الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة عاجلة لبناء مسجد أقصى مًستَنسخ و جديد

ماجدة منصور

2023 / 10 / 14
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أكلام أهوج ربما...و حديث أعوج , من الجائز أن أتحدث اليكم اليوم أيتها السيدات و السادة.
سأتحدث إليكم عن فلسطين مسترجعة جملة للمرحوم والدي عندما سألته عن مبلغ ربع ليرة سورية كانت المدرسة الإبتدائية قد أمرتنا بإحضاره معنا و ذلك من أجل ( دعم القضية الفلسطينية ) و كنت حينها في الصف الأول الإبتدائي.

نظر والدي مباشرة بعينيه الزرقاوين و قال : هي دائما و أبدا.....فلسطين..... ف أولها فلس و آخرها طين.

و مد يده القوية لجيب بنطاله و أخرج مبلغ ربع ليرة و هو يتأفف قائلا : متى ستنتهي لعنة فلسطين!!!!!!!!!!
و لأني أحب والدي من قلبي فإني مازلت محتفظة بكلماته في تلافيف دماغي التي إبتدأت بالتطاير و التآكل بفعل عوامل هذا الزمان الدموي الذي نعيشه ...بفضل فلس-طين.
كنت طفلة لا يتجاوز عمري 4 سنوات حين كنت أستمع من المذياع مع والدي و أنا أستمتع بلف سكاير التبغ ( أو التتن ) كما كانوا يدعونه , لأخبار حرب تشرين سنة 1973 , وكنت أصغي بإهتمام بالغ لما يتم بثه عبر إذاعة دمشق عن أخبار الحرب و
تطوراتها ..رغم أني لم أكن أفهم معظم الكلمات التي تنطق بها إذاعة دمشق ثم إزداد فهمي و حين يعقد والدي جلسة مع أصدقاءه المقربين وأنا بجواره ألف بأصابعي الصغيرة السكائر المحببة لقلب والدي الجميا.
من هنا إبتدأت أدرك ما يحصل ...خاصة حين كانت تصل جثامين القتلى من جبهات القتال,,حيث كانت الجنازات تصل إلينا بالمفرق و الجملة و تشكلت لدي هواية غريبة حيث كنت أمشي و أنا طفلة خلف معظم الجنازات إذ كانت تبتدئ من المساجد و تنتهي
بالمقابر.
و كنت أسأل نفسي.. لما يجب على شبابنا أن يقتلوا في فلسطين!!! ما هو السبب الذي نرسل به هؤلاء الشباب للموت في ساحات قتل ,,لم يختاروها بالتأكيد,, كي يموتوا فداءا لفلسطين !!! و ما هي الأهمية التي تُشكلها فلسطين بالنسبة لنا كسوريين!!!و أين تقع
فلسطين!!! و لمً كل هذه الدماء!!! ثم أتاني الرد من والدي و أصدقاءه حين قالوا: هذه الحرب و تلك الدماء ,,تسيل من أجل تحرير القدس و (( المسجد الأقصى )) من الصهاينة!!! حينها رددت بمنطق طفلة صغيرة جدا قائلة: إذا بابا....لما لا نبني
للفلسطينييين مسجدا آخرا....يشبهه تماما و هكذا تنتهي تلك الجنازات و يتوقف الموت عن شباب الحارة.

فجأة , إكفهرت الوجوه و هي تحدق بي و الشرر يتطاير من أعين الجميع ,,,بما فيهم والدي... و إذ به ينقض علي بصفعات كفوف على وجهي الصغير ,,صفعات قاسية جدا,, حيث كنت أرى و كأن شرارات نار أو ضوء تنطلق من عيني الإثنتين.

أي ...و حق آلهة قريش مجتمعة...هذا ما حصل معي و أنا طفلة.

على اثر تلك الصفعات طردني والدي من مجلسه و هو يتوعدني بمزيد من العقاب حين يُنهي سهرته الطويلة مع أصدقاءه.

خرجت باكية و الدماء تنزف من أنفي و فمي و أنا أركض حيث كانت تجلس والدتي فقامت بوضع بعض من القهوة على شفتي و دحشت شيئا منها في أنفي لعل القهوة توقف الدم المتدفق من فمي و أنفي.
بعدما إنقطعت الدماء سألتني بفضول: ماذا حدث؟؟ لما ضربك والدك بحضور أصدقاءه!!! ما الذي تفوهتي به أمامهم كي يضربك هكذا ...خاصة بأنك طفلته المدللة!!!
فأجبتها بغباء مضاعف من خلال قطع الشاش و القطن المحشورة بأنفي عن السبب الذي دعا والدي لضربي هكذا أمام رفاقه,,, فإذ بها تنقض فجأة ,,كلبوة هائجة صارخة : من أين أتيتي بهذه الأفكار يا بنت الكلب؟؟ألا تعلمين بأن المسجد الأقصى مكان مقدس

ك الكعبة تماما!!!
ثم إنهالت علي قفاي ( لا مؤاخذة باللفظ ) و على جميع أنحاء جسدي ضربا بشحاطة بلاستيكية قديمة تلسع جسدي البض و صوت صراخي يملأ البيت و إذ بوالدي الذي حضر بعدما إنصرف أصدقاءه كي يشاركها حفلة تعذيب طفلة صغيرة و لم ينجدني
من حفلة التعذيب تلك إلا تلك اللحظة الفاصلة التي أُغمي عليُ بها.

حين أغمي علي,, عتقوني من الضرب ..وهم قد ظنوا ,,,بأنني قد مت.

و لكن الأقدار شاءت لي أن أصحوا من جديد لسبب مازلت أجهله!
حدث هذا حين كنت قد وصلت بالتعليم لمرحلة الصف الرابع الإبتدائي.

منذ ذاك اليوم البعيد ...أصبحت لا أنطق بإسم فلسطين على شفتي أمام هؤلاء القوم اللذين يسمون فلسطين سرا....بأن نصفها الأول فلس...و نصفها الثاني طين.
و بعد مرور تلك السنوات الطويلة مازلت أتساءل:: ما الذي جنته فلسطين و العرب و العالم أجمع, من قضية فلسطين؟

هناك أسئلة على الناس العاديين مثلي طرحها دائما و على العقلاء و الحكماء و الأساتذة الكتاب و القراء الأعزاء مساعدتنا للإجابة عنها.

س 1 __ما الذي جناه الفلسطينيون و العرب و العالم بأجمعه من تلك الحرب التي طالت مدتها !!! ألم يتخاصم العرب ,,من أجل ناقة ( أي و الله ناقة ) بحرب أسموها (((حرب داحس و الغبراء ))) عفوا:::يبدو أن هناك تشابها لفظيا بين داحس و داعش!!
يا للصدف!!
س 2__ألم يُنفق العرب تريليونات الريالات و الدراهم و الليرات و الجنيهات و الدنانير و الآن اليوروهات و الدولارات...على القضية الفلسطينية من أجل تحرير القدس من ((الياهود)) و المسجد الأقصى؟؟؟

س 3__ألم يكن أجدى بأهل غزة و فلسطين إنفاق تلك الأموال المهدورة من لقمة عيش العرب البؤساء على تطوير بلادهم الفلس طينية لتطوير منشآتهم الحيوية و العلمية و الإجتماعية و الترفيهية و الإقتصادية و تطوير علماءهم و مثقفيهم للحديث عن لغة
سلام عالمي ينشدها كل كائن حي يعيش على تلك المخروبة و التي إسمها فلس طين؟؟؟

س 4__ أين أهدر قادة فتح و حماس و الجهاد الإسلامي بفروعه المعلنة و الخفية تلك الأموال و التي كانت كافية كي تجعل من فلسطين و غزة أعظم أمة و خير أمة أًخرجت للناس ,,كما يزعم قرآننا العظيم؟؟؟

س5__متى ستكتفون من الدماء المهدورة!!! ألم تزقم دماء العرب من المحيط الى الخليج حلوقكم و زلاعيمكم؟؟؟؟

س6__هل لديكم عقلاء و سياسيين محنكيين يعرفون كيف يتحدثون لغة عصرنا لتصدروهم للحديث عن سلام عادل و عاجل بعيدا عن إرهابييكم و عصاباتهم التي تجذرت في دراسة الإرهاب و تشريعه على مستوى العالم؟؟؟

س7__هل ما زلتم متوهمون بأنكم تستطيعون إرسال إسرائيل و شعبها الى البحر كما علمكم الفاطس جمال عبد الناصر ((( أسكنه الله فسيح جهنمه))) ؟؟؟؟

س7__ما نوع الكبتاغون و المخدر الذي تتناولتموه حين قمتم ((( بغزوتكم الحالية)) على جيرانكم و أولاد عمكم اليهود؟؟؟

س8__هل هناك إمكانية للتصالح مع أولاد عمنا اليهود نظرا لأننا نحن العرب قد سئمنا و قرفنا من حربكم الممتدة و التي جعلتنا في ذيل الأمم المتحضرة؟؟؟

إن الحكام و أسياد خزانات النفط و الطاقة القدرة على إجباركم على التفاوض لأن من يستطيع إشعال الحرب لديه القدرة الفعلية على إطفاءها أيضا....أليس كذلك ؟؟؟
نأتي للسؤال التاسع و الذي عنونت به مقالي ::: هل تقبلون بإقتراحي أن تتفضلوا و تقبلوا و تتواضعوا بأن أقوم بحملة عالمية لجمع تبرعات لكم من كل أنحاء تلك الدنيا من أجل بناء مسجد أقصى جديد ومُستنسخ كنسخة طبق الأصل و بالمكان الذي تريدونه
وذلك من أجل حقن دماء المدنييين من العرب و العبريين و الفلسطينيين لأن ذلك سيكون مقدمة حقيقية لحل الدولتين و ما أصدق المثل المصري البسيط الذي يقول::شيل ده عن ده...يرتاح دا من دا.
لا تقولوا لي بأن المسجد الأقصى مقدس...فليس من مقدس على الأرض سوى الإنسان ففي النهاية , إن المسجد عبارة عن كومة أحجار شأنه كشأن أي تمثال حجري فلا تدعوني أصدق بأن العرب عًبُاد حرف و حجرلأني أؤمن بقدسية الإنسان و تعالي عقله
و ضميره عن عبادة حجارة لا تسمن أو تغني من جوع.
هذه أسئلة برسم الإجابة أتمنى فيها على العقلاء الإجابة عليها...علل و عسى أن نرى بارقة أمل تنهي الصراع و تحقن الدماء و توقف طاحونة الحرب عن طحن ما تبقى من إنسانية الإنسان.

هنا أقف
من هناك أمشي
وربما للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتذار ضروري
ماجدة منصور ( 2023 / 10 / 14 - 05:48 )
اعتذر عن الأخطاء الإملائية التي إرتكبتها في مقالي هذا لأنني اكتب على لابتوب لا يوجد عليه الحروف العربية0
شكرا


2 - اقتراح ممتاز! شدّي حيلك، وهاتي الموافقات
حسين علوان حسين ( 2023 / 10 / 15 - 13:56 )
الست ماجدة منصور المحترمة
اقتراح ممتاز. يللا، شدي حيلك عند ربعك إياهم، وهاتي الموافقات المطلوبة لتأسيس مسجد أقصى جديد في أي من الأماكن أدناه التابعة لأحبابك.
البيت الأبيض الأمريكي النجس، لكي نطهر نجاسته من الكلاب المتربعة فيه.
قصر الأليزيه، لكي نحوله من مبغى الى بيت من بيوت الله.
عشرة داوننغ ستريت، لكي نساعد سماسرته على تحويله من بار نتن الى مكان صحي غير ملوث للعالم.
الكنسيت للكيان الصهيوني، لكي نحوله من وكر نازي لإبادة العرب بأفتك الأسلحة إلى مصلى للعرب يدعو للسلام..
هذه أربعة أماكن متاحة، وكلها ينطيق عليها قولك كونها مجرد -حجارة لا تسمن أو تغني من جوع- تابعة لمن يريد تهديم الأقصى وهو مستعد لتوفير المكان البديل له..
توكلي على بركة الله، هيا، وشدي حيلك يم ربعك، وهاتي الموافقات بأقرب فرصه ممكنة، والله لا يضيع أجر المحسنين.
هذه دعوة عاجلة غير مدفوعة الثمن ولوجه الله والسلام .


3 - قصة جميلة معبرة
منير كريم ( 2023 / 10 / 15 - 17:51 )
تحية للاستاذة القديرة ماجدة منصور
مقال شيق ومعبر
وكل مافيه صحيح
ستنتهي هذه المحنة حينما يصبح الطرف الفلسطيني علمانيا وديمقراطيا
عندذاك ستزول الاوهام التاريخية المدمرة ويحل الامر الواقع وتكون القدس للجميع
شكرا لك


4 - حقيقه محزنه
على سالم ( 2023 / 10 / 15 - 20:24 )
من المؤكد ان الامان والسلام والعدل انعدم فى هذا العالم الموبوء المتوحش , اصبح المجرمين والقتله الفجره هم من يقرروا مصير هذا العالم البائس


5 - الأستاذ حسين علوان حسين
ماجدة منصور ( 2023 / 10 / 16 - 08:41 )
جميع الأماكن التي إقترحتها جنابك لبناء مسجد أقصى جديد غير لائقة بالمرة!!! لم لا تفكر مثلا ببناء المسجد على أرض فلسطينية!!! هل ضاقت أرض فلسطين الى هذه الدرجة!!!0

شكرا لمرورك


6 - الأستاذ حسين علوان حسين
ماجدة منصور ( 2023 / 10 / 16 - 08:43 )
جميع الأماكن التي إقترحتها جنابك لبناء مسجد أقصى جديد غير لائقة بالمرة!!! لم لا تفكر مثلا ببناء المسجد على أرض فلسطينية!!! هل ضاقت أرض فلسطين الى هذه الدرجة!!!0

شكرا لمرورك


7 - الأستاذ منير كريم
ماجدة منصور ( 2023 / 10 / 16 - 08:46 )
العلمانيون و الليبراليون هم أعداء لكل من إبتلى بمرض متلازمة العروبة0

أشكر حضورك


8 - صدقت يا علي
ماجدة منصور ( 2023 / 10 / 16 - 08:51 )
إن التاريخ قد خطه و كتبه المنتصرون دائما و أبدا و حاضرنا البائس يكتبه الطغاة و تجار المخدرات بدماء أبرياء لا ناقة لهم فيه ولا جمل....أحلم ,, رغم أن معظم أحلامي إثم ,, بأن المستقبل قد يكون أجمل و أجمل0

حضورك يسعدني حقا


9 - العبرة هي بالمسجد وليس بالمكان مثلما تقولين
حسين علوان حسين ( 2023 / 10 / 16 - 12:05 )
الست ماجدة منصور المحترمة
ت 4-5
نحن ملتزمون تمام الالتزام بقول جنابك الكريم، ونصه:
(نأتي للسؤال التاسع و الذي عنونت به مقالي ::: هل تقبلون بإقتراحي أن تتفضلوا و تقبلوا و تتواضعوا بأن أقوم بحملة عالمية لجمع تبرعات لكم من كل أنحاء تلك الدنيا من أجل بناء مسجد أقصى جديد ومُستنسخ كنسخة طبق الأصل و بالمكان الذي تريدونه)
والذي تقولين فيه -بالمكان الذي تريدون- بالحرف الواحد.
شدي حيلك بحملتك العالمية العاجلة هذه، والأجر على قدر المشقة .


10 - الأستاذ حسين علوان حسين
ماجدة منصور ( 2023 / 10 / 17 - 02:05 )
رسالتك المباركة وصلت
و سأعمل عليها
شكرا لمرورك
باي


11 - رائعة
محمد اسماعيل السراي ( 2023 / 10 / 20 - 16:16 )
صادقة انت حد الروعة


12 - الأستاذ محمد اسماعيل السراي
ماجدة منصور ( 2023 / 10 / 21 - 06:59 )
حان الوقت الآن الآن و ليس غدا أن نسمي كل شيئ يمس جوهر حياتنا و أمننا و حاضرنا و مستقبلنا أيضا تسميات صحيحة و بعيدة عن أي أدلجة و لت و عجن لا يسمن و لا يغني من جوع فما يحدث يستفز الأعصاب و يجعل العالم بأسره يعيش على فوهة بركان0
هنا يأتي دور الليبراليون العرب لقول كلمة حق و صدق فقد سئمنا من التظيرات و المتظرين اللذين يلدعوننا يوميا بمقالات ستالينية فاشيستية ولا تخلو من ترهيب و إتهامات جاهزة لذوي الفكر الحر بالتصهين و العمالة و إلقاء التهم و السخرية علينا يمينا و يسارا...شرقا و غربا..شمالا و جنوبا0
هي كلمة حق لابد من قولها في زمننا الدموي الذي نرى بشاعته التي نراها بأم أعيننا ..جهارا نهارا 0
مرورك الكريم شرف لي
نورت


13 - شرف كبير لي متابعتكم
محمد اسماعيل السراي ( 2023 / 12 / 5 - 15:57 )
ممكن صفحتك على الفيسبوك لو سمحتي لكي اتابع نشر حضرتكٍ؟


14 - الأستاذ محمد اسماعيل السراي
ماجدة منصور ( 2023 / 12 / 6 - 03:53 )
لا أملك أي صفحة على الفيس بوك فقد اخترت طواعية ان أبقى في شبه عزلة فرضتها على ذاتي منذ وقت طويل و الموقع الوحيد الذي اكتب به هو موقع الحوار المتمدن فقط لا غير ...لكنك تستطيع اعادة نشر مقالاتي أينما تحب...دربك أخضر و نورت جنابك و الى اللقاء في مقال قادم سأكتبه بعد يومين أو ثلاثة0