الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة الحزب الشيوعي اليوناني في اللقاء الأممي ال23 للأحزاب الشيوعية و العمالية في إزمير

الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)

2023 / 10 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نحيِّي اللقاء اﻷممي ال23 للأحزاب الشيوعية و العمالية، ونشكر الحزب الشيوعي التركي على الاستضافة مُعربين عن تقديرنا لرفاقنا الأتراك الذين نناضل معهم بتنسيق من أجل تعزيز النضال المشترك والتضامن بين الشعبين الجارين، ضد التحالف الإمبريالي للناتو والطبقات البرجوازية والحكومات والأحزاب التي تخدم مصالحها، من أجل إسقاط النظام الاستغلالي وبناء الاشتراكية في منطقة ذات أهمية استراتيجية خاصة.

و ندين العدوان العسكري القاتل الذي تشنه دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة و حصارها الهمجي الذي تدعمه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ونطالب بوقف فوري لهذه الإبادة الجماعية. إننا نُعرب عن تضامننا الكامل مع النضال البطولي للشعب الفلسطيني و مع كفاحه العادل. و نوحِّد صوتنا معه و مع شعوب أخرى، من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الإنساني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

و نعرب عن تضامننا الأممي مع جميع الشعوب ونضالاتها، مع حزب كوبا الشيوعي و شعبها، ونطالب بإنهاء الحصار الذي فرضته الإمبريالية الأمريكية و إنهاء أي تدخل في الشؤون الداخلية لكوبا.

و نقف إلى جانب الأحزاب الشيوعية التي تواجه حظر نشاطها و الملاحقات المناهضة للشيوعية، وندعم نضال الحزب الشيوعي الفنزويلي وندين القرار غير المقبول للمحكمة العليا بتعيين قيادة مزيفة للحزب الشيوعي، مما يضع في الممارسة الحزب الشيوعي الفنزويلي خارج الشرعية، بعد تدخل جرى بمسؤولية الحكومة والحزب الاشتراكي الحاكم بهدف قمع صراع الشيوعيين.

تؤكد التجربة الدولية التي يفحصها اللقاء اﻷممي ال23 للأحزاب الشيوعية و العمالية على تعزُّز هجمة رأس المال و تراجُع الدخل الشعبي الفعلي، و إسقاط حقوق اجتماعية و تأمينية و عمالية، و على بقاء التضخم و الغلاء والبطالة عند معدلات عالية، و توسيع أشكال التوظيف المرنة و زيادة وقت العمل، و تسليع خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية والصحة بنحو أبعد، مع تتفاقم مشكلة الإسكان الشعبي.

ثقيلة جداً هي عواقب غياب التخطيط المتكامل والبنية التحتية اللازمة للوقاية من الحرائق والفيضانات و مواجهتها و للحماية من الزلازل التي أودت بحياة الآلاف من البشر و دمرت الممتلكات العامة كما حدث هذا العام في تركيا واليونان وغيرها من البلدان.

و يزيد الفقر كما و الحروب الإمبريالية من موجات اللاجئين والمهاجرين الذين يواجهون الاستغلال الرأسمالي والعنصرية و رُهاب الأجانب، ويقعون ضحايا لدوائر النخاسة ويفقد الآلاف منهم حياتهم. يمد الحزب الشيوعي اليوناني يد التضامن للاجئين والمهاجرين، ويناضل من أجل حقوقهم، ويعتني بتنظيمهم في النقابات و بانتظام العناصر اﻷكثر طليعية منهم في الحزب الشيوعي.

إن الاستنتاج هو واضح:

فالنظام الاستغلالي المُستند إلى سلطة الطبقة البرجوازية و الملكية الفردية الرأسمالية لوسائل الإنتاج والذي تتمثل قوته الدافعة في ربح الاحتكارات، قد تجاوز حدوده التاريخية. إنه يغدو أكثر رجعية وعدوانية وخطورة. حيث يشتدُّ استغلال الطبقة العاملة، ويزداد وضع الشعوب سوءًا، و يتعزز القمع الممارس من قبل الدولة وأرباب العمل، كما و العداء للشيوعية. و يقود فرط تراكم رأس المال إلى أزمة رأسمالية جديدة، كما يُظهرُ تباطؤ الاقتصاد الرأسمالي والركود في ألمانيا.

و يتواجد ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الأخضر والرقمي في خدمة رأس المال الكبير، مما يصوغ أصفاداً جديدة للعمال في جميع أنحاء العالم، و يُفاقم من حدة التناقض بين رأس المال والعمل. و تتواجد مطاردة الربح الرأسمالي خلف تدمير البيئة و ما يسمى بتغير المناخ، الذي يُستخدم كذريعة لتبرير سياسات الحكومات البرجوازية المناهضة للشعب.

و في كل بلد، يُفرض على كل حزب شيوعي في هذه الظروف تعزيز مطلبيته و أن يتدخَّل بنحو حاسم في الصراع الطبقي، و أن يعزز علاقاته مع الطبقة العاملة مع تحمل مسؤولية التنوير وتنظيم النضال في صدام مع الاحتكارات والرأسمالية. إننا على عِلمٍ بالوضع السائد في الحركة الشيوعية وبالعواقب الثقيلة لأزمتها الأيديولوجية والسياسية، ولكن من واجب الشيوعيين أن يمسكوا بطرف الخيط حتى في أصعب الظروف، وأن يستنفدوا كل الإمكانيات وأن يجمعوا بين الصراع اليومي و واجب إعادة البناء الثوري مع الأخذ في الاعتبار أن عصرنا يعبر عن ضرورة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية.

إن إعادة البناء الثوري هي ذات طابع مُلحٍّ. حيث نواجه تفاقم المزاحمات الإمبريالية للسيطرة على الأسواق والمواد الأولية وطرق التجارة ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي هي سبب الحروب الإمبريالية، كتلك التي تعيشها الشعوب اليوم في أوكرانيا، و التي هي حرب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ضد روسيا الرأسمالية.

لقد عاش الشعبان الروسي والأوكراني معا لعقود من الزمن في بناء المجتمع الاشتراكي الجديد، و جابها معا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، و هما يقتتلان اليوم من أجل مصالح الاحتكارات الأمريكية والأوروبية والأوكرانية والروسية، و يُحصيان وقوع عشرات الآلاف من قتلى و المعاقين.

لقد ثَبُت أن الثورة المضادة و إعادة تنصيب الرأسمالية في الاتحاد السوفييتي ودول البناء الاشتراكي كانت مأساة للشعوب.

و بعد الثورة المضادة، توسعت الإمبريالية الأطلسية في أوروبا الشرقية، ودعمت في أوكرانيا قوى فاشية و مؤيدة للفاشية شرعت بدورها في اضطهاد الشيوعيين والشعب الذين يقطن منطقة دونباس. و على الرغم من ذلك، بغير استطاعة هذه التطورات أن تبرر الغزو الروسي غير المقبول للأراضي الأوكرانية. إن الطبقة البرجوازية والدولة البرجوازية الروسية وحكومة بوتين، و حوامل الثورة المضادة و العداء للشيوعية، الذين يتحملون نصيبهم من المسؤولية تجاه تعزيز القوى الفاشية في أوكرانيا اعتباراً من عام 1991 و حتى عام 2014، أقدموا على غزو أوكرانيا عام 2022 من أجل الترويج لخطتهم الخاصة للسيطرة على المنطقة في مواجهة خطة الناتو المقابلة، مع الشعبين ضحايا لذلك. إن الحرب تُشنُّ بمسؤولية من الطبقات البرجوازية ومن أجل مصالحها وهي حرب إمبريالية على كلا الجانبين وهذه مسألة حاسمة من أجل موقف الشيوعيين.

منفصلٌ عن الواقع هو الموقف القائل بأن الطبقة الحاكمة الروسية وبوتين تولّوا تطهير أوكرانيا من الفاشيين. إن ما هو مؤكد أن الغزو الروسي أسهم في ما يسمى بتخليص أوكرانيا من الشيوعية. إن الفاشية هي ربيبة الرأسمالية، و يرتبط النضال ضدها بنحو مباشر بالنضال من أجل إسقاط النظام العَفِن الذي يستخدمها كقوة احتياطية من أجل أغراضه الخاصة.

تتعزز الحرب في أوكرانيا، و تقود كلٌ من قرارات قمة الناتو في فيلنيوس وانضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الأوروأطلسي وتزويد الجيش الأوكراني بأنظمة أسلحة حديثة في ترابط مع تشديد هجمات الجيش الروسي، إلى التصعيد وخطر توسيع نطاق الحرب.

وتتفاقم حدة المزاحمات الإمبريالية. و تأخذ المزاحمة الجارية بين الولايات المتحدة والصين على موقع الصدارة في النظام الرأسمالي أبعاداً كبيرة في المجال الاقتصادي والجيوستراتيجي، في منطقة المحيط الهادئ الهندي، وأفريقيا، والشرق الأوسط، و الخليج والبلقان ومناطق أخرى.

و على حد السواء يروَّج على المستوى الدولي لمصالح مناهضة للشعوب في كِلا الكتلتين "الأورو-أطلسية" و "الأوراسية" التي هي قيد التشكُّل - و يتخلل ذلك تمظهر تناقضات ضمن كلاهما. حيث خادعة هي التطلعات التي تغذى بشأن دور البريكس. إن الاحتكارات التي تتواجد في نواة مجموعة البريكس، تزاحم احتكارات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتتجاوز حصة البريكس في الناتج لإجمالي العالمي حصة مجموعة السبع، ويجري الآن ضمُّ دول رأسمالية أخرى، كالسعودية و مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة والأرجنتين وإثيوبيا. حيث يزداد تشابك عقدة العلاقات الإمبريالية البينية بنحو أبعد.

إن ما يسمى بالعالم متعدد الأقطاب الذي تروج له القنوات البرجوازية من أجل دمج وعي الجماهير، يعبر عن حركة النظام الإمبريالي في أيامنا، لا عن اتجاهات تقدمية، و ليس بمقدوره في كل الأحوال "ترويض" التناقضات الإمبريالية البينية، التي تقود إلى قيام الحروب والتدخلات الإمبريالية. و عديمة اﻷساس هي الرؤى التي تغذى و مفادها أن من الممكن وجود عالم مسالم" دون الإطاحة بالهمجية الرأسمالية، من خلال إعادة تشكيل الأمم المتحدة أو عبر قيام أنظمة أمن إقليمية. و تنشأ عملياً اليوم تحالفات جديدة و محاور و محاور مضادة، و يتعايش تنافس و تعاون الدول الرأسمالية المنضوية في هذا التكتل أم سواه، بمعزل عن شكل التحالف الذي تختاره. حيث تحتفظ الصين التي تتصدَّر مجموعة البريكس و التي هي دولة دائنة، بعلاقات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة، حيث تقوم احتكارات الصين بتصدير رأس المال إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأفريقيا و جميع أنحاء العالم.

إن منطلق الحركة الشيوعية هو أن الإمبريالية هي الرأسمالية الاحتكارية، و أنها المرحلة الأخيرة للنظام الاستغلالي و هي لا تُختزل في السياسة الخارجية الأمريكية أو في تدخلات الناتو والاتحاد الأوروبي.

إن سيطرة الاحتكارات تتخلل كافة الدول الرأسمالية، وكل دولة، في تناسب مع قوتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية ضمن إطار النمو غير المتكافئ، و تحتل موقعها الخاص في النظام الإمبريالي، و تسعى نحو الارتقاء الاقتصادي والجيوستراتيجي، مستفيدة من مشاركتها في هذا الاتحاد الإمبريالي أم سواه، حيث تسجَّل تحولات في تناسب القوى و عمليات إعادة ترتيب.

إن النظام الرأسمالي لا يُؤنسن. إن الحكومات المسماة تقدمية التي تستخدمها الاشتراكية الديمقراطية من أجل إدارة النظام، تقوم بالحفاظ على القاعدة الاقتصادية للرأسمالية و على الدولة البرجوازية، و تعيد إنتاج المآزق التي تواجهها الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، في أمريكا اللاتينية و أوروبا و في جميع أنحاء العالم، بالتناوب مع الأحزاب الليبرالية.

و من المفروض فيما يخص هذه المسائل و سواها و التي توجد بشأنها خلافات ذات أهمية استراتيجية، تشديد النقاش والصراع الأيديولوجي السياسي. إن الأحزاب الشيوعية مُطالبة بالحفاظ على موقف نضالي مبدئي مستقل تجاه طبقة بلدانها البرجوازية، تجاه كل طبقة برجوازية و ضد كل تحالفاتها الإمبريالية. و من هذا اﻷمر سيُحسمُ ما إذا كانت الحركة الشيوعية ستكافح العوامل التي تشل حركتها و ما إذا كانت ستسلك مسيرة إعادة تنظيمها الثوري، آخذة في الاعتبار أن عصرنا يعبر عن ضرورة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية وأن طابع الثورة هو اشتراكي.

إننا ندافع عن مبادئ الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي، و السلطة العمالية، و التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج، والتخطيط المركزي العلمي، التي تتعرض لهجوم منظم. فما من أية علاقة للاشتراكية بالحفاظ على الاحتكارات، و معيار الربح، و معاملة قوة العمل كسلعة، واستغلال رأس المال للطبقة العاملة. إن ما يسمى باشتراكية السوق يديم النظام الرأسمالي.

حاسمة هي المسائل المذكورة أعلاه حاسمة بالنسبة للحركة الشيوعية اﻷممية، و تليها تراتبياً مسألة بالغة الأهمية، هي مسألة الإعلام و قنوات الاتصال. و أكثر من ذلك اليوم، لكون اﻷحزاب ممتلكة لأدوات إعلامية مختلفة، مثل SOLIDNET، التي تعرض آراء جميع اﻷحزاب الشيوعية المشاركة في اللقاء اﻷممي للأحزاب الشيوعية و العمالية. فمنذ اللقاء اﻷممي الذي أجري في هافانا حتى لقاء إزمير، استخدم 75 حزباً موقع SOLIDNET ونشرت إجمالاً ما يتجاوز 1150 وثيقة و أخبار و معلومات. إن الحزب الشيوعي اليوناني، الذي يضطلع بمسؤولية SOLIDNET، منفتح على الاقتراحات البناءة من اجل التحسين اﻷبعد لقناة إعلام اﻷحزاب الشيوعية هذه.

يتصدَّر الحزب الشيوعي اليوناني النضال ضد الحرب الإمبريالية وضد مشاركة البلاد في خطط الناتو، ومن المهم جداً هو حفاظ حزبنا إلى جانب العشرات من اﻷحزاب الشيوعية و منظمات الشباب الشيوعي، من جميع أنحاء العالم على موقف متسق ثوري، حيث أدان مع هذه اﻷحزاب الحرب الإمبريالية الجارية بين "لصوص". هذا و بلغت تحركات الحزب الشيوعي اليوناني والشبيبة الشيوعية اليونانية المئات خارج قواعد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في جميع أنحاء البلاد، و ضد تورط اليونان في الحرب، و من أجل قيام الفكاك من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بضمان من قبل السلطة العمالية.

إن تشديدنا لنشاطنا هو ردنا على الهجمات التي نظمتها "مراكز" مختلفة ضد الحزب الشيوعي اليوناني، بمشاركة مجموعات انتهازية سيئة السمعة، مفتقدة لأية مرجعية عمالية شعبية، كما و أحزاب متواجدة في انحطاط.

و يتصدَّر الحزب الشيوعي اليوناني الصراع الطبقي و نضالات الطبقة العاملة و المزارعين والعاملين لحسابهم الخاص في المدن، و نضال النساء والشباب المتحدرين من أصول عمالية شعبية وفق معيار حاجاتهم. و يصطدم مع رأس المال و سلطته، وسياسة حكومة حزب الجمهورية الجديدة الليبرالي، وحزبي الاشتراكية الديمقراطية: سيريزا والباسوك، و مع الصنائع اليمينية المتطرفة - الفاشية.

يعبر الشيوعيون والشيوعيات عمليا عن تضامنهم مع المتضررين من الحرائق والفيضانات الكارثية الأخيرة. و يشاركون في التحركات ويدينون مع الشعب سياسة الاتحاد الأوروبي والحكومة والأحزاب البرجوازية التي تواجه حاجات الشعب من منظور تكلفتها ومنفعتها لمصالح وأرباح رأس المال الكبير.

و يحظى النشاط الغني لجبهة النضال العمالي "بامِه" - التي تشكل تجمعاً ذي توجه طبقي في الحركة النقابية، و الذي يناضل عبره الشيوعيون وغيرهم من المناضلين ممن يؤمنون بالصراع الطبقي، بدعم العمال و العاملات و تقديرهم.

و تبوئت قوى "بامِه" مرتبة القوة الثانية في كونفدراليتي القطاعين الخاص والعام، مسجلة نسبة تزيد عن 20%، و حصلت على المرتبة الأولى في مركز أثينا العمالي، الذي هو أكبر مركز عمالي في البلاد، وفي مراكز عمل أخرى في مدن متفاوتة الأحجام، و في اتحادات قطاعية و عدد كبير من النقابات، التي تتصدر تنظيم الإضرابات الكبيرة و غيرها من أشكال النضال العمالي ضد الحكومة ورأس المال والقيادات النقابية التوافقية.

هذا و أعرب الطلاب عن تقديرهم لنشاط الشبيبة الشيوعية اليونانية، و أبرزوا هذا العام للسنة الثانية، الفصيل الطلابي الذي تدعمه الشبيبة الشيوعية اليونانية في المرتبة اﻷولى، و الذي حقق نسبة 35٪.

هذا و كان للصراع الأيديولوجي السياسي المثابر طوال الفترة السابقة تأثير محفز على المعارك الانتخابية التي خاضها الحزب الشيوعي اليوناني في شهري أيار-مايو و حزيران-يونيو 2023 و هو الذي قاد بنحو مشترك مع المواجهة مع حكومة حزب الجمهورية الجديدة وسياستها، مع الكشف عن دور الاشتراكية الديمقراطية المناهض للشعب و عن التماشي الاستراتيجي لحزبي سيريزا و الباسوك مع الحكومة، إلى تحقيق نتائج انتخابية إيجابية للحزب الشيوعي اليوناني في ظل تناسب إجمالي سلبي للقوى.

إن زيادة نسبة الحزب إلى 7.7% و عدد نوابه إلى 21، وزيادة القوة الانتخابية للحزب الشيوعي اليوناني في المراكز الصناعية الحضرية الكبيرة واحتلاله المركز الثالث في مقاطعة أتيكي أكبر مقاطعات البلاد، يمنح العزم للنضال من أجل مصالح الطبقة العاملة والشرائح الشعبية.

من المهم الإشارة كتجربة للحركة الشيوعية، إلى أن الدور المهم لتحرير القوى العمالية الشعبية و لمواكبتها للحزب الشيوعي اليوناني، كان قد تحقق من خلال المواجهة المستمرة مع حزب سيريزا الاشتراكي الديمقراطي، باعتباره حزباً برجوازياً متواجداً في خدمة الاحتكارات.

لقد أُحقَّ الحزب الشيوعي اليوناني سياسياً بشأن موقفه في الفترة 2012-2015 في مواجهة صعود الأوهام الاشتراكية الديمقراطية الناجمة عن التعزيز الانتخابي لسيريزا في ذلك الوقت، وعلى الرغم من الخسائر الانتخابية التي مني بها حزبنا، إلا أنه بقي منتصب القامة، ولم يُجمِع على دعم التداول الحكومي البرجوازي.

و تذكرون جميعا أن حزب سيريزا، الحزب الانتهازي، الذي غذيت تجاهه لدى أحزاب شيوعية توقعات كاذبة، تحول إلى عمادٍ أساسي للاشتراكية الديمقراطية و للإدارة البرجوازية في اليونان، و جرت الدعاية له زعماً أنه "قوة انقلابية" في أوروبا و جميع أنحاء العالم.

و كان قد حكم لمدة 5 سنوات وفرض مذكرات على الشعب، وسياسات قاسية مناهضة للشعب، ودعم رأس المال الكبير بكل الوسائل، ودمج البلاد بنحو أعمق في الاتحاد الأوروبي و في خطط الناتو، و قام بتوسيع القواعد الأمريكية.

وبعد الهزيمة الساحقة التي مُني بها في الانتخابات الأخيرة، تجري الآن محاولات لإعادة تشكيل هذا الحزب كما و الاشتراكية الديمقراطية بنحو أشمل.

حيث يُبرزُ باعتباره "منقذاً جديداً" أحد مالكي السفن الذي هو رجل أعمال والرئيس الجديد لحزب سيريزا الذي كان نتاجاً ل"أنبوب الاختبار" الأمريكي و لمخططات الطبقة البرجوازية.

لقد كانت مسيرة انحطاط هذا الحزب منتظرة وهو مثال آخر على الطابع الحقيقي المناهض للشعب للاشتراكية الديمقراطية المذنبة، و على المنطق الخطير القائل بالبحث عن "أهون الشرين"، وهو ما يؤكد على ضرورة تخلص الحركة الشيوعية من أوهام كانت قد غذيت لسنوات حول الأحزاب والحكومات اليسارية التقدمية و حول الاشتراكية الديمقراطية.

يواصل الحزب الشيوعي اليوناني نضاله بمزيد من القوة. هذا و حصلت مؤخراً القوائم المدعومة من قبل الحزب الشيوعي اليوناني في الجولة الأولى من انتخابات البلديات و المقاطعات على أصوات آلاف جماهير القوى الشعبية، محققة نسبة تتجاوز ال10% (مقارنة بنسبة 6,8 % التي حققتها في انتخابات عام 2019) و بنسبة 7,69 التي حققها الحزب في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في حزيران-يونيو. و كان رئيس بلدية شيوعي قد انتخب في الجولة اﻷولى في جزيرة إيكاريِّا، في حين حصل رئيس البلدية الشيوعي في ثالث أكبر مدن البلاد، باترا على نسبة 41% و سيخوض معركة إعادة انتخابه في الجولة الثانية. و يخوض الشيوعيون معركة الجولة الثانية في 5 بلديات. و جرى انتخاب المئات من الشيوعيين و مواكبي الحزب كمستشارين في المجالس البلدية والإقليمية.

و يقدر حزبنا إجمالاً في إطار تناسب القوى السلبي، بأن تيار التشكيك في السياسة المهيمنة وطابعها الطبقي والأحزاب والحكومات التي تخدمها و دولة رأس المال، يتعزز و إن كان لا يزال ضعيفاً.

إننا نواصل بإصرار. إن المنفذ متواجد على طريق الصراع الطبقي، و في معركة تغيير تناسب القوى السياسي السلبي، وإعادة تنظيم الحركة العمالية، وتعزيز التحالف الاجتماعي للطبقة العاملة مع الشرائح الشعبية في المدينة والريف، و متواجد في تشكيل حركة عمالية شعبية جارفة ستصطدم مع رأس المال وممثليه السياسيين، ستقاوم وتطالب، و ستفتح الطريق للإطاحة بهذا النظام الاستغلالي العفن، مع تحقيق تحشيد أوسع حول الاقتراح السياسي للحزب الشيوعي اليوناني، و حول برنامجه بشأن السلطة العمالية الشعبية، من أجل الاشتراكية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران