الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (12)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


12. تحدث بهدوء وفكر بسرعة.

نورالدين علاك الأسفي.
[email protected]

روسيا والصين.. شراكة إستراتيجية فارقة.
فهل يتزعزع النفوذ الأمريكي بالعالم؟
مآل الحال لا يغمط الحق في السؤال. فحاصل الجواب قد يزكي بالتقرير ما به ظن على وجه التقدير.
صورة مشاركة كل من الصين وروسيا في الاحتفالات التي جرت في يوليو الماضي في كوريا الشمالية، لمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين لانتصار كوريا الشمالية في الحرب الكورية، تعطي جرعة زائدة لذلك الانطباع المترتب عن توسيع التعاون الثنائي بين البلدين وأهميته لحل القضايا الدولية. و الجولة الثامنة عشرة من المشاورات الأمنية الاستراتيجية الصينية الروسية.
جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي لم يجد مندوحة في الأعراب حيالها عن قلق واشنطن من تعزيز العلاقات الروسية الصينية. فقد باتت تجدد عقيدتها الإستراتيجية على هذا الناقل الزئبقي.
وانغ يي،كبير الدبلوماسيين الصينيين الجديد؛ تعهد في رسالة بمناسبة العام الجديد، بالعمل على تصحيح المسار في العلاقات الأمريكية الصينية، لكنه تعهد أيضا بمحاربة "جميع أشكال الهيمنة"
وانغ عينه كتب في مقال نُشر في "تشيوشي"، المجلة الرئيسية للحزب الشيوعي الحاكم في الصين: "(سننفذ) الاتفاقات التي توصل إليها كبار قادة الولايات المتحدة والصين، ونسعى إلى إرساء مبادئ توجيهية للعلاقات الصينية الأمريكية وتصحيح المسار (في العلاقات الثنائية)".
ذات المقالة، رسخت رغبة بكين في مراجعة السياسة الخارجية لبكين ، وتحديد الأهداف الرئيسية للسياسة الجديدة، كما تعهد وانغ أيضا بتجذير العلاقات مع روسيا وتحقيق اتصال أوثق ورفيع المستوى مع أوروبا، وتعميق التقارب في المصالح المشتركة مع الجيران.
ليختمها بتعهد الصين بالرد على "جميع أشكال الهيمنة"، ورفض أي محاولات من قبل "قوى خارجية" للتدخل في الشؤون الداخلية للصين وكذلك الدفاع عن سيادة الصين وأمنها.لغة مبطنة ظاهرها وعيد و باطنها من قبله جس نبض.
و هو من الصين تواضع زائف تظهره الولايات المتحدة من أجل تأخير الصراع العسكري، وترغب في أن تنتقل إليها الهيمنة العالمية دون قتال، نتيجة للنمو السلس الذي يحققه اختراق الصين الاقتصادي في البلدان الأخرى.
كل المؤشرات على استدراك تشير إلى أنَّ العالم ذاهب إلى مزيد من التوتر والتصعيد. البيئة الإقليمية الحافة ببكين مرشحة أكثر؛و إرهاصاتها تمور بتفاعلات في طور التسخين.
كل كل المعطيات تشير إلى أن مستقبل العالم يحدده الشرق الأقصى، الطافح خلقا و ابتكارا و اندماجا في عصر التكنتروني(=التكنوالوجيا + الالكترونيات). على حد تعبير زبغنيو بريجينسكي في كتابه "بين عصرين"
الولايات المتحدة مستمرة في سعيها لاحتواء الصين، وعرقلة تقدمها السياسي والاقتصادي، ومنع استمرارها في بناء قوتها التي باتت تهدد الهيمنة الأميركية.
و تحت عناوين؛ الصعود الصيني الكبير على الساحة الاقتصادية الدولية، وتنامي العلاقات الاستراتيجية بين الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، وسعي الصين نحو فرض هيمنتها الاقتصادية على النظام الدولي الراهن؛ تلج الولايات المتحدة سياسة احتواء جديدة في مواجهة الصعود الصيني والتمدد الروسي.
لإقرار هذا النهج؛ الأحلاف العسكرية حاضرة بقوة، باعتبارها أدوات هامة للردع الاستراتيجي. الولايات المتحدة تعتمده في المواجهة. و بذا تتقلص فرص الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمات الدولية بالطرق السلمية؛ و يغيب طرحهاً على أجندات الدول الكبرى. فصياغة نظام دولي جديد مرهون بانعكاس تموضع القوى الفعلية على الساحة الدولية.
احتواء الصين لا يمكن أن يتم إلا بعزلها عن موسكو، الولايات المتحدة فشلت في تحقيقه حتى الآن، و تحث الخطى لإنشاء كتلة عسكرية موالية للغرب في آسيا الوسطى، تستهدف روسيا والصين في ذات الحين؛ بانتفاء شرط؛ يعدم إمكانية تحول آسيا الوسطى إلى خصم لروسيا.
من وجهة النظر اللوجستية العسكرية، تعد آسيا الوسطى "جحيما لوجستيا" للأمريكيين. لا يوجد سوى طريق واحد هناك: عبر بحر قزوين من أذربيجان. من الصعب للغاية، بل والخطير إيصال قوات ومعدات إلى هناك. لن يثير الأميركيون وضعاً ينطوي على مخاطر عسكرية. فآسيا الوسطى تحد روسيا من الشمال، والصين من الشرق، وأفغانستان وإيران من الجنوب. ولا واحدة من هذه الدول صديقة للولايات المتحدة ولن تساعدها في توفير الخدمات اللوجستية. حاصل التحليل. التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة سييغدو رمزيا. بحاصل قيمة تبعث على القلق.
من استعراض خرائط التحالفات العسكرية، وخاصة الغربية التي تقف خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، نجد أن هناك تداخلًا كبيرًا في طياتها، مع وجود الأطراف نفسها في عدد من التحالفات. منطقي إلى حد الإلزام. فالولايات المتحدة هي المحرك الأول لبناء واستمرار واستقرار هذه التحالفات، لذلك يكون الهدف واحدًا والرؤية محل اتفاق بين الحلفاء، والفارق بينها هو في توزيع المهام والأدوار على الأنشطة والنطاقات والأقاليم السياسية والاقتصادية والجغرافية.
كل قريب يعلق به حكم و يرتبط به حزم. لذا يتم توطين كلا من بكين و موسكو العزم على المزيد من التعاون والتنسيق بينهما لمواجهة عدوهما المشترك (الولايات المتحدة والمعسكر الغربي).
مركز أبحاث النظرة الشاملة للأمن القومي، وهو هيئة مدعومة من الحكومة مرتبطة بوزارة الأمن الصينية، سبق و أن نشر تقريره "الأمن القومي في صعود وسقوط القوى العظمى"، وهو جزء من سلسلة تشرح قانون الأمن القومي الجديد، حرره الاقتصادي يونتشنغ تشانغ. فحواه يخلص إلى أن الدولة مثل كائن بيولوجي يجب أن يتطور أو يموت؛ وأن التحدي الذي تواجهه الصين هو البقاء على قيد الحياة. وقد ترسخ هذا الخط من التفكير عمليا. و بات قيد النظر و التحيين.
الجغرافيا السياسية اليوم عند الأكاديميين الصينيين "صراع من أجل البقاء". شي؛ زعيم الصين يتبنى هذا النهج، وتصريحات الحكومة الصينية مليئة بالإشارات إلى" النضال ".
فكرة البقاء هذه في عالم خطير تتطلب تطوير ما يصفه شي بأنه "نهج شامل للأمن القومي". و هو على النقيض من المفهوم التقليدي "للأمن العسكري"، و تحقيقا لهذه الغاية، دعمت الحكومة الصينية إنشاء مركز أبحاث جديد مخصص لهذا النهج الشامل، وكلفته بالنظر في جميع جوانب إستراتيجية الأمن الصينية.
المساعي الأميركية لاحتواء الصين لم تعد مجدية، و نظرية "التهديد الصيني"، التي وظفتها الولايات المتحدة لـ "شيطنة الصين"، باتت تبحث لها جوابا على التحقيق يمنع دعواها.
بكين ماضية في مبادرة الحزام والطريق؛ و لن يجدي معها التطويق. فمن إرثها الحضاري تمتح نهجاً استراتيجياً يسم السلوك السياسي الصيني في تعاطيه مع أخطر المشكلات الدولية وأكثرها استفزازاً.
و لإنجاح مساعيها ألزمت نفسها حصرا."التحدث بهدوء والتفكير بسرعة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم