الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد تحرير فلسطين

معاذ جمايعي

2023 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مرّة أخرى تثبت القضية الفلسطينية أنّ الشعوب العربية واحدة، متّحدة، وأنّ النكبة في حكّامها. فما إن اندلعت المواجهات بين كتائب القسام في غلاف غزّة وبين الإسرائيليين، إلاّ وخرجت الحشود العربيّة رافعة شعارات مختلفة: لبّيك يا أقصى.. الشعب يريد تحرير فلسطين.. فلسطين عربية...
هذه القضيّة المحوريّة هي القضية الجامعة لشتّى التيّارات السياسيّة المختلفة، بيسارها ويمينها.
رأينا الساحات والشوارع في مدن وعواصم مختلفة في العالم تنتفض نصرة لغزّة ولفلسطين وللأقصى. فقد عرّت هذه الحرب نفاق الغرب الذي يكيل بمكيال واحد وسارع لنجدة إسرائيل، إمّا بالعتاد أو القوانين التي تقمع الاحتجاجات والتعبيرات، أو عن طريق البيانات المساندة لإسرائيل. لنتساءل عن سبب كل هذا الحقد الدفين والعداء الغربي لفلسطين ومن ناصرهم؟
تذكّرنا هذه التحرّكات من قبل الغرب بالقوانين التي تعاقب كلّ من يعادي "السامية"، ذاك الموضوع المحرّم تداوله في الغرب. فاتّخاذ موقف يقضي بمساندة طرف دون آخر، يكشف زيف الحقوق والحريّات والمعاهدات، وكلّ أصناف البنود الدّاعية للسلام والأمن والحريّة وحفظ كرامة الإنسان. فأهل غزّة مكلومون، يعانون الحصار والتجويع والقتل وقطع الماء والكهرباء... ومع ذلك هم مرابطون، صامدون، في أنفة وشموخ، مؤكدين على تمسكهم بأرضهم ولو بقي نفر واحد على قيد الحياة بالقطاع. وهذا يعتبر درسا في النخوة والشهامة وعزّة المسلمين.
الفرق واضح بين من يقول ربّي الله، ويتّبع المدرسة المحمّديّة في الجهاد والدّفاع عن الأرض والعرض، وبين المعتدي الغاصب الذي لا دين له ولا يتّخذ سوى مشروع الإبادة وسفك الدماء منهاجا له، أسوة بداعميه من الغرب الذين قضوا على سكان الأراضي الأصليين، ونعني بذلك إبادة الأمريكان للسكان الهنود الأصليين منذ قرنين. لذا، لا غرابة في سلك مثل هذا المنهج من قبل الابن المدلل لأمريكا، العدو الصهيوني على أرضنا المقدسة فلسطين.
فلسطين ستضلّ أرض عربية مسلمة. وما تعيشه الأوطان العربية من وهن وضعف، أيقظت سباته حرب غزّة الأخيرة، وهي في تقديرنا فرصة تاريخية لعملية الفرز.. فرز الصادق من الكاذب.. وفرز التحرك العملي من الشعبوية التي تبيع الشعارات الزائفة والمطبّعة ضمنيا.
هل يستفيق العرب؟ أرى أنّه من الأجدر أن نظيف كلمة لهذا السؤال حتى يستقيم، ليصبح كالتالي: هل يستفيق الحكّام العرب؟ لأنّ هذه الحرب كشفت أنّ العرب فاستفاقة وأنّ القضيّة الفلسطينية حاضرة في وعي كل مسلم على اختلاف سنّه. وأنّ الأقصى هي ثالث الحرمين لا جدال في ذلك. فقد أتت هذه اللحظة على طبق من فضّة لتوحيد الصفوف من "صنعاء" إلى "نواق شوط".
ورغم ارتفاع عدد الشهداء والضحايا والجرحى، فإنّنا نقول لأهلنا في غزّة وفلسطين عامّة: إنّما النصر صبر ساعة، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
فلسطين ستضلّ قضيتنا وبوصلتنا، وستعلو الحناجر هتافا ودون كلل: " الشعب يريد تحرير فلسطين"، حتى تحرّر كل فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -