الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كعوب

فاروق عبد الحكيم دربالة

2023 / 10 / 12
الادب والفن


كَعب : اسم ، والجمع : كُعُوب وأكْعُب وكِعاب وكُعْب ، والكَعْبُ : كُلُّ مَفْصِل من العظام ، ورجلٌ عالي الكَعْب: يُوصَفُ بالشَّرَف والظَّفَر ، وأعلى اللهُ كعبَهم : رفع شأنهم ...
الكعب – كما هو معروف – هو مؤخرة القدم ، غير أن الكلمة لها أصداء و ظلال و دلالات أخري تتعلق بأنواع مختلفة من الكعوب ، ففي الأساطير اليونانية التي تصور حروب طروادة وغيرها هناك ( كعب أخيل ) وفي اصطلاح الشرطة القديم ، كان هناك ما يعرف بـ( كعب داير ) و في الأغاني الشعبية المصرية ( كعب الغزال المتحني ) وهناك ( كعوب البنادق ) المشهورة في الأنظمة البوليسية , حيث يتم دفع المتهمين أو المجرمين وأحيانًا المشاغبين أو المشتبه بهم جنائيًا بكعب البندقية في منطقه الصدر أو الظهر، و ذلك مألوف و معروف عندما يراد تهديدهم وإسكاتهم أو عقابهم .

كعب أخيـــل :
كان " أخيل " أحد أبطال حرب طروادة في الأساطير الإغريقية وهو من جيش الإغريق الذي حاصر طروادة ، واسمه " أخيليس " وهو ابن ملك مرمدون ، وكانت أمه قد عمدته في الماء وهو طفل صغير ، حيث كانت تمسك بكعب رجله فلم يغمره الماء ، فظل كعبه نقطه الضعف الخفية دون أجزاء جسمه القوي ، الذي لم تؤثر فيه المعارك وتلقي الضربات في الحروب حتى حير أعداءه الذين كانوا يرهبونه ، ولا يجدون أي سبيل لهزيمته أو حتى إصابته بشكل مؤثر في أي جزء من جسده , ولكن المتربصين به من الأعداء عرفوا في النهاية نقطة ضعفه القاتلة ، وقد قام الأمير باريس – الذي كان أخيل قد قتل أخاه - برميه بسهم أصاب كعبه فصرعه على الفور؛ وبذلك أصبح ( كعب أخيل ) يرمز إلى موطن الهلاك ، أو نقطه الضعف القاتلة لدي الإنسان علي مر العصور .

كعب دايـــــر :
منذ زمن طويل عرف جهاز الشرطة في مصر إجراء معينا أو مرحلة من مراحل التعامل مع الأشقياء والمتهمين في جرائم الجنايات كالسرقة والقتل وغيرها ، وهذا الإجراء هو ما كان يسمي ( كعب دايـــــر ) فعندما يتم القبض علي أحد المتهمين الضالعين في الإجرام ، وتكون هناك شبهه في ارتكابه جرائم في أماكن أخري لم تكتشف ، أو خطورته على الأمن العام يتم حبسه , ثم يوكل به – في إجراء رسمي محكم - إلى بعض رجال الشرطة ، وهو مكتوف الأيدي ( بالكلبشات ) في مهمة رسمية شاقة ، حيث يتم التنقل به تحت حراسه مشدده عبر مراكز وأقسام الشرطة والمخافر احتياطيا ، ليتم عرضه عليها للتعرف عليه ، وفحص حالته وأوراقه عن قرب ، وإثبات إذا ما كان مطلوبًا في جريمة أو جنحه أخري في أي مكان آخر من القطر المصري ، ويظل هكذا يطاف به علي أقسام ومراكز الشرطة وجهات الأمن أياما طوال ، وذلك عندما كانت وسائل المواصلات بطيئة أو قليلة , والمسافات بعيدة والسفر شاق مجهد خاصة في الأقاليم وبين القرى والنجوع ، وربما كانت تلك الحالة التي تسمى ( كعب دايــر ) تستغرق شهورًا في التنقل في ربوع البلاد طولا وعرضًا ، وهي لم تعد مستمرة حتى الآن نظرا للتطور والتحديث في أساليب مكافحة الجريمة ، وكذلك التقدم التقني المذهل على مستوى والتسجيل والصوت والصورة ووسائل الاتصال ، والأجهزة الألكترونية والتكنولوجبا المتقدمة فائقة السرعة والدقة .

كعب الغزال :
تقول إحدى الأغاني الشعبية المصرية التي غناها المطرب الراحل محمــد رشــدي :
كعب الغزال يا متحني بدم الغزال
انا شايف الارض بتتمرجح تحت الخلخال !!
ما تبطل تمشي بحنيه لا يقوم زلزال ..!!
أنا كنت مسافر في الصحراء و مشواري طويل
ايه اللي غصبني أروح عندك وأبيع مواويل
ونسيت مواويلي وبقيت أنت لوحدك موال

ولعلنا نلاحظ المبالغة الطريفة في الربط بين الحنية أو المشي بدلال ووقوع الزلزال , وهو ما انتهى إليه خيال الشاعر المبدع على المستوى الشعبي في التعبير عن الجمال والدلال عند بنات البلد الجميلات الرشيقات , أما الكعب المتحني ( المزين بالحناء ) فهو ملمح جمالي له معناه خاصة أن حمره الكعب الطبيعية وجماله تجعله يبدو كأنما تخضب بالحناء التي هي شيء من ( دم الغزال ) وما الغزال إلا تلك الفتاة المليحة ذات الكعب الوردي المستدير , لا شك أن أعين الشعراء والفنانين إنما تقع حيث يحلو لها التقاط ما تراه من مخايل الحسن وسحر الأنوثة , ومن ثم يتم تقديمه في مثل هذه الصورة البديعة ، التي لا يقل فيها جمال الكلمات وطرافة التعبير عن كعب الغزال نفسه .
وفي أهزوجة شعبية أخرى كنا نسمعها ونحن صغار، يقولون في الأعراس عن الكعب الجميل أيضا :

ياما خَلَقْ .. ياما صوَّرْ
كعب البنت ريال مدورْ
فالكعب هذه المرة آيه في الحسن والنعومة ، وهو مدور مثل الريال وهو عملة مصرية قديمة معدنية مستديرة كانت قيمتها عشرون قرشا في فترة الأربعينيات والخمسينيات ، وكانت تتخذ من الفضة ثم معدن آخر فيما بعد وقد لاحظت صدفة أن المطرب وليد توفيق يغني أغنية قصيرة من الكلمات السابقة نفسها .

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فهناك أيضا قي عالم المخبوزات ما يسمى ( كعب الغزال ) وهو نوع من حلوى العجين المحشو بالسكر واللوز علي هيئه أصابع ، تلف في رقائق .

وتقودنا حكايات الكعوب وتحديدا كعب المرأة الجميل إلي جزء آخر فوق الكعب مباشرة ويسمي ( العرقوب ) وقد سمعت من القدماء والمجربين ، خاصة أهل الكيف ، أن المرأة ذات العرقوب البارز والساق الممتلئة المستديرة تكون أجمل جسدا وأكثر أنوثة , من التي لا تملك مثل هذا العرقوب المتميز, ولا ادري السر في ذلك , ولكنها نظرات وخبرات في أصول الحسن وملامح الجمال تميز بها الذوق الشعبي المرهف ، الذي لم يترك شيئا إلا وقف عنده وتأمله وتذوقه وعبر عنه بأشكال من البلاغة الرائعة , والبيان المبهر .

كعوب البنادق :
دقت الساعة المتعبة
رفعت أمه الطيبة
عينها ..
دفعته كعوب البنادق في المركبة ,
دقت الساعة المتعبة
نهضت نسقت مكتبه
وخلفه يدٌ
أدخلته يد الله في التجربة

عندما أراد الشاعر الكبير أمل دنقل أن يقدم لنا واحدا من طلاب الجامعة الذي خاضوا احدي المظاهرات في سبعينيات القرن الماضي رسم له هذه الصورة وقد تلقته أيدي رجال الشرطة التي تمثل السلطة الحاكمة آنذاك , ودفعته كعوب البنادق في عربة الأمن المركزي وعندها أدخلته يد الله في هذه تجربة جديدة قاسية ، ولعل صورة كعوب البنادق تفضح الطرق المستخدمة في فض المظاهرات ، وتشير إلى تلك القسوة المعهودة من أجهزة الأمن في تعاملها مع مظاهرات الطلاب التي خرجت في ذلك الوقت من جامعة القاهرة وصولا إلى ميدان التحرير ، حيث تحلقت حول النصب الحجري الذي يقوم وسط دائرة من الرخام في قلب الميدان ؛ ولذلك فقد سمي أمل قصيدته ( الكعكة الحجرية ) نسبة إلى هدا النصب والدائرة الرخامية وسط الميدان ، والتي لم تعد موجودة الآن .

أما جريرة أولئك الشباب فكانت في ذلك الوقت خروجهم في مظاهرة للتعبير عن رفضهم لموجة الغلاء والقوانين التي صدرت آنداك برفع أسعار بعض السلع ومنها الخبر, وذلك عن وعي منهم بأحوال بلادهم ومعاناة الناس ، وعدم انعزال هؤلاء الفتية عن واقعهم المر و استنارة معظمهم بالقراءة وتثقيف نفسه , وهذا ما نجده في قول دنقل (نهضت أمه نسقت مكتبه ) ، فهو شاب يقرا ويتعلم وله مكتبه ومعلوماته , وقد ذكرت في القصيدة نفسها أن أمه أيضا نهضت مره ( رتقت جوربه ) وذلك للإيحاء بالبساطة وشظف العيش الذي يعاني منه قطاع عريض الشباب المتعلم الواعي .

الكعب العالـــــي :
وهو خاص بأحذية النساء , وهو المفضل لدي الكثيرات خاصة الرشيقات والنحيفات وعارضات الأزياء , و هن يمشين مشية القطة Cat Walk وقد يتسبب في مواقف محرجة ومزعجة ، فأحدي العارضات داست بكعبها العالي علي الجزء السفلي من ملابسها فسقط ؛ مما سبب لها كثيرا من الحرج والارتباك . وهناك بعض المعلومات بأن الكعب العالي في الأزمنة القديمة كان يرتديه الرجال قبل أن يصبح للنساء .
بدأ استخدام الكعب العالي في مصر القديمة بأشكال متعددة ولأغراض كثيرة، حوالي عام 3500 قبل الميلاد، وكان شكل وحجم الحذاء يدل على الطبقة التي ينتمي إليها الشخص، فالفقراء كانوا يمشون حفاة، بينما الأغنياء يرتدون أحذية بنعل مسطح، وارتداء أحذية ذات كعب عالِ في بعض المراسم الدينية الهامة. وكان الجزارون أيضا في مصر القديمة يرتدون أحذية عالية، تفاديا لتعرض أقدامهم لدماء الأضاحي، بحسب ما جاء في التقرير الذي نشره موقع "Science ABC" المتخصص في تبسيط المسائل العلمية.

وقد بدأ استعمال الكعب العالي في الحضارة الفارسية القديمة، حيث كان يرتديه بعض الفرسان رماة الأسهم، فقد كان يساعدهم على تثبيت أقدامهم في سرج الحصان، ليتمكنوا من الوقوف والتصويب بدقة نحو جنود الأعداء ، دون الخوف من الوقوع ، ويمدهم بثبات وعلو يساعدهم أكثر في اختيار هدفهم . ثم انتقل الكعب العالي إلى القارة الأوروبية عن طريق زيارة دبلوماسية لوفد من الإمبراطورية الفارسية، عام 1599 في محاولة من الفرس لكسب دعم الدول الأوروبية في حربها ضد الإمبراطورية العثمانية.

ومع دخول أوروبا فيما يُعرف بعصر التنوير، اختلفت نظرة المجتمع على ملابس الرجال ومظهرهم بشكل عام، وذلك بسبب ازدهار الصناعة والبحث العلمي، وبدأت ملابس الرجال تتغير بحيث تتماشى مع فكرة الإنتاج والسرعة والرزانة، فأصبحت بعض العادات التي كانت سائدة من قبل بين الرجال، مثل ارتداء المجوهرات والملابس الحريرية أو الملابس ذات الألوان الفاقعة، من الأشياء التي تعرض الرجل للانتقاد الشديد، بوصفه شخص صبياني أو متشبه بالنساء.

نجح المصممون والمعلنون وبطلات أفلام هوليوود الرومانسية في تسويق وهم مفاده أن ارتداء حذاء بكعب عال يجعل المرأة تبدو أكثر جاذبيةً وأنوثةً، وأن قدم المرأة في وضع رأسي مقوس أكثر إثارةً للرجل نظراً لشكله المشابه لتل أو لجُبيل يُغري ناظره بتسلقه. وهو ما يعني أن الكثير من النساء تُفضلن علو كعبهن ليس من أجل أنفسهن، وإنما من أجل لفت انتباه الرجل وإعجابه، بصرف النظر عما يَنتج عن هذه الكعوب من آلام للرجل والظهر .

لقد ظلوا ينصحون المرأة بإرتداء الكعب العالي في غرفة النوم لتحسين الحياة الجنسية، مستغلين بذلك الصورة المزروعة في لاوعي الرجل عن المرأة المثيرة. كما أن الكعب العالي يجعل الجسد يبدو أكثر أنوثة لكونه يؤدي إلى تقوس منطقة الظهر . كما أن الساقين بطبيعة الحال ستكونان أطول ما يجعل شكل الجسد برمته يتغير، فتبدو المرأة مغرية تفيض أنوثة. بالإضافة إلى ذلك، فان الكعب يؤدي إلى تقوس القدمين ولسبب غير معروف فإن الرجال يعشقون تقوس قدمي المرأة. الإثارة مرادف للثقة بالنفس حين تعلم المرأة أنها تبدو بشكل جيد وأنيق أثناء ارتداء الكعب العالي.
ومن الأمور الطريفة في فترة السبعينيات في القاهرة أيام الذوق الشعبي والزمن الجميل ، كنا نلاحظ محصل التذاكر خفيف الظل في الأتوبيس (الحافلة ) وهو ينادي علي السائق " حاسبْ .. معاك ( كعب عالي ) أي سيدة أو فتاة تريد أن تصعد إلى الحافلة أو تنزل منها ، وكأنه ينبه السائق إلى إحدى الجميلات ، كي ينتظرها ويتمهل من أجلها، وبعضهم لم يكن يخص بهده العبارة سوى الحسناوات الأنيقات ، ولو لم يكن من صاحبات الكعب العالي .

كعب القصب :
القصب كما نعرفه من الواقع الفلاحي محصول شهير وهو " قصب السكر" أحد أعمده الانتاج الزراعي منذ القدم , ولدينا أكبر مصانع لإنتاج سكر القصب في صعيد مصر في نجع حمادي و أبو قرقاص والحوامدية .
والقصب له أنواع كثيرة وسلالات عديدة و أسماء كانت تطلق عليه قديما لها جمالها و دلالتها , فقد كنت تسمع عن قصب ( رُكْبـة السِّــت ) وكانت عيدانه بيضاء سميكة لينه ، و ( خَّــدّ الجميل ) و ( زَمَّــر ) وغيرها ، مع ملاحظة إيحاء مثل هذه الأسماء التي يطلقها الفلاحون للتمييز بين أنواعه وفصائله , ولعل يوم جمع القصب ويسمي حصاده ( تفويس ) نسبه إلى الفأس – من الأيام المشهورة بالنسبة للزراع و الفلاحين فهو عمل جماعي يتسم بطقوس احتفالية وأجواء التعاون والبهجة , وغالبا ما يقوم به فلاحون متطوعون يجتمعون علي الحقل صباحا لقطع أعواد القصب وفصلها عن المجموع الخضري العلوي , الذي يحصل كل واحد منهم علي كميه معتبره منه ويحملها فوق حماره ليطعم بها حيواناته مقابل اشتراكه في جمع المحصول وتكديس الأعواد في الحقل لتنقل بعد ذلك إلي المصنع أو (العَصَّارة) , وهو لا يتقاضي أجرا نقديا فقد حصل علي طعام لحيواناته وبعض أعواد القصب الطازجة
.
أما الحمير التي كانت تتواجد بتواجد أصحابها يوم جمع القصب أو( كَسْر القصب) كما كان يسمى فهي حمير الكسر ،حيث تجتمع الذكور والإناث في ذلك اليوم وتتقارب أنفاسها ، وحينئذ يعلو النهيق والنفير ، والمماحكة والمهارشة والققز ، والجرى وراء الأتن ؛ ليلتحم كل حمار بمن يرغب ، فيحقق كل مطلب ، من أجل تكثير النسل ، وتحسين السلالة والأصل .
.
أما كعب القصب فهو جزء من العود الذي يتكون من عدد من الكعابة – كلنا يعرفها- تفصل بينها عقد صلبة , و في الريف يروق للناس مص القصب أي تقشيره بالفم وقضم قطع منه ومصها جيدا ليسيل عصيرها الحلو اللذيذ داخل الفم , وبعض الناس يستمتع بهذه الطريقة أكثر من شرب العصير جاهزا خاصة عندما يقوم بجلب بعض أعواد القصب الطازجة من الحقل، ثم يقوم بتقشيرها وقضم القطع ومصها تحت شمس الشتاء ، مستمتعا بذلك أيما استمتاع .
كعب الإيصال : وهو جزء صغير معروف مدون به بيانات الإيصال ، يتم الاحتفاظ به.
كعب الصَّك : (الشيك) : وهو الجزء المتبقي بالدَّفتر الذي تكتب فيه بيانات مطابقة لبيانات الشِّيك الصَّادر .

كعب البُوص : ( كعابة بوص الذرة ) :
هذا يعرفه أهل الريف في مصر خاصة من الأجيال السابقة , فهو كعب بوص أي عود الذرة الجاف , وأقصد نوعًا بعينه من الذرة هي التي يسميها الفلاحون الذرة الرفيعة أو العويجة للتفريق بينهما وبين الذرة الشامية بكيزانها المعروفة التي تشوى , و الذرة الرفيعة من المحاصيل الصيفية التي لا تستغرق في الأرض سوي أربعة أشهر علي وجه التقريب ,و أعوادها طويلة اسطوانية ويبلغ طول العود ( البوصة ) حوالي الثلاثة أمتار و قطره حوالي 1,5 سم وهي ملساء بها اوراق طويلة وفي طرف العود ( البوصة) ثمرة الذرة " الكوز " والبوصة مقسمه الي عقل ( كعابه ) طول كل منها من 17-20 سم
.
وثمرة الذرة أو الكوز ويسمونه في صعيد مصر " القَنديل " وهو بيضاوي الشكل غالًبا وبه حبات الذرة الصغيرة المدورة والحبة في حجم الخرزه الصغيرة التي لا يتعدي قطرها أربعة مليمترات .
عندما تجف أعواد هذا النوع من الذرة وتزال مابها من أوراق جافة يصبح العود (البوصة) مستقيما أملس يشبه عود الخيزران تماما و له قشرة ملساء ذهبية اللون وبداخلها لباب أبيض كأنه الفلين ، وعندما يقشر العود تصبح هذه العقل " الكعابة " قابلة للتقطيع والتشكيل , وقد كنا في مرحله الصبا الأول نقشر هذه الكعابة ونصنع منها أدوات و أشكالا كثيرة : مراجيح , سيارات ، نوارج , قوارب تعوم في الماء, وأشكالا هندسية دائرية ومربعة ومستطيلة وبيوتا مقسمة و أحيانا معقدة يستغرق تصنيعها عدة أيام وقد كان الصبيان في القرية يتنافسون في إبداع كثير من الأشكال و الأشياء التي يتفنن كل منهم في تكوينها وتركيبها وهو يصل بين أجزاء (الكعابة) باستخدام القشرة نفسها التي يجعل منها قطعا كالدبابيس يثبت بها الأجزاء الي بعضها بعضا.

وكثيرا ما كان الناس يقفون لمشاهدة هذه البيوت و الأشكال في اعجاب شديد . أما قشور الأعواد فهي شرائح بطول الكعب , يتم تهذيبها وتنسيقها ثم تلصق بالصمغ علي لوحة من الكرتون مغطاة بقماش أسود نظيف ترسم عليه أشكال الحيوانات أو شجر أو غيرها من المناظر , ثم تلصق القشور الذهبية تلك علي هذا الرسم فتعطي لوحة بديعة باللون الذهبي اللامع والخلفية السوداء .
تلك حكاية الكعوب ومنها أنواع تمنيت أن تعود أو أراها ثانية خاصة كعب البوص ، والحقيقة هي أمنيات النفس بأن يعود بنا الزمان إلي عهد الصبا والشباب ، بكل ما يعنيه بالنسبة لنا وذاك من المحال ، ومن هنا أقــــــول :
ألا هل عُدتَ يا زمنَ الكعوبِ ...... إلي قلبي كما الشهدِ المذابِ
زمــــانٌ قد تولــي من حياتي ...... ولم أبـــرحْ مخيــلةَ الشـبابِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل