الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة الروائية

بهاء الدين الصالحي

2023 / 10 / 15
الادب والفن


الرهان : رؤية جيل لليهود
قراءة اولية في رواية صهر الحديد لأمل زياده
من يصنع الوعي هو من يستطيع ان يتوافق مع العقل الجمعي الحقيقي المطمور خلف حملات العلاقات العامة التي تقودها الدول لتعيد تشكيل العالم علي عكس منطق الأشياء ،لأن المجتمعات هي قاعدة الخلق لما فوقها ، هنا يصبح الرهان علي المشترك من الإنسانية للخروج من مأزق التكريس الدعائي المنظم ،
في ذلك الإطار تأتي رواية صهر الحديد كتحدي سردي حيث تأتي أحداث الرواية للرهان علي فكرة الاختراق الإنساني لقسوة مجتمع دون اخر وأن المتبقي يسهل الرهان عليه شريطة ان نستطيع التمسك بإنسانيتنا ،وهنا فكرة العلم الممزوج بالإنسانية كأداة لمقاومة العدو الجاثم علي فلسطين، علاوة علي قدرة ذلك العدو علي اختراق المجتمع الدولي ،وهنا المأزق ان تناول الموضوعات ذات الإيقاع النفسي المتعلق بالتاريخ النفسي للمجتمعات ،لنقول ماهي الرسالة المراد توصيلها وماهو تأثير طبيعة الكاتبة علي طرح المفهوم بحكم قدرة المرأة علي التجاوز والغفران .
البعد الموضوعي وقدرته علي اختراق البيئات المكانية فوحدة القضية مع تعدد بيئات متعددة ،تايلاند ففلسطين المحتلة ثم ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ثم غزة وعاصمة الاحتلال، ولكن طبيعة المهنة جاءت في صالح العمل الروائي فلم تغرق في توصيف العدو وكأن الإيقاع الحركي القادر علي اجتذاب وعي المتلقي، مع القدرة علي تقطيع المشاهد في تفاصيل صغيرة وكأن تقنية الخبر كمعطي عقلي وتقنية حيث يتم تحديد أولويات الأهمية وترتيبها حسب تصاعد الأحداث، هنا تبدو الفصل الأولى في الرواية مهارة صحفية تلامس الرواية ، ولكن ربما كان المبرر الفني وهو ما يطلق عليه مفردات اللغة الفنية والتي تعبر في محتواها عن ادراك الكاتب للأهمية النسبية لعنصر عن أخر وبالتالي يتعلق ذلك برؤية الكاتب المعرفية، ومن هنا تأتي التهيئة العقلية لبروز تمارا تلك البطلة التي تجسد عدة اعتبارات :
تأتي الرواية في إطار تمجيد دور المرأة الفلسطينية ودورها في المقاومة من خلال صناعة الشخصية حيث جاءت تمارا اختزلا لفلسطين القادرة علي استيعاب الجميع علي الرغم من عدوانيتهم المنظمة .
القدرة علي استلاب العدو من خلال ادراك نقاط الضعف داخله ،هنا يكمن ذكاء البناء الفني للرواية في كون البيئة الأمريكية هي المشترك مابين نهاية حلم دانيال الإنساني بحكم موت ابنه علي يد متشردين علي ارض أمريكا وكأن هناك وجه اخر لامريكا لم يعبأ دانيال به .
التناقض مابين سوء النية المبيت لدي دانيال والبعد الإنساني الراقي لدي تمارا حيث يخلق العلم نوعا من التجاوز لازمة الواقع المصطدم بطبيعة الحال، وبالتالي تجريد فكرة الصراع من سلاح يعبر عن فكرة عنصرية مسبقة وبالتالي تم توظيف الديني لصالح العسكرية، في مقابل فكرة الإنسانية المؤدية للوحدة والتعايش السلمي .
طبيعية التصرفات الإنسانية للأبطال علي الرغم من انتماءاتهم المتناقضة ،ومن تم توظيف فكرة الميل الفطري لدانيال وهو مسمي مسيحي وهو من سكان ٤٨ ولكن لغة المصلحة القائمة علي فكرة المصلحة ولعل وجود الجيل الجديد الذي قتل دانيال من أجله ليكون الموت مساوي للحياة .
ومن هنا فكيف نفسر عفوية تمارا تلك المرأة التي مثلت مع دانيال نهاية قادرة علي خلق نوعا جديدا من الأساطير الحديثة ليكون الإنسان هو فارس المستقبل .
تتنازل الروائية هنا عدة هواجس : اولا فكرة العمل الصحفي حيث الحقيقة نقصي الحقائق وفكرة القصة الصحفية كأحد فنون المهنة ،وهو ما تحقق في الفصل الأول للرواية .
الأنثى الام الباحثة عن صورة للعالم قائمة علي التوافق الإنساني والقدرة علي العطاء وادراك مخزون الإنسانية الكامن لان واهب الحياة يصعب عليه سلبها .
اكتشاف آفاق جديدة لإمكانية تجاوز آفاق الصراع المتدامي بفعل التوجيه الصهيوني.
يبقي الأمر مرهون سواء كان تناول امل زيادة او محمد آدم وغيرهم كثيرون لم يتيسر لي قراءتهم حول استدعاء اليهود داخل فلسطين المحتلة كمادة رئيسية للعمل الروائي ،ولعل ذلك يعود الي عدة اعتبارات معرفية متعلقة بموقف هذا الجيل من القضية المحورية التي تمحور حولها الصراعات الفكرية مابين التيارات المتصارعة علي ارض الواقع .ولعل فكرة اعرف عدوك ولكن بمنطق مغاير حيث يكون العنوان الرئيسي :
يسقط الطغاة عندما نعرف من هم الطغاة .
ومن هنا كانت العقدة الرئيسية الصراع الداخلي مابين أبطال الرواية حيث بذور التحول من خلال الخطوط المتوازية لتكون المفاجأة الدرامية التي تخلق نوعا من الادهاش المباشر والذي يحمي من فتنة الاستسلام لاعتيادية السرد .
ولعب نهاية الرواية في حال ربطها ببدايتها تطرح اشكالية جدلية الإنساني مع العنصري وذلك تأكيدا علي فكرة هشاشة العدو النفسية، كذلك استحالة تقابل تمارا الانسانة مع دانيال الصهيوني مصلحة الفلسطيني أرضا وميلادا.
تبقي الرواية مساهمة معرفية من جيل أراد مساهمة فنية في إثبات تصور ان المحتل الجاسم علي ارض فلسطين يسهل اختراقه عندما نمتلك علما نعبر به عن انسانيتنا الني تقهر تحت وطأة العداء الايديولوجي الذي يجهض مزيدا من الفرص الإنساني، هنا يصدق مقولة ان الكاتب يبحث عن الإنسان النوعي ليجيب عن سؤال محدد ؟ ماهو الإنسان .
رواية تستحق القراءة بما تحمله من دلالات تأويلية ،قابلة لملء مساحات من الغموض في الواقع لابرار هويتنا المرتحلة خوف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا