الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النسق الديمقراطي العراقي وبعض تأثيراته الايجابية في المنطقة العربية

جاسم الصغير

2006 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لايختلف اثنان ان التغيير الذي حصل في العراق في 9-4-2003 وسقوط دولة الاستبداد الشرقي وسقوط معادلة ان القلة هي التي تستأثر بالسلطة على حساب المجموع او السواد الاعظم والمباشرة ببناء النسق ذو النهج الديمقراطي وكأساس لتشييد دولة على اسس حضارية وعصرية تتوفر فيها كل معايير الديمقراطية وادواتها من حرية تعبير وتنظيم الاحزاب والمنتديات وتوفر حقوق الانسان والقانون العادل وكل ذلك من خلال وجود المؤسسات الشرعية الدائمة من مجلس نواب وهيئة قضاء مستقل ووزارة تنفيذية ولدت بطريقة ديمقراطية من غير املاءات مسبقة من قبل أي شخصية او تيار سياسي او سلطوي مثلما يجري في باقي الدول العربية المجاورة حيث الارادة السلطوية حاضرة ونافذة ووفق اجندة معدة مسبقا اقول كل ذلك لم يكن موجودا في التجربة العراقية في السابق بل ان مسار التجربة اتجه بشكل تلقائي وفق ارادة المجتمع العراقي وفي الحقيقة ان هذا المسار الذي توفرت فيه مساحة كبيرة جدا من الحرية التي لم يألفها المواطن العراقي منذ ازمنة بعيدة بفعل الوصاية السلطوية التي عطلت بناء ذات الامة العراقية وكان لذلك اسوأ الاثار الوخيمة عليها ومن هنا اتفقت كل التيارات والتيارات العراقية في هذه الفترة الحساسة من تاريخ العراق السياسي والتي تؤمن بالنهج الديمقراطي ضرورة المباشرة ببناء اسس دولة الديمقراطية والقانون كي نباشر بناء الذات العراقية وصحيح ان المهمة قد تكون شاقة وصعبة لكن شرف المسؤولية الوطنية التي يتحلى بها العراقيون من كل اطيافهم والتي تجمعهم المواطنة العراقية كمعيار وطني تجعلهم يتناسون أي صعوبة في سبيل هذه المهمة الوطنية المشرفة وقد تبدر بعض الصعوبات هنا وهناك وهذا امر متوقع في امة لم يكتمل بناء التقاليد السياسية او لعدم وجودها اصلا بسبب النهج السلطوي للانظمة الفاشستية في السابق لكن رغم كل ذلك تم المباشرة ببناء التجربة الديمقراطية العراقية المعاصرة وامام رؤية العراقيون وهم يندفعون في هذا المسار استفز ذلك كل القوى السلطوية والظلا مية في العالم العربي ذي النهج التقليدي في بناء الدولة وتم التحالف بين هذه القوى لافشال التجربة العراقية خوفا من التوسع والتأثير في المجتمعات العربية وبدات هذه القوى تعمل بادوات كثيرة سواء كان ذلك يتمثل بالارهاب المعلن الى الارهاب الاعلامي وغير ذلك وفي الحقيقة ان هذه السلوكيات من قبل هذه الانظمة والقوى امر ليس بغريب لانهاتولدت بفعل التاثير الايجابي للتجربة العراقية في هذه البلدان والتي هي الايذان الحقيقي لقلع كل الاشواك غير الصالحة التي نمت قسريا في الارض العربية نتيجة لظروف معينة املتها في السابق ولكن الان تغيرت الظروف وقد عرفت الشعوب العربية ذلك ومن خلال ماطرأ على الانسان العراقي من تغيير ايجابي بفعل هذه الديمقراطية ومااحدثته من انقلاب ايجابي في الذات العراقية نحو الافضل والذي لم يطب هذا لقوى الظلامية فاحدثت رد فعل شرس ضد التجربة العراقية ان تاثيرات التجربة العراقية قي الحقيقة بدات تفعل فعلها في العالم العربي يقول الكاتب والشخصية الليبرالية العربية شاكر النابلسي في هذا المجال ان العالم العربي قد استفاد من التجربة الديمقراطية العراقية اكثر من العراقيين انفسهم الذين ابتلوابفعل المباشرة من قبلهم ببناءهذه الديمقراطية الحقيقية بارهاب مضاد من قوى الظلام من خلال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاشرطة الناسفة وهذا قدر أي تجربة ديمقراطيبة وتغيير حقيقي وهو مخاض حقيقي نحو وضع سياسي واجتماعي افضل لذلك راينا نرى ان العالم العربي قد حصلت فيه بعض الممارسات الديمقراطية وبتاثير التجربة العراقيةنفسها فشهدنا اجراء انتخابات لمجالس البلدية في السعودية ولاول مرة وايضا اجراء بعض التعديلات الدستورية في الكويت واعطاء حق التصويت والترشيح للمرأة للمجالس السياسية في البلاد واعطاء حرية اكثر للمنتديات السياسية في البحرين وحق الترشيح لاكثر من مرشح للانتخابات في مصر وفي اليمن وغيرها والحقيقة لاغرابة في ذلك لان المنطقة اتخمت من الاستبداد السياسي والاجتماعي واثاره السلبية وان الشروع في بناء آليات الديمقراطية الحقيقية والفعالة وليست الشكلية في العالم العربي باتت مسالة من الضرورة لايمكن التنازل عنها ابدا والاستنفادة من تجارب والدعم الدولي في ذلك امر سليم من الناحية النظرية والعملية يقول الاستاذ يقول الكاتب بيتر ويهنر في مقالته ( التوقيت غير المناسب لفقدان الاعصاب رداً على السادة بكلي – ويل – فوكو ياما)المنشورة في صحيفة وول ستريت جورنال في 4نيسان 2006:
(( عندما تواجهنا انتقادات مستر ويل وهو يقول بانه آن الاوان للكف عن اعتبار ديمقراطية العراق ستكون الحافز والدافع لتحولات ديمقراطية كبيرة قي الشرق الاوسط نجد على العكس منها فيما يقوله سعد الدين ابراهيم الناشط الديمقراطي المصري والذي كان معارضا اصلا للحرب على العراق حيث يؤكد بان الانتخابات العراقية اجبرت الثيوقراطيين والاتوقراطيين ان يلتزموا بأجندة الديمقراطية)) وهذا من تجليات التجربة الديمقراطية العراقية والتي علينا رفدها بكل ما يتيح الاستمرارية لهذا النسق بالنمو والتاثير الايجابي في مجرى الاحداث السياسية والاجتماعية ان النسق الديمقراطي القائم على احترام حقوق الانسان وتعزيزها وبناء مفهوم المواطنة الحضاري لكل المواطنين في أي جغرافية عربية امر هام للجميع رغم ان الوعي الديمقراطي ما زال ضعيفا لفئات وشرائح كثيرة الامر الذي يتطلب تعزيز الديمقراطية على مستويين :
1- نظري يتمثل في زيادة الاصدارات من الكتب والنشرات التي تعنى بشؤون الديمقراطية وتهيئة النخب الليبرالية التي يقع على عاتقها بناء الوعي الديمقراطي للمجتمع
2- تعبوي يتمثل بالاستمرار في الممارسة لاليات الديمقراطية وتحت أي عنوان يتفق مع معايير الديمقراطيةا لامر الذي يساهم بشكل كبير في ترسيخ الفعل الديمقراطي في الذهن الانساني والاجتماعي
ان قدر العراق هو انه دائما سباق في الفعل والتاثير في محيطه الجغرافي والعربي واتصور انه جدير بهذه المهمة المشرفة وما التاثيرات التي ذكرناها قبل قليل الادليل على هذا القدر الذي يليق بالعراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل