجم ، وصور قديمة ، ومواقع ، وملاحظات ، ووثائق وحقائق وروايات وتجارب واحاديث اذاعية وتلفزيونية ومقالات ونشر وزيارات ورحلات وارشيفات ومراسلات ومجاميع خطية ونصوص ورسائل نادرة ولقاءات وامورا اخرى كثيرة تخص شيخنا ومؤرخنا كتبها وتركها للزمن .. للتاريخ ؛ فشيخنا ، وانا من رافقت جوانبا من حياته ، كان يحمل احساسا بالتاريخ لامثيل له ، وكان يتمتع بذاكرة وقادة حتى آخر لحظة من حياته . كان يعرف ان كلمة كتبها ذات قيمة لغيره ، وكل مقال ، وكل كتاب ، وكل ملاحظة لها قيمة تاريخية لهذا حرص على ان يتركها لأولاده ، وتلاميذه ، ومردته فهنيئا له ، وهو في قبره أعطانا الكثير وهو حي ، وها هو يعطينا الكثير وهو ميت ، تلك عظمة التاريخ وتلك عظمة من يكتب التاريخ .
اليوم 10-10-2023 ، تسلمت عبر ابنتي الدكتورة لمى رئيسة فرع التشريح في كلية طب الموصل ، الجزء الثاني من كتاب (اوراق سعيد الديوه جي ) وكان يجب ان ينشر تقديمي للكتاب في هذا الجزء المكمل للجزء الاول ، وتلك قاعدة معروفة في النشر ، لكن خلي الجزء الثاني من تقديمي .
على اية حال الجزء الثاني أو المجموعة الثانية ، وهي تضم وثائق ومراسلات ومدونات شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي 1912-2000وكل ما جمعه واعده نجله الاخ الاستاذ الدكتور أُبي مهم ومفيد للباحثين في تاريخ الموصل وكم كان شيخنا رحمه الله عظيما وهو يقول انه سيكون سعيدا حقا ان يكمل ابناء الموصل ما بدأه هو حرصا على تاريخ الموصل من الضياع والاهمال والحمد لله ، الموصل لم تخيب ظنه ؛ فثمة من كتب وما يزال يكتب ويتوسع في تاريخ الموصل القديم والاسلامي والحديث .
والمجموعة الثانية من الاوراق ، تضم تراجما لعدد من اعلام الموصل ، ومجاميع شعرية لعدد من الشعراء ، وعروضا لكتب ومن ذلك عرض كتاب (الدر النقي في علم الموسيقى) وكتاب (انباء الاذكياء في حياة الانبياء ) ، وبعض ما كان يختزنه شيخنا من معلومات عن الجامع النوري الكبير وعن مرقد قضيب البان وعن حمام العليل وعن بعض القبائل الكردية ، وعن اسرة ال النائب وعن العلاقة مع المستعرب الفرنسي جاك بيرك ، وعن الشاعر الهجاء عبد الله راقم والشاعر عثمان الخطيب وعن الشاعر عبد الباقي العمري ، ورسائل متبادلة مع عدد من الكتاب والمؤرخين ، وبعض ما نشره عن قبر ابي تمام ، وما اقترحه الدكتور ابراهيم العلاف وكان رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية - جامعة الموصل 1980-1995 ، بشأن تكريم الاستاذ الديوه جي ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية في فلسفة التاريخ ، ومقالات للاستاذ الديوه جي عن التراث الموصلي والادب العربي في الموصل ، وما كتبه الرحالة عن الموصل .
جهد كبير وطيب ، وانا - والله - فرح وسعيد واشعر انني فرح لاكتمال كتاب الاوراق اوراق استاذنا الكبير الاستاذ سعيد الديوه جي ويقينا ان الاوراق هذه ، ستحتل مكانة متميزة في المكتبة التاريخية العراقية والعربية والموصلية .
شكرا اخي الاستاذ الدكتور أبا مصطفى على ما قدمته ، وبوركت ، وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك ، ودمت بهيا ، موفقا ، مباركا ، ورحم الله شيخي واستاذي أبا برهان ، وطيب ثراه ، وجعله دوما مع الصديقين ، والانبياء ، والشهداء ، وحسن اولئك رفيقا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب