الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واثق الجلبي .. بين استجلاء الذات وشعرية النص المسترسل

واثق الجلبي

2023 / 10 / 15
الادب والفن


قراءة / رحيم خلف اللامي
في موجز تحليلي نحط الرحال برحبة واحة شعرية طالما كان يتحفنا فيها صوت شاعر تدفق بشعريته وخيالات صوره التي مثلت سفرا من الابداع والتميز ، وهذا ما استنهض همتنا للوقوف امام احد نصوص هذا المعطاء لنكشف عن خفايا ما كان يخبأه من درر شعرية تعودنا ان نستقرأ بريق ضوئها في الكثير من كتاباته الشعرية التي اتصفت بتنوعها وتعدد موضوعاتها . في وقفة قصيرة نطالع فيها احد نصوص هذا الشاعر وجدنا اننا نسترسل القراءة في مقاطعها بين ارتحالات صورية بين ذات الشاعر وبين انزياحاته الذهنية التي تشكل في فحواها مرجعية تتبنى خزين لتراكمات استهلها الشاعر في نصه عبر سياق لغوي ايحائي طرح فيه خطاب موروث عقائدي استمد محاكاته عبر استحضار صوري للنص القرآني في عقيدة نشأة الخليقة عبر سياق لغوي بلاغي تقمص في تناصه الصوري استحضارا رمزيا لمواقف تكرر ذكرها في النصوص الدينية .. "ونفخت من روحي عليه ، حتى استطال " انها مرحلة استنزف حضورها واستهلها عبر باكورة البدايات الأولى التي اختزلها الشاعر في أغوار مخيلته واستعانها شكلا استعاريا للتعبير عن انطلاقته في استحضار الماضي ودعوته كحالة انبعاث تمخضت عنها ولادة نص استبطن فحواه بمغزى صوري يعبر عن خيال يداهم في سيل شحناته سكون وصفاء عقل الشاعر ليبرر فيه استنهاضا يحرك فيه شعريته بوعي او دون وعي . ان التمعن في طبيعة النص تجعلنا نقف امام استعارات شكلية تحاور في مفرداتها ما كان يصبو اليه الشاعر من رؤى حاول ان يرسلها عبر ايحائات ورموز اقتضب فيها مضامين تراكمت في قرارة روحه وذهنه وصورها عبر سياقاته اللغوية التي توازنت بايقاعها الشعري واسترسلت بنغمة وزنها الرصين .. " لكنهُ من فرطِ وجد الريح مدّ بريشه .. للغيم منتفض الجناح مغادرا" هنا تتمحور الانساق بلونها الشعري فتولد كمزيج يتأرجح في استهلاله بين الكامل والبسيط ليتنقل ذلك التلون مسترسلا ليشكل في فضاء تحولاته تقاربا وتحاورا يعطي في انسيابيته نوع من التجانس النغمي المموسق ايقاعيا بمفردات وكأن الواحدة تستدعي الاخرى في بنية لغوية متراصة وهذا ما يحسب لتنقلات الشاعر في نصه وقدرته على التوافق بين البعدين اللغوي والصوري في آن واحد . ان من المتعارف عليه ان النص التفعيلي لطالما تتضح ملامح رصانة سبكه عبر اتزانه في اساسيات نظم بنيته ومدى انسجام سياقات انساقه اللغوية والصورية . وهنا نرى هذا الجانب مستقر نوعا ما ومنضبط قدر الامكان اذ تنطلي على النص صبغة خصوصية الشاعر في الاسلوب والنمط الذي اقتفاه في كتابة نصه . " لم يشتكي هجرا لم يعرف الدمع الذي رسم ابتسامة موته شربَ الرماد ولم يعد .. يُحييه أن يُعطي لعينٍ كحلها" ان التقاطعات الصورية التي تبنى رسمها الشاعر لا يمكن حصرها واختزالها بمضمون واحد ، لانها تبعث في ذهن المتلقي تعدد ي الرؤى والافكار ، رغم ان الشاعر حاول في نصه ان يحدد فيه خارطة ذات ملامح منتجة في التعبير عبر دقة اسلوبه الذي اوحى بالمفردة دلالات أعمق في رمزيتها وفحواها ضمن عنوانها التقليدي ، اذ منحها مواقعها الملائمة التي شعر انها في المكان الأنسب بان تكون فاعلة صوريا ومتناسقة لغويا . "حتى نفختُ الروح أخرى ومددتُ أوردتي إليه ما أصعب الأقدار إن عُميتْ عليه ونفختُ ثالثة ورابعة لها .. حتى بلغتُ من السماء التاسعة ووجدتني وحدي كالسيف ملقيا على نجمِ المدار لا ماء يدركهُ ولا أنثى محار كم من يديك تكاثروا ؟ كم من حروفك .. كم من ألوفك في البحور تهالكوا ؟ لكنهم للآن .. لم يجدوا لبحرك من نهاية" متوالية مسترسلة تفرز في مكنوناتها فيض من ذلك الانبعاث الذي لا تكل ديناميكيته ولاتعجز روحه عن التوهج بالحياة . ان الاستهلاك اللغوي في استعاراته اوجد نوع من العلاقة الوطيدة التي استمدت قوتها من ائتلاف وتوافق المعاني الحسية المدركة بمشتركات صورية اعتمدت نوعا من الانسجام الذهني (النفخ / الروح / الأوردة / السماء التاسعة ، السيف ، النجم ، المدار ، المحار ، ونهاية بحر ) ، فما بين الروح والسماء انعتاق وتجلي ومابين السيف والأوردة سيل من الاقدار التي فرضت حقيقتها على عنفوان ذلك الاصرار في البعث وتدفق الحياة . واثق الجلبي يعرف كيف يستخدم أدواته الشعرية فهو متمرس في كتابة وصياغة عموميات الشعر وانواعه وله من الحذاقة انه يمتاز باجادة تامة في خلق انساقه الشعرية متداخل ومصطنع في عدة اجواء ومناخات المتلونة والتي يصوغها كل حسب نمطه وطريقة كتابته .فهو يجيد تقييم المشتركات ويعرف كيف يستثمر التقاطعات بين صنوف الشعر وبحوره ، لاسيما صياغاته التي تتموسق وفق هارمونية مختلفة في ايحائاتها ولكنها تتسق ضمن فحوى صوري متناغم ، فهاهو يستجلي كل معاني الانبعاث والولادة في ضدية السقوط وكأنه يوحي انه لا مفر من الخوض وان عاقبة الفشل لابد ان تكلل بالنجاح . انها حتما ضمنيات تتبوء استبصار يعيه الشاعر ويتفاعل في حيثياته لانه يراه الطريق الوحيد للخلاص فكل النوافذ التي كانت تغريه لم تكن في حقيقتها سوى سراب يحبه الضمآن ماءا . ان متناقضات الشعور تحتم بعفويتها استطراد مكبوت في قرارة خيالات الشاعر لانها لم تعد صادقة في كل شيء كان يحفزه للحياة ومابين هذا وذاك تبقى للذة افواهها التي تشره بالنساء خلاصة تيه وضياع ينفض منه اوجاع تتهاوى فيها وتنكسر كبرياء الكلمات عندما يخامرها البكاء صوت امرأة لا أكثر ليكتمل اللقاء بداية فقد استجمع كل قواه لينتصر . فتساقطوا .. وكأنها غدت البداية ومشيتهم .. وبقيت وحدي والطريق وفتحتُ نافذة السراب ودخلتُ عنوان الكتاب حتى خرجتُ كأنني بلقاء من أرجو دليل لا روح في الأحياء لا قلب يجمعُ صوتهم فبقيتُ أكسرُ حرفيّ الممدود ما بين النهود .. يا أي ملتثم تفرّدَ بالخدود وتلعثمتْ أنثايّ دهرا ومحوتُ من عيني ومن قلبي النساء حتى نسيتُ الدمع ان أبكي بكى فقدي اللقاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة