الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة . . الصفعة الاستباقية لمحور الشر الغربي / الجزء 4 ( أ )

أمين أحمد ثابت

2023 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الخوض في موضوعنا احب تقديم ملحوظة لقارئي المهتم المتابع ، بأنه سيجد أني قدمت هذا الجزء 4 وربما ما سيأتي بعده ، بينما اخرت كتابة الجزء 3 المفترض نشره بعد الجزء 2 وفق التسلسل الطبيعي ، والسبب يرجع – وفق تقديري – لتسارع احداث حرب الإبادة العنصرية المتوحشة تجاه فلسطينيي قطاع غزة ، والذي – وفق استقرائنا الفهمي – حاولنا استباق ما ستذهب إليه محصلة هذه الحرب و. . لا يزال وعينا النخبوي العربي مجمدا في فهمه الزائف الفاقد إدراكا للحقيقة عند زمنية تفجر المواجهة في 7 أكتوبر 2023م وثبوته في حدود اسبوعها الأول بينما يكون الزمن الموضوعي قد تجاوز – ذلك الفهم وحتى بضبابيته المربكة حينها – ليتفاجأ لاحقا بناتج محصلة تلك الحرب . . الطارحة ( حقيقة واقعية ) إما انها كانت مؤشراتها غائبة لديه او كنا متجاهلين لها – بفعل وعينا الزائف – كنا نلحظ تلك المؤشرات ولكنا لا نوليها " أهميتها المحورية " بقدر ما كانت تعد بالنسبة لنا أمور ثانوية اقرب للعرضية . . ملحقة بطبيعة الصراع بصورته المتفجرة ، كمسألة سرعة المساندة الامريكية والغربية لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي – صاحب اسطورة الآلة الحربية التي لا تقهر – في مواجهة مع فصائل مقاومة محدودة التسلح البدائي ومحدودة القوة البشرية ، والمطوقة كليا من كافة الاتجاهات بالحصار العسكري لجيش بمئات الالاف من الجنود المزودين بأنواع أسلحة الدمار الشامل ، وإحكامها التمشيطي بمساندة استخباراتية اكثر تطورا في العالم ، وذلك لاعتقال الناشطين والمشتبه بهم وتدمير بيوتهم وهتك اسرهم ، الى جانب تدمير كل الأساليب والأدوات – المشتبه بها – أن تستخدم ضدها بما يعرف ب المقاومة المسلحة – ووفقا لوعينا التوهمي أن سرعة الاستجابة الامريكية بتزويد إسرائيل السلاح والقذائف والغطاء الملاحي الإلكتروني الى جانب المال والمشاركين معها – بمسمى خبراء فقط ومجاميع قوات خاصة إما بمرجعية استخباراتية صرفة تقوم بعملياتها داخل قطاع غزة تحت ذريعة تحرير الاسرى الأمريكيين والأجانب من قبضة حماس ، وإما تقوم بعملياتها خلال انتقال الجانب الإسرائيلي في طابع حربه الى الاقتحام البري لقطاع غزة – الذي تم افنائه عبر القصف المروع بعشرات الاف الاطنان من الصواريخ والمدافع من الجو والبحر والبر – وذلك كمرحلة أخيرة للحرب الإسرائيلية يتذرع فيها بتحقيق قضائه الاجتثاثي الكامل لحماس وقوى الجهاد الإسلامي . . حسب زعم إسرائيل – بل أن المساندة الامريكية ذهبت الى استحضار اسطولها الحربي الحامل للطائرات والمزود بأحدث أسلحة الدمار المتنوعة الى جانب احدث أنظمة الرادارات شديدة التعقيد . . الى البحر الأبيض المتوسط كعصا غليظة تلوح بها أمريكا ضد من سيسعى للتدخل في الحرب الإسرائيلية - أي توسيع نطاق المواجهة – تهديد سافر لكل من سيفتح متخوف الجبهات الخارجية متعددة الأطراف ضد اسرائيل ، تحديدا موهم إيران وحزب الله والجبهة السورية – وهو الاسطول الذي كان مخططا له التوجه ليكون متواجدا في منطقة الحرب الروسية الأوكرانية – تهيء لنا عقولنا بفهم قناعاتي أن سرعة المساندة الامريكية والغربية لإسرائيل من اليوم الثاني او الثالث من انفجار حرب المواجهة . . انه امرا طبيعيا ، كون إسرائيل تمثل ربيبة أمريكا المدللة ، وتعد صنيعة وجودها بما يخدم المصالح الامريكية بصفة خاصة ويخدم مصالح الغرب بصفة عامة . . في معول ما تطلق عليه مسمى ( الشرق الأوسط الجديد ) ، والذي مخطط فيه أن تكون كل بلدان المنطقة مقبوضة بتبعية مطلقة لأمريكا ، بينما تحظى أوروبا في شراكتها الذيلية بإجازة مفتوحة لتدويل رساميلها وغاياتها المستغلة لهذه البلدان بما لا يتعدى فوقية المصالح الامريكية قياسا بها – ومن هنا وفق هذا الاعتقاد الفهمي والتصوري لا يمثل الدخول الأمريكي والغربي في الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة . . سوى ( عاملا ثانويا ) مساندا لطرف الكيان الصهيوني ، وأنه لو عنصر المفاجأة لما قامت به المقاومة الفلسطينية ، الذي هدم اسطورة الجيش الذي لا يقهر واحدثت إرباكا للآلة الحربية الإسرائيلية . . ما طبعها بالتخبط والخسارة الفادحة التي منيت بها خلال الأيام الأولى من اندلاع الحرب – لولا ذلك لما كان لأمريكا سوى أن تلعب دورا لوجستيا مثل أوروبا وتغريرا لحقائق الوحشية الحربية التي تقوم بها إسرائيل – فلم يكن تدخلها الفعلي إلا لإعادة التوازن للآلة الحربية للنظام العنصري الصهيوني . وعودة لأصل موضوعنا ، والذي سيقودنا توغلا فيه دون أوهام وبفهوم سطحية نخدع من خلالها ، وذلك في بحث ما هو جوهر الحقيقة لتفجر هذه الحرب ، وبطابعها البربري المخالف كليا للمنطق والقوانين الدولية والأخلاق الإنسانية العامة . . بل والأخلاق المعتمدة التعامل بها خلال حروب الاقتتال المسلح ؟
وخلال معرض البحث عن إجابة التساؤل المركب السابق ، سنجدنا – مجبرين – الخوض في متلون فهمنا للحقيقة لقائم الحرب الجارية ، حيث تختلط عندنا تلك المتلونات الصورية المدركة حسيا وبسند ادراكي فكري مجرد مخزون في ذاكرتنا عن واقع ارث الصراع التاريخي الحديث العربي – الفلسطيني وإسرائيل فيما يعرف بالقضية الفلسطينية والوطن الفلسطيني ، خوض ينزع نحو تفكيك صور الحقيقة المتجلاة لنا ، بما يمكننا من تمييز الجوهري منها من الأساسي والثانوي والعرضي – والذي عندها سنكتشف طبيعة الخلطية غير الواضحة وغير الصحيحة في حكم قناعاتنا وتصوراتنا التي نعتقد بها ونفسر من خلالها هذه الحرب القائمة – وهو ما سيقودنا الى استباق نتائج محصلة الحرب الجارية بل الوصول الزمني لتحققها ، وهو ما لن يجعلنا مصدومين غير متصورين ومتألمين ومشلولي الفعل عما سيأتي وقتها ، ومن جانب اخر ربما بانجلاء اصل الحقيقة لدينا – التي ظلت غائبة قبلا عنا – وهو إدراك سيعد استباقي لمجريات سريان الحرب القائمة ، والذي يمكن لنا عندها قطع نتائج المحصلة النهائية عن الحرب التي ستمثل وبالا سلبيا لم نكن نتصور الوصول إليه وما سيحكم وجودنا وحياتنا اللاحقة من خلاله لأزمان طويلة قادمة – وهو القطع الذي سيوجه فعلنا نحو تعديل نتائج تلك المحصلة بما يحفظ وجودنا وقيمتنا المستقبلية – وهو الذي سنتناوله لاحقا بعد هذا الجزء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا