الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الأمر أيها النمر ليلي 1966(وودي ألن): ثورة على الفيلم الهابط بطريقة فنية

بلال سمير الصدّر

2023 / 10 / 13
الادب والفن


لم يكن الظهور الأول لوودي ألن كممثل،لأنه عمل سابقا ككاتب وممثل في فيلم (ما الجديد ايها القطة اللطيفة 1965)،لكن الوصف يصح إن قلنا أنه فيلمه الأول كمخرج.
بدأت الحكاية عندما اشترى احد المنتجين فيلما يابانيا يدعى مفتاح المفاتيح،ولكتشف لاحقا-ربما حتى قبل ان يعرض-أن هذا الفيلم هو فاشل من الدرجة الأولى لأنه فيلم هوليوودي أمريكي بامتياز،فطلب من وودي ألن تحقيق الفيلم على طريقته مستفيدا من الصورة...
هناك قطع وتعريف للفيلم مع بداية المشاهدة...سيحدث القطع:
أنا أجلس هنا أتبادل الحديث مع وودي ألن مبدع ومؤلف هذا الفيلم
وودي ألن:هوليوود تغرب في صناعة فيلم عن الجاسوسية،والموت هو خبزي والخطر هو زبدتي
سيعمل وودي ألن على دمج شيء من الكوميديا بفيلم تشويق ياباني خالص من النوع الرخيص والرديء جدا،والنتيجة كانت فيلم الناس فيه يتحركون لقتل أحدهم الآخر،ويفعلون كل تلك الاشياء التي يقوم بها جيمس بوند،ولكن الذي يخرج من افواهم هو شيء مخالف تماما...
المذيع:أنا لم اسمع بأن هذا حدث قبل ذلك أبدا...الممثلون يؤدون أدوارا لقصة معينة ويتحدثون حوارا لقصة اخرى
الفكرة كالعادة اشكالية تهكمية ودائما ما يتجه وودي الن نحو الاشكالية،وفي بعض الاحيان ينجح،وفي الاحيان الأخرى يفشل فشلا ذريعا،على ان وودي ألن ليس من هؤلاء ثوريين الشكل،فحتى لو قدم خبطات ولمحات من الممكن ملاحظتها بدقة،والاشارة اليها في فيلم (آني هال)،لكن هذا لن يدفعنا الى القول أن وودي ألن هو احد فلاسفة الشكل.
ولكن،ان نظرنا الى الموضوع من ناحية تجريدية،بعيدا عن خبطات وودي ألن وأهدافه،فالفيلم من هذه الناحية أقرب الى |ألن روب غرييه وجان لوك غودار قبل أي احد آخر، فذا أردنا أن نقول شيئا مختلفا عن الشكل ،ولكن العبرة في الفيلم كانت تهكمية ساخرة الى درجة كبيرة....
وحين يدافع وودي ألن عن فكرته-في الفيلم طبعا-قائلا:
في الحقيقة،هذا حدث في فيلم (ذهب مع الريح)،ولكن الكثير من الناس لايعرفون ذلك ....والآن نبدأ بمشاهدة الفيلم
ولكني سأبدأ من التحليل من هذه النقطة،عندنا تحدث مشاجرة بين ياباني-على مايبدو بأنه بطل الفيلم-وامريكي أسود يخاطبه بهذه الكلمات:عربي خنزير...كلب اسبارطي..بقرة رومانية...أفعى هندوسية...ذبابة اسبانية
هل الموضوع شمولي...هل تنبأ وودي ألن بالعولمة قبل ظهورها....
الكناية بالكلمات أعلاه ليست سوى اشارة الى شيء واحد:الفيلم الرديء قابل للصنع في اي مكان،فالسخافة الفيلمية غير منحصرة في مكان واحد،كما أن هذا النوع من الافلام بكليشاته المعروفة وتعريه المقحم المجاني،هو المقبول في شباك التذاكر،فالفيلم صنع للمتعة اولا وأخيرا،وليس من الغريب ان يشترك هذا الشكل الفني مع كافة الأذواق والأمر ليس بحاجة الى استشارة محلل نفسي لتأكيد هذا الأمر...
لكن هذا ايضا يحمل بعدين متناقضين للتفسير وكلاهما صحبح،ومن الممكن تماما أن يكون وودي ألن قد قصد كلاهما...
الأول:هو تجريم هوليوود،لأن هوليوود زعيمة الأفلام الهابطة،وهذا الهجوم على غريب ليس بالغريب من قبل مخرج أمريكي مضطهد أو يعاني من عقدة الاضطهاد...لأن أمريكا هي افضل من أنتقدت نفسها بنفسها
ثم،ومن ناحية أخرى،فهذا ايضا تبرئة لهوليوود لأنه ببساطة الفيلم الرديء موجود في كل مكان وليس بحاجة الى استاذ لتعليمه، وبذلك يكون الفيلم هو دعوة الى الثورة على الفيلم الهابط ولكن بطريقة فنية...
طبعا،ليس من المهم أبدا أن نتحدث عن الحبكة حتى لو عمل وودي ألن على تغطيتها بشيء من الغموض الذي اساسه القطع المونتاجي،وتحرك الأحداث على شكل قفزات يفصل كل واحدة منها فجوة كبيرة جدا...عندما تحصل المقاطعة من المذيع:
وودي،لأن هذه القصة يحيطها شيء من الصعوبة لمتابعتها،هل من الممكن ان تقدم للجمهور ولي نبذة مختصرة عما يحدث الآن...؟!
ماذا سوف يكون رد وودي ألن....لا
الجملة ليست اشكالية ولا تحتوي اي نوع من لغز،لأن مثل هذه الحبكات ليس من الضرورة فهمها...فالنركز في العنف والبطولة واللمحات الجنسية وهذا كافي....
من الممكن ان يتوقف الفيلم بكامله،لأن هناك موعد غرامي يحدث عند آلة العرض (بروجيكتر)
موعد غرامي ممنوع من العرض هو الآخر...هنا من الممكن أن ندخل في قصة جديدة لا تقل امتاعا عن القصة الأولى لأنها من نفس المواصفات والمقاييس والسلسلة غير المنتهية...
هذا القطع من الممكن أن يكون أحد أنواع تجديد الشكل عند وودي ألن،ومن الممكن أن يكون قطع مقصوده التهكم ليس الا...
وليس من الضروري ان يكون هناك هناك نمر حسب عنوان الفيلم ولا امرأة ترتدي لباس نمر حسب بوستر الفيلم...لأن هذه شكليات من ضمن شكليات كثيرة.
في آخر لقطة للفيلم هناك امرأة تتعرى ومن خلفها وودي ألن متمددا على اريكة ويتسلى بقضم تفاحة حتى تصل تلك المرأة الى نقطة حساسة...هنا يمسك وودي ألن بيدها ويقول مخاطبا الجمهور:أعدكم ان اضمن هذا في فيلمي القادم
فيلم ما الأمر ايها النمر ليلي فيلم ممتاز ويستحق المشاهدة،ولكن فقط اذا نظرنا اليه من هذه الناحية النقدية.
10/06/2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا