الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس والحرب فى إسرائيل وغزة

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2023 / 10 / 13
القضية الفلسطينية


من المعروف أن حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) شعرت باليأس والاحباط الشديدين نتيجة تجميد القضية الفلسطينية وحالة الشلل التى أصابت المفاوضات التى تهدف إلى الحصول على حق تقرير المصير. لقد تخلت القوى الكبرى عن القضية المصيرية للفلسطينين، وتركت إسرائيل تتوسع فى بناء المستوطنات، وفى تهويد القدس وتحويل المدينة الى عاصمة أبدية لإسرائيل، وهذه الاجراءات غير المشروعة لقت مباركة من العم سام، خاصة فى عهد ترامب الذى نقل السفارة الأمريكية الى القدس فى عام 2018م.

لا شك أن حماس قامت بعمل بطولى حيث ألحقت الكثير من الخسائر المادية والبشرية بإسرائيل. لقد بلغ عدد الضحايا 1300 قتيل وعدد المصابين بلغ 3300. الغريب أن هذا الهجوم الصاروخى على إسرائيل يذكرنا بحرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣م حيث نجح رجال القوات المصرية فى الهجوم المفاجىء على العدو الإسرائيلي، وكذلك فعل رجال المقاومة الفلسطينية فى استخدام عنصر المفاجأة الذى لعب دورا مهما فى هذا الحدث الجلل. وفور الإفاقة من الصدمة فقد أعلنت إسرائيل حالة الحرب وقامت باستدعاء جنودها الاحتياط للمشاركة فى تدمير غزة عن بكرة أبيها. ولليوم الرابع على التوالي لم تتوقف الطائرات الإسرائيلية عن إطلاق الصواريخ على المدنيين فى غزة حيث بلغ عدد القتلى حتى اليوم 1537 قتيلا وبلغ عدد المصابين حوالي 6612.

ما يدعو إلى الحزن والاسى أن حماس لم تكن مستعدة للتصدى لردة الغعل التى كانت متوقعة من خلال التجارب السابقة. صحيح حماس لا تملك طائرات ولا تملك مدفعية لكى تتصدى للطائرات الإسرائيلية التى تسيطر على الأجواء الفلسطينية. ومع ذلك كان ينبغى على حماس التفكير فى حماية المدنيين العزل قبل إطلاق صواريخها على إسرائيل وذلك من خلال حفر خنادق وتوفير الأغذية والأدوية فى كل منطقة من مناطق غزة؛ لأن غزة الآن باتت تحت الحصار برا وجوا وبحرا، وهذا من شأنه أن يخلق أزمة انسانية غير مسبوقة فى المنطقة.
لعل هنالك بعض الأصوات التى تنادي بضرورة فتح معبر رفح حتى يتمكن الفلسطينيون من اللجوء إلى سيناء. وهذا الإجراء--إذا تم تنفيذه--سوف يؤدى إلى نتائج كارثية فى المستقبل. أولا: إسرائيل سوف تنتهز الفرصة وتقوم باحتلال غزة بعد أن يغادر أهلها خوفا من القصف المدفعى والصاروخى، وسوف تمنع دخول الأهالي إلى أراضيهم مرة ثانية. ثانيا: سوف تتوقف كل المشاريع التنموية التى تسعى الحكومة المصرية إلى تنفيذها على أرض سيناء. ثالثا: قد تتكرر المأساة التى حدثت فى الأردن فى أيلول الأسود فى عام ١٩٧٠م عندما نشأ صراع بين القوات الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية حيث من المحتمل حيْنئذ أن تصبح الأراضي المصرية نقطة انطلاق للمقاومة الفلسطينية مما يقدم المبرر للعدو الصهيوني لقذف سيناء أو ربما يسعى لإعادة احتلالها مرة أخرى.

وخلاصة القول فإن على الدول الكبرى ومجلس الأمن أن يعلنوا وقف إطلاق النار فورا والإعلان عن العودة لطاولة المفاوضات والعمل على حل هذه القضية حتى يعود السلام إلى المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من