الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديناميات التشرينويه تنتظم تاريخ العالم؟(1/2)

عبدالامير الركابي

2023 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


عبدالاميرالركابي
بوضوح تتبدى في الاونة الاخيره، حالة انتفاء الاحاطه، ومنها جانب التوقعية المرتكزه كما كان معتقدا، الى معطيات محسوبة وقابله للاستكناه، هكذا كما هو مفترض، كان حال العالم، قبل ان يتحول الى ماينتمي لهيمنه مفاعيل ردة الفعل، او جملة الاجراءات المقدرة بحسب الموقف والحالة. لم نعد نعرف القراءات، ولا التحليلات الثاقبه ان وجدت، ومنذ كورونا اختلت العلاقة البشرية بالحدث او المعطى الغالب. الا ان ماكان يمكن ان يعد كجائحه مفاعيلها خارج الاحتساب، سرعان ماالحق بظاهرة الحرب الروسية الاوكرانيه المستمرة من يومها الى الان، حاليا وعند بداية تشرين حدث الاختراق الفلسطيني الانقلابي النوعي، وصارت اسرائيل ضمن عالم ردة الفعل العمياء، بما ان الحدث الذي وقع بين ظهرانيها تعداها كينونة وقدره على الاستيعاب.
في اول تشرين عام 2019، حدثت هبة كبرى في ارض البدئية المجتمعية ارض الرافدين، عانقت في حينه كورونا مؤشرا للحد الفاصل، وهي تدفع الطرف المقابل الحثالي الحاكم، للتصرف بجنون، خارج المقاييس المعتمدة، او الاعتبارات المعقولة، ماقد اغرق الهبة العراقية الكبرى، غير الناطقة، بالكورونا والدم، في وقت كانت الاصوات ترتفع صادحة "نريد وطن" اي نريد نطقية غائبة منذالاف السنين وثلاث ثورات كبرى معاصرة غير ناطقة، في 1920 و 1958 والحاليّة الاخيرة.
هكذا تتبلور واقعا دالات الانهيارية الغربيه الاوربية مع القرن الواحد والعشرين، متحولة لحالة غلبة اليات الانحطاط الالي، المستمر بقوة منذ مايزيد على القرن مع اندحار مفهوم الانتاجية الكيانيه "الوطنيه"، والدولة الاوربية ومعها ( الديمقراطية والليبراليه والدولة المدنيه وبالاساس الكيانوية الوطن / قومية) لصالح العولمه الامريكيه المطابقة لنمط كيانية لامجتمعية مفقسة خارج الرحم التاريخي، ظاهرة امبراطورية وكيانية ( الفكرة / الالة)، ماقد اسقط مجمل المنظورات الغربية للانقلاب الالي المنبجس في رحابها، وبين ظهرانيها، عندما حلت الطاقة الالية وقتها على الديناميات المجتمعية الاوربية "الطبقية" وادت لتسارعها الهائل، بما كان يمكن ان يجعل من ىجزيرة معزوله مثل بريطانيه، "امبراطورية لاتغيب عن ممالكها الشمس"، وجعلها كما غيرها تعتقد بانها متقدمه على من بين الامم الاخرى باطلاق، ومن دون عودة لمقارنه بين حالها اليدوي السابق بغيرها، مثل ارض الرافدين عندما كان الخليفة البغدادي يخاطب الغيوم قائلا "امطري حيثما شئت فانت في ارضي"، او حين كان سرجون الاكدي، ومن نقطة في اخر ارض السواد لاتكاد ترى بالعين لالمجردةن يحتل عيلام شرقا، وارض الشام، والاناضول، ويعبر البحر الى جزيرة كريت ليعلن "انا حاكم زوايا الدنيا الاربع" وهو ماقد حدث في 2334/2279 ق ـ م، وقتما لم تكن بريطانيا قد وجدت على الخارطة الارضية، والاهم هو التكرار عبر الدورات، الاولى التاريخية البدئية، والثاثنه التي سبقت الانقلاب الآلي بما يقارب العشرة قرون، بعدما اسهمت في اذكاء اسباب الثورة البرجوازيه في الطرف الغربي من المتوسط.
والغريب الدال على ضعة المفهومية الاوربية المعاصرة للتاريخ البشري، ما يتتجلى فاضحا من استغلال الانبجاس الالي هناك بلا اي توقف، او محاولة موازنه بين الكينونه المجتمعية البيئية اليدوية الاولى، ومفاعيل ديمومتهاالزمنيه الطويله، مقابل فعل الاله الراهني الماخوذ بالاجمال واعتباطا ك " تقدم" مجتمعي حصري، من دون حتى اعتبار لاحتمالية من نوع الالة بحسن المجتمعات ومستوى دينامياتها " اليدوية" ماقبل الالية ، من دون اسبعاد احتمالية ان تكون المجتمعية الاعلى آليات يدوية، منطوية على احتمالية اخرى تتعلق بالاله اودورها وماهي مهياة لكي تحققه مع توفر الاسباب والاشتراطات المجتمعية وتطابقها.
بمعنى ان الثورة الاليه بالاحرى لم تحدث، او هي لم تعرف الابداياتها تصنيعيا، ومن ثم تكنولوجيا انتاجيا/ ربط بريجنسكي الطور الثاني بما اسماه المجتمع التكنتروني (1) / فيما سوى ذلك، نكون بالاحرى امام رواية قاصرة، من نوع تلك التي كرسها الغرب عن الالة التي تتعداه، وتتجاوز كينونته وممكناته، بينما ظلت الرؤية المطابقة للحدث الانقلابي الكوني مطوية، تنتظر نطقية غائبة، لم يكن اوانها قد حل في حينه، اكثر من ذلك فان انبثاق الاله في الغرب هو دالة على ابتدائية دور هذا الموضع في الطور التاريخي الالي الراهن، فهو بالاحرى الموضع المناسب تكوينا وبنية لجعل الاله تجتاز ماهي موجوده لكي تمر به من "تحورات" لازمه، وصولا الى " التكنولوجيا العليا"، او الى وسيلة الانتاج العقلي، مايعني كون الاله ليست وسيلة انتاج وريثة اليدوية كما اراد الغرب ان يقول مكرسا مفهوما تعاقبيا زائفا، عن انقلابيه كانت ماتزال في حال ولادة انتقالية، تتحول بموجبها الوسيلة الانتاجية من "الجسدية الحاجاتيه"/ اليدوية/ الى "الانتاجية العقلية"، التي هي غرضية ومنتهى الظاهرة المجتمعية.
على هذا يكون الغرب قد وضع العالم تحت طائله اكبر حالة توهم عرفها الانسان خلال تاريخه، مثبتا عدم اهليته، وقصوره دون الارتقاء لمستوى الحاصل بين ظهرانيه من انقلابيه تاريخيه مجتمعية، متمثلة بانبثاق الالة، فلم يخطر له حتى مجرد التساؤل عن اسباب رفعة الاليات المجتمعية اليديوية المجتمعية الهائلة في مكان بذاته ابتداء، ومنذ منطلقه الكيانوي اللاكيانوي، المتعدي للكيانية الاول، فاصر حين ذهب للتعاطي مع هذا الموضع البدئي، على ادراجه ضمن رؤيته ومفهومه للمجتمعية والياتها، ومضمرها، واحتمالياتها، فلم يكن ليخطر له بحكم نوعه المجتمعي، ان تكون رفعىة الاليات المجتمعية عائدة لحقيقة الازدواج النوعي المجتمعي، بين مجتمعية "لاارضوية"عقلية، واخرى "ارضوية"هي من نوع المجتمعية الاوربية الاعلى دينامية داخل نمطها، لانشطاريتها الطبقية مقارنه بنموذجها التاسيسي المصري، الاحادي الدولة من دون طبقات/ ولا ديناميات.
اكتشاف من هذا النوع يقلب بلا ادنى شك كل المفاهيم المتداولة والماخوذه على انها الحقيقة من قبل الكائن البشري، والامر هنا موضوعي، ونتاج كينونة وتدرجات التصيّريه البشرية، فالعقل البشري يظهر مع الانتصاب واستعمال اليدين، بحالة قصور وعجز عن استكناه منطويات الظاهرة المجتمعية، وهي نقيصة تظل مستمرة حتى بعد بدايات الانقلابيه الالية، برغم المتحقق في غمرتها من منجز معرفي علمي شامل، لم يصل مع ضخامته حد الاحاطة المطلوبة بالمجتمعية ومنطواها كما مثمتل في نوعها، ونمطيتها، وهو مايتعدى الحدود الادراكية المتاحة للعقل حتى حينه.
يبدا الانقلاب "العقلي / اللاارضوي"، آليا مصنعيا ابتدائيا، تضطلع به وتعرفه المجتمعية الارضوية المنشطرة طبقيا، الاعلى ديناميات ضمن صنفها، ابتداء من "المصنعية"، كاستهلال عملية تفاعليه مجتمعية آليه ذاهبة الى تحور الالة، وارتقائها نحو "التكنولوجيا العليا"، وسيلة الانتاج العقلي، والاشاره الكبرى الى اكتمال الانتقال الى الطور العقلي من الظاهرة البشرية المجتمعية، ووقتها يحدث الانقلاب الاكبر المنتظر على مر التاريخ، وتحل ساعة النطقية العظمى بظهور" كتاب العراق" المنتظر على مر التاريخ، مايعني ان الانقلاب الالي هو انقلاب لاارضوي، لايكتمل ويغدو ماهو واقعا، الا مع انتقاله الى النوع المجتمعي الموافق لطبيعته المتحورة، والتي يوجد اصلا تلبية لانتقاليته التحولية العظمى، السر في وجود الظاهرة المجتمعية، ومآلها الذي وجدت لتبلغه.
ـ يتبع ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زبينيغيو بريجنسكي/ بين عصرين ..امريكا والعصر التكنتروني/ دار الطليعه للطباعه والنشر ـ بيروت / ترجمه محجوب عمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة