الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (11)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


11. الصين.. شبح القمات المنتكسة

نورالدين علاك الأسفي.
[email protected]


ما بات عند الغرب بالضرورة معلوما؛ نخبته لا تجد غضاضة في الصدع به جهرا.
توني بلير و هو بصراحة المرتاب يقر؛"حرب أوكرانيا أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن الغرب لا يمكنه الاعتماد على الصين لتتصرف بطريقة نعتبرها عقلانية"؛كان يداري حقيقة أن "مكان الصين كقوة عظمى طبيعي ومبرر. إنها ليست الاتحاد السوفياتي"، ليستدرك لزوم ما لا يلزم "على الغرب ألا يسمح للصين بالتفوق عسكريا".
و من واقع ما يجري؛ بالعهدة على ما يطرأ؛ "علينا أن نزيد من الإنفاق الدفاعي ونحافظ على التفوق العسكري"، لينتهي لحيرة ما يدهمه؛ و لا يدري له وجها." يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها "أن تكون لهم الغلبة (عسكريا) بما يكفي للتعامل مع أي احتمال أو نوع من الصراع في كل المناطق".
إشارة من أخر عديدة لا تعدم صدى لحقيقة غدت تتشكل.
العالم بالفعل ومنذ مدة ليست وجيزة بات متعدد الأقطاب، الصين فيه بلا مراء قطب عالمي قائم بذاته ولا يخضع للقطب الغربي. و روسيا عادت لتثبت أنها خصم ومنافس عنيد للكتلة الغربية وقوة عالمية محورية ومؤثرة تعتمد على نفسها وعلى مواردها الذاتية الهائلة.
الصورة العامة تبدت ملامحها العامة؛ فيما تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية محدثة جملة أزمات وتحولات دولية عميقة؛ جعلت النقاش يحتدم حول شكل العالم وطبيعة النظام الدولي ما بعد هذه الحرب. التي غيرت وجه العالم وطبيعة توازناته وتحالفاته وحتى خرائطه.
الاتحاد الأوروبي باتت لديه مصالح ورؤى وأولويات مختلفة عن نظيرتها الأميركية، قد تدفع مستقبلا بتمرد أوروبيا على هيمنة واشنطن التي أرهقت ذلة توجهات القارة العجوز. فالغرب يسشعر عن بعد القوة الصاعدة الآن، و يخاف أن تغدو شواهدها في وارد ألا يظل كتلة واحدة.
سيمور هورش؛ الصحفي المحقق. كان واحدا ممن وقفوا على هذه الهيمنة المتغطرسة. استقصى حقيقة تفجير لخط "السيل الشمالي" في بحر البلطيق، و نشر تحقيقا ذكر فيه نقلا عن مصادره أنه تم زرع عبوات ناسفة في أسفل خطوط أنابيب الغاز الروسية في يونيو 2022 من قبل غواصين من البحرية الأمريكية بدعم من المتخصصين النرويجيين تحت غطاء مناورة "بالتوبس".
هذا جزء من الحقيقة ما لاحت من التحقيق الصحفي؛ و لكن الذي عزب عن البال؛جعله هيرش نصب النظر :"لا علاقة لتفجير خطوط الأنابيب، بالانتصار في الحرب أو إنهائها في أوكرانيا. لقد فجر الأمريكيون؛ و الكلام بثقله من هورش؛ خطي الغاز بسبب مخاوف البيت الأبيض من إقدام ألمانيا على تشغيل الخط الثاني وبالتالي وقوعها ومن ثم الناتو لأسباب اقتصادية، تحت تأثير روسيا ومواردها الطبيعية الهائلة وغير المكلفة. وهكذا ساد الخوف الرئيسي: أن تفقد أمريكا تفوقها الذي دام لفترة طويلة في أوروبا الغربية".
و في ظل اصطفاف دولي يعمل الغرب على عدم انفراطه و آخر يتشكل، الصين تدرج نفسها في محور مشترك مع روسيا ضد المحور الغربي، زكته زيارة بوتن لبكين قبيل بدء العملية العسكرية، تلاه تأكيد البيان الختامي الصادر عن قمته مع نظيره الصيني عن أن تحالفهما هو بلا حدود وأنهما يسعيان لعالم متعدد الأقطاب.
الصين ترصد تحركات ما يجري، و حرصت على انتقاد ما خامر بايدن و هو يعقد قمته مع جيران الصين في كامب دايفيد.
مما حدا بوانغ وين؛ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بالقول حينها؛ "المجتمع الدولي لديه حكمه الخاص على من يخلق التناقضات ويزيد التوترات". والتصريح علنا: "إن محاولات تشكيل مجموعات وعصابات حصرية مختلفة وإحداث مواجهة تكتلية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لا تحظى بشعبية وستؤدي بالتأكيد إلى اليقظة والمعارضة في دول المنطقة".
سوليفان رد على المخاوف الصينية بالقول: "من الواضح أنها ليست منظمة حلف شمال الأطلسي من أجل المحيط الهادئ". لكن الغائب سهوا حاضر بداهة، فبيان قمة كامب ديفيد بين أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية يدين السلوك "الخطير والعدواني" للصين.
و هذا ما حدث به نفسه؛ رام إيمانيويل؛ السفير الأميركي لدى اليابان: "خلقنا شيئا هو تماما ما كانت الصين تأمل في ألا يحدث". وأضاف في معهد بروكينغز "رسالتنا هي أننا قوة وحضور دائمان في المحيط الهادئ، وبالإمكان الاعتماد على أميركا". وعلى الصين، بحسب إيمانيويل، أن تفهم "أننا القوة الصاعدة، وهم يتراجعون".
لكن الصين؛ و هي لا تبدي المخاوف بالمرة. و في كل سانحة تشدد على أحقيتها في السيادة على مناطق بحرية متنازع عليها، وأجرت مناورات كبيرة قرب تايوان، الجزيرة التي تطالب بها بكين. لا تسقط بالبت المساوئ، فوزير الخارجية الصيني وانغ يي سبق و أن حض الديموقراطيتين المتقدمتين اقتصاديا في شمال شرق آسيا، بدلا من ذلك على العمل مع بكين "لإنعاش شرق آسيا". و طورا لا تخلي ساحتها من خقة دم ساخرة، فقد جاء في فيديو نُشر على وسائل إعلام رسمية "مهما صبغتم شعركم بالأشقر أو جعلتم شكل الأنف رفيعا، فلن تصبحوا أوروبيين أو أميركيين، لا يمكنكم أن تصبحوا غربيين أبدا". ليحسم مقرا"يحب أن نعرف أين هي جذورنا".
هذا استياء على مضض من بكين ؛ لم تقو على مداراته. و الحال يوطن على محاولة نسج شبكة متنامية من الشراكات متعددة الأطراف؛ الإدارة الأمريكية أقامتها بهدف الحفاظ على ما تسميه هي وحلفاؤها "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة". و لاحتواء نفوذ الصين في المنطقة عبر اجتماعات وصفتها بـ«الناتو المصغر». مما جعل وزير الخارجية الصيني وانغ يي، يدعو كلا من كوريا الجنوبية واليابان، للعمل مع بكين لتحقيق نشاط اقتصادي أكثر فاعلية. حتى لا يظلوا سقط متاع و رهائنا في أجندة من " يخططون لردع الصين".
ناكانو كويتشي؛ الأستاذ في جامعة صوفيا بطوكيو كان حريصا على تلخيص ما بات حقيقة للعيان؛ إن"إضفاء صبغة الناتو على العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان وجمهورية كوريا لن يؤدي إلا إلى مزيد من التقارب بين الصين وروسيا وكوريا الديمقراطية".
واضح أن المنطق الأمني للتحالف سيقابل بإستراتيجية مشابهة من قبل" الأعداء المعنيين". الصين لطالما أعربت وروسيا وكوريا الشمالية عن قلقها المشترك من أي توسع للوجود العسكري الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك نشر قوات وأنظمة أسلحة إضافية، فضلاً عن تعاون أوثق مع الحلفاء والشركاء. لكن الدول الثلاث النووية أظهرت مؤخرا فقط تشديد الإدانة واستعدادًا متزايدًا لتقوية العلاقات بينها.
الصين تأخذ من حنكة خبرتها أمدا دعامة لما وضعته نصب أعينها.و في ذاكرتها الحية محصلة تستدعيها عند الحاجة. مما يزيد من منسوب الرعب الذي سوف يصدره التنين من جلجلته حالما عقره.فلفحة من لهيب حممه الحارقة كافية لرج العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل