الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب وقف استهزاء الغرب بالعالم العربي والاسلامي

محمد رضا عباس

2023 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


كل قرار اممي لصالح القضية الفلسطينية رفضته الإدارة الامريكية او أوروبا او الاثنين يعد استهتارا و استهزاء للعالم العربي والإسلامي , لان القضية الفلسطينية ومنذ ظهورها تتحدث عن ناس , وهم بالملايين, اضطرتهم الحكومات الصهيونية بالقوة الى مغادرة دورهم , حارتهم , ومدنهم . البعض منهم هاجر الى بلاد الله العريضة , ولكن اغلبهم ما زال يعيش في الخيام في الأردن ولبنان وسوريا .انها قضية أصبحت توخز الضمير العالمي , وتضع المنظمات الإنسانية العالمية في حرج امام قوانين هم شرعوها وصادقت عليها الأمم المتحدة .
الحرب الأخيرة " طوفان الأقصى" كشفت شيء خطير جدا , وهو ان ما قبل هذه الحرب كان القادة الغربيون يدعمون إسرائيل بالمال والسلاح , ونتذكر جيدا كيف صنعت أمريكا جسر جوي بينها وبين إسرائيل في حرب أكتوبر قبل خمسين عام , ولكن مع كل هذه المعونات كان سياسيو الغرب وامريكا لا يسمحون لأنفسهم اطلاق تصريحات تنم عن عداوة واضحة للقضية الفلسطينية ودعم مطلق للكيان الصهيوني . انهم كانوا يحملون بعض الاحترام لشعور العرب وقادتهم .
لم يعد الغرب يحترم العرب والمسلمين , وانما زاد من دعمه المطلق لإسرائيل و مكنها من ان تكون القوة النووية الوحيدة في المنطقة , جعل من هذا الكيان ان يخرق كل القوانين الدولية وعلى راسها قرارات الامم المتحدة و قوانين حقوق الانسان وارعب جيرانه. وفوق كل هذا يخرج الرئيس الأمريكي جو بايدن ليقول " لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعنا واحدة " ؟ ماذا قدمت إسرائيل للبشرية حتى يصنع جو بايدن إسرائيل ؟ ان كل ما قدمته إسرائيل للبشرية حروب متكررة بسبب تعنتها من إعطاء الفلسطينيين حقهم , ورفض ارجاع المناطق العربية التي استولت عليها في حرب 1967 .
هذه الأيام أصبح تودد قادة الغرب الى إسرائيل وعداوتهم للقضية الفلسطينية مكشوفة وتتناقلها وسائل الاعلام بكل اريحية , ولا احد منهم يخجل من قيمه الإنسانية التي يتباهى بها او تاريخ و دستور بلده , وهو يعرف جيدا ان الحرب الحالية في غزة ما هي نتيجة تراكم خروقات كثيرة نفذتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني . حياة المواطن الفلسطيني أصبحت رهينة المستوطن الصهيوني , هذا المستوطن اصبح عزرائيل يقبض حياة المواطن الفلسطيني متى شاء واينما شاء. دول الغرب بدلا من اخذ هذه الحرب طريقا ومناسبة للضغط على الكيان الصهيوني بحل القضية الفلسطينية , نتفاجأ بالتصريحات والافعال تعارض المفاهيم التي يتباهون بها امام العالم . اليك البعض منها: الاتحاد الأوروبي يعقد اجتماعا طارئا لوزراء خارجيته لوقف مساعدات لفلسطين تبلغ 690 مليون يورو , بايدن يحذر جميع الدول من محاولة استغلال التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي, وزير الدفاع الأمريكي يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام بلاده بدعم تل ابيب, وزارة الدفاع الألمانية تضع طائرتين مسيرتين حربيتين من طراز هبرون تي ي تحت تصرف إسرائيل , الداخلية الفرنسية : سنوقف أي شخص يشارك في أي مظاهرة مؤيدة لفلسطين, الداخلية البريطانية تحذر من اظهار التأييد لحماس في الشوارع.
الغريب ان تخرج تصريحات من الكيان الصهيوني جارحة لأبسط حقوق الانسان , ولم ينددها أي من الدول "الديمقراطية", وهي تدعو الى افراغ غزة من سكانها واسكانهم في صحراء سيناء! اين حقوق الانسان التي يتباه بها الغرب, وهل سيناء مقاطعة إسرائيلية او أمريكية او يابانية ؟ وهل نحن نعيش في زمن الحرب العالمية الأولى حيث كانت مساحة الأوطان تزداد وتنقص حسب ضعفها او قوتها ؟ اذا سكت العالم عن هذه الدعوة الغريبة , فعلى الأمم المتحدة غلق أبوابها , حتى يعود العالم الى زمن التجمعات الإقليمية من اجل حماية الضعيف من القوي.
يجب على الدول الغربية لجم جنون إسرائيل , لان كل حركة سالبة تقوم بها إسرائيل ضد عرب فلسطين وضد جيرانها انما يزداد الغضب العربي والإسلامي عليها . بالحقيقة ان الشعوب العربية , ليست الحكومات, غاضبة جدا على سياسة الغرب ضد القضية الفلسطينية وترك الشعب الفلسطيني يذبح كل يوم على يد الصهاينة . انها طريقة غير إنسانية ان تقوم جميع الدول الغربية وعلى وجه السرعة وضع ترساناتها العسكرية تحت تصرف الكيان الصهيوني , وغزة محاصرة لا يصل لها طعام ولا ماء ولا دواء ولا كهرباء. شهداء غزة اصبحوا يدفنون في حدائق المستشفيات من شدة فظاعة القصف على المدينة . قادة إسرائيل اصبحوا يصرحون على المكشوف في تعاملهم الغير انساني مع سكان غزة .ما هذا الخنوع العالمي لهذه الدولة الغاصبة؟
قد يستطع الكيان الصهيوني احتلال غزة بقوة السلاح , ولكن غزة سوف لن تموت . من يقاتل الإسرائيليين الان هم أبناء الشهداء , وأبناء هؤلاء سيقاتلون المحتل اذا لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم . المقاتلون في غزة لا يريدون احتلال باريس او لندن او نيويورك , كل ما يريدون تحقيقه هو التخلص من الاحتلال واخذ حقوقهم , وان القانون الإلهي و الدنيوي وراء ظهورهم .
لا يفسر الانحياز الغربي لدولة الصهاينة الا من اجل استمرار منطقة الشرق الأوسط مضطربة , ولكن يجب ان لا ينسى الغرب ان هذا الانحياز يولد الكراهية في قلوب نصف سكان الكرة الأرضية ويبعد أي امل للتطبيع , ويحرج المطبعين امام شعوبهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي