الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة جديدة

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 10 / 13
القضية الفلسطينية


لا نعرف في الحقيقة أسرار الجولة الحالية من الحرب التي انطلقت في 7 تشرين أول ، أوكتوبر الجاري، و لكن ما نعرفه أنها نفس الحرب المستمرة على فترات متقطعة منذ القرن التاسع عشر ، بدء تدخل الدول الأستعمارية في شؤون سورية و العراق نتيجة اعتلال الدولة العثمانية ,
أما مرد جهلنا فأغلب الظن أنه يرجع إلى الغموض الذي اتسمت به دائما العلاقة بين الدولة المستعمرة (فرنسا ـ بريطانيا ) من جهة ووكلائها المحليين من جهةثانية ، بناء على اتفاقية سايكس بيكو 1916 ،الذين صاروا فيما بعد حكاما في " دولة الإستقلال ". نجم عنه أن السلطة في البلدان السورية و العراقية بقيت بوحه عام متأثرة بإرادة المستعمرين قبل الحرب العالمية الثانية ثم بورثتهم بعدها ، نتيجة اعتلال أمبراطورياتهم بدورها كما اعتلت قبلها أمبراطورية العثمانيين .
من البديهي أننا لا نستطيع استثناء أحد في هذه البلدان ، من الحكام و قادة الجيوش بالإضافة إلى معظم زعماء الأحزاب و الحركات الجماهيرية ، و تبرئتهم من الإرتباط " غير الشرعي " بدول المعسكر الغربي التابع للولايات المتحدة الأميركية ، بالرغم من النضال المرير و الدامي الذي خاضته الشعوب و الجيوش و أعضاء الحركات الوطنية ، درءا للغزو و الإستعمار الإستيطاني و طلبا للإصلاح و التقدم و حرية الفكر و القول و العدالة الاجتماعية . بل نزعم بان هؤلاء القادة و الزعماء كانوا في أكثر الأحيان يتنافسون فيما بينهم و يتآمرون بعضهم ضد بعضهم الآخر ، استرضاء لموكليهم في الدول الغربية المشار إليها .
إذن تتعرض بلدان سورية و العراق ، انطلاقا من قطاع غزة ، لحملة عسكرية جديدة ، اشعلت فتيلها الإستفزازات و الإعتداءات التي يمارسها المستوطنون في الضفة الغربية بتشجيع من دولتهم و تغطية من جيشها .
لا شك في نظرنا أن المسؤولية الرئيسية عن ذلك تقع على السلطة الإسرائيلية ، التي تعتبر ما يجري في القطاع ، حربا أو مبررا لحرب شاملة تقلب الأوضاع في مجمل الشرق الأوسط " راسا على عقب " ، بينما هي لا تعدو في تقديرنا ، انتفاضة مسلحة ، استنادا إلى ميزان القوى بين الفريقين المتقاتلين ، بادرت إليها حركات المقاومة الفلسطينية ضد التمييز العنصري و استباقا لتصفية الفلسطينيين في فلسطين عن طريق ترحيلهم أو إبادتهم . هذا ما يرشح به فعلا ، نعت الفلسطينيين "بالحيوانات البشرية " و الإعلان عن حرمانهم من الماء و الغذاء و الكهرباء و المحروقات . على مسمع من قادة المعسكر الغربي .
نكتفي هنا بالقول أننا ضد االحرب لأننا نحب الحياة و من حق كل إنسان أن يحيا حياته على هذه الأرض و أن العنصريين ينتهكون في الواقع هذا القانون الإنساني . و لكن الحرب التي تلتهب نارها في بلداننا مرة أخرى ، كاشفة عن ضعفنا و بؤسنا و جهالتنا ، أنما هي تعري أيضا ، وخصوصا ، دول المعسكر الغربي بما هي دول تتبع سياسة لا إنسانية تحكمها نزعات توحش و ميول للإفتراس .
خذ إليك مثلا على ذلك الصخب الإعلامي الذي يرافق " الحرب على الحيوانات البشرية " و إبادتهم قصفا و جوعا و عطشا و بردا ، فيصور هجمات المقاومين الفلسطينيين كما لو كانت هادفة لقطع رؤوس الأطفال و لمنع الشباب من حضور حفل راقص أو موسيقي . الغريب في الأمر أن هذا الإعلام لا يخجل من من كذبه ، كأنه يعرف أن مصداقيته هابطة ، فما يصبو إليه هو إخراس الناس و إرعابهم و إشباع أدمغتهم ، فلا يسألون و لا يتظاهرون و لا يعترضون ، إلا بعد مرور العاصفة الهمجية
و أخيرا يخطر بالبال أمام كذب و سائل الإعلام ، حاضنات الأطفال في الكويت و سلاح الدمار الشامل في العراق ، و إعدام صدام حسين شنقا في صبيحة العيد و اغتيال معمر القذافي في ليبيا .إن إنسانية المعدمين في الأرض هي الأعلى و الأرقى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة