الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة . . الصفعة الاستباقية لمحور الشر الغربي / الجزء 4 ( ج )

أمين أحمد ثابت

2023 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف اثنان من عناصر النخب العربية – حكاما ومحكومين – حول مسألة الصفعة غير المتوقعة لإسرائيل وآليتيه الحربية العسكرية والاستخباراتية ومن مواطنيها الصهاينة ، والتي منيت بها في صبيحة يوم السبت 7اكتوبر2023م. بسقوط ( قناع الأسطورة ) المروج لها عالميا وليس في المنطقة كواجهة محورية للحرب النفسية ضد العرب وانظمتها الحاكمة . . أو للداخل الإسرائيلي للطمأنة المطلقة لمستوطنيها بوجود نظام حكم فاشي بآلة حربية لا تمنحهم فقط كامل الأمان والحماية ، ولكن بما يجعلهم – توهما ! ! - جنسا عنصريا فوق اجناس شعوب العالم وخاصة منهم اجناس شعوب منطقتنا والجنس العرب اكثر خصوصية ، ويدللون على ذلك ملموسيا . . بانتهاك الفلسطينيين ( مسلمين ومسيحيين ) كجنس عربي – داخل أراضي فلسطين المحتلة ل 1948م. ، وفي أراضي 1967م. المحتلة ، وحتى في كل من الضفة والقطاع المحسوبة واقعا حدود الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة وفق اتفاقية السلام العربي الإسرائيلي – مصادر عليه كامل الحقوق ، منتقص في صفة المواطنة للمتواجدين منهم كأصول عربية داخل ما يعرف به بالدولة الإسرائيلية مقارنة بغيرهم من الأعراق المستقدمين من مختلف بقاع الأرض كيهود موطنين – حتى أن الشعب الفلسطيني في صفة دولته الوطنية المستقلة القرار والحكم . . يجد أن الحقيقة الواقعية الحاكمة لوجوده ومعيشته وحياته مرهون بيد نظام حكم إسرائيل العنصري ، فلا دولته ( الوطنية ! ) ولا دستورها او قوانينها تحميه او تكفل وجوده وعيشه ، بل حتى منظمة الأمم المتحدة . . تفقد مسؤوليتها حتى في قراراتها حين يتعلق الامر بإسرائيل في كلية انتهاكها للقانون الدولي وقرارات . . حتى مجلس الأمن – ولهذا بالنسبة لوعي النخب العربية والإسرائيلية والعالمي تستقي معرفتها ( حسيا ) لحقيقة الحرب اللاإنسانية مطلقا لإسرائيل ضد فلسطينيي غزة – الى جانب القمع والترويع لسكان الضفة وبلداتها التابعة – شكلا – لسلطة نظام الدولة الفلسطينية او تلك المحتلة اغتصابا خلال عمليات التوسع الاستيطاني الجاري من سنوات ماضية طويلة خارج حدود اتفاقية السلام الموثقة دوليا بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي .
هذه المعرفة الحسية ل ( فهم الحقيقة ) واقعيا وفق اثبات الاستدلالات المادية – المعلوماتية الموثقة حتى صوريا بالمشاهد التفصيلية من لحظة اختراق القوى الفلسطينية للموانع الدفاعية الشاملة – التي روج لها وصورت خرافيا باستحالة اختراق ولو حاجزا واحدا منها . . حتى من قبل عناصر أي دولة اكثر تطورا عسكريا في العالم و . . ليس حماس او حزب الله كجماعتين لا تذكرا من حيث قدراتهما البدائية العتاد والخبرة الحربية الضعيفة في محليتهما الفاقدة مطلقا لخبرات العمليات الحربية الاستراتيجية والتكتيكية – بينما تمتلك الالة الحربية الإسرائيلية خبرات الحروب الكبيرة والصغيرة التي خاضتها ضمن عمليات المناورات الحربية مشاركة ضمن اعتى الجيوش في العالم قدرة وبمستخدم احدث الأسلحة المتطورة والاستخبارات وتكتيكات الحرب والقتال محاكاة افتراضية لما يمكن له أن يحدث في أي وقت كان . إذا ووفقا للثبوتيات المادية الشاهدة للحرب الدائرة على غزة إثر عملية الجهاد الإسلامي لحماس – كما يتناقل إعلاميا – بتجاوز عناصره للحواجز الأسطورية لإسرائيل والسيطرة على المستوطنات الإسرائيلية وقتل العديد من الجنود وسحب الاسرى من داخلها الى داخل غزة واخفائهم تحت الأرض ، هذا غير قدرتها غير المتوقعة استمرارها في الحرب امام الآلة الحربية الإسرائيلية وعنجهيتها في رد الفعل بالتدمير الشامل لقطاع غزة والقتل الجماعي لمواطني غزة المدنيين ، وفرض الموت البطيء جوعا وعطشا وتحت الامراض الوبائية المنتشرة بفعل تحلل الاف من الجثث المطمورة تحت انقاض المباني وفي الطرقات الى جانب هدم المستشفيات وتعطيل قدرة ما يتبقى منها من الناحية الجراحية للمصابين المسعفين او العلاجات الدوائية والكهرباء . . بل وصولا لتوقف سيارات الإسعاف لقطع البنزين والديزل في دخوله الى القطاع وانعدامه في السوق . . فقد اصبح كل شيء فوق الأرض مساوى به على سطح الأرض – وفق سياسة الأرض المحروقة .- هذا غير قصف سيارات الإسعاف ومن داخلها من الجرحى ، الى جانب توصيف وزير الدفاع الإسرائيلي القذر للفلسطينيين بأنهم حيوانات لا يستحقون البقاء – كإجازة عنصرية وحشية – في إبادة قتل اهل غزة المدنيين ك ( عقاب عام ) عن حماس المتخفية تحت الأرض وتدير عملياتها من هناك ، هذا غير الدخول السافر لامريكا وبريطانيا وفرنسا – ضد شعب غزة – الى جانب إسرائيل عسكريا وتسلحيا ولوجستيا لتفعل الالة الحربية الصهيونية ما تشاء في رد فعلها الجنوني المرضي المتوحش كما تشاء وكيفما تشاء – حتى أن اخر المعطيات في اليومين الأخيرين ظهرت بوقاحة سافرة دعوة إسرائيل للمواطني غزة بمغادرتها الى جنوب غزة عند الحدود لمعبر رفح ، بإشارة لمضمون قرار إسرائيلي وراء تلك الدعوة ب ( التهجير ) لمواطني غزة . . إن أرادوا الإبقاء على حياتهم ، ليكون موطنهم البديل في سيناء ، حيث لن يسمح لهم العودة الى غزة بعد انتهاء الحرب .
ومن خلال العرض السابق ، فإن حدث الحرب الاسرائيلية الجارية على غزة – بانتهاك كافة القوانين والمواثيق الدولية – من 7أكتوبر وحتى اليوم 15أكتوبر2023م. يتكشف واقعا وبشكل ملموس على هيئة ( صور متتالية من الحقائق الخاصة بذاتها ) وفق وعينا الذي نتفاعل من خلاله وبه في فهم ما يجري وتحديد قناعتنا ومواقفة تجاه ما يحدث حتى اللحظة – فمثلا مجرى الحدث في الثلاثة أيام الأولى منحنا فهما لعدد من الحقائق ( المستجدة ) ، والتي على أساسها اعيد بناء بعض القناعات التي كانت تحكم فهمنا وتصوراتنا و . . حتى مواقفنا وتعاملنا مع الكيان الصهيوني المنفلت عقاله حتى على الصعيد الدولي ، فأسطورة الجيش الذي لا يقهر . . قد اسقط قناعها الكاذب عبر جزئية صغيرة من المقاومة الفلسطينية ، صورة الحقيقة الأولى بسقوط الحواجز المنيعة باختراق قوى المقاومة لها والسيطرة على 7 مستوطنات تحت قبضتها وقتل الجنود الإسرائيليين وسحب منهم مع الاسرى الى داخل غزة – الحقيقة الواقعية الثانية بعد أن افاقت إسرائيل من صدمتها خلال ال 3 أيام الأولى ، تكشفت قدرة المجموعة الفدائية محدودة العدد والعتاد البدائي على مواجهة الآلة الحربية بمئات الالاف من الجنود واعتى أسلحة الدمار الشامل ، أما الحقيقة الثالثة فتكشفت في ندية مجموعة المقاومة الفلسطينية على استمراريتها في المواجهة رغم سرعة استغاثة إسرائيل لتمد بالذخائر والاليات بل والمشاركة الفعلية لامريكا وبريطانيا وفرنسا في دخولهم خط الحرب القائمة بالأساطيل والبارجات وأجهزتها الاستخباراتية والخبراء الى جانب المساندة اللوجستية الحامية لأفعال إسرائيل الاجرامية بحق مواطني غزة وهدم كل شيء فوق رؤوسهم قصفا . . الى جانب لي الحقائق وترويج الأكاذيب – ومن خلال الشواهد الملموسة سابقة الذكر تكون القناعة التي سيطرت علينا لعقود طويلة قد سقطت لتحل محلها قناعة بلا خرافية الجيش الذي لا يقهر ، بل انه اهون من بيت العنكبوت ، أما القناعة ( التوهمية ) التي سيطرت على العقل العربي عموما النخبوي والعام – والتي لم يستطع من الافراد النوعين من النخب العربي أن تقنع ذلك العقل العربي بأن حقيقة قوة إسرائيل الخرافية في المنطقة العربية ليست في ذاتها ولكن تعود لامريكا والغرب الاستعماري – ولذا فالقناعة الجديدة الحاضرة اثر هذه الحرب بأن إسرائيل صنيعة بلدان الغرب الاستعماري . . ليست ذاتها قوة تفرض نفسها علينا ، بل أن حقيقة وجود قوتها التفوقية ترجع لأمريكا وذيولها الأوروبية ، والذي دونها لا يمكن لها أن توجد او يستمر وجودها ، فحقيقتها يمكن ابتلاعها بيسر عبر محيطها العربي . . حتى المصغر الممثل بالبلدان المحادة لها – ووفقا لهذه القناعة العامة المستجدة إن لم نقو عربيا – في ظل ظرفية التسيد الأمريكي النافذ على المنطقة العربية والشرق أوسطية بنزعاتها الفاشية المغامرة لفرض نفسها قطبا فوق العالم بأسره ، وهنا تحديدا في الشرق الأوسط كوريثة للغرب الاستعماري الأوروبي القديم ، حيث تهدد لحرق العالم بحرب عالمية ثالثة تولد من خلال الحرب الجارية على غزة . . إن لم تجر الأمور وفق مشيئتها وذلك كإشارة ضمنية موجهة الى كل من روسيا والصين – ولذا عند استجلاء صورة هذه الحقيقة كقناعة في وعينا – نحن نواجه أمريكا واروبا وليس إسرائيل – وما تستجد من قناعات لدينا قد لا تكون هناك إمكانية واقعية بظرفية خاصة ( على المدى القريب والبعيد المستقبلي ) على انهاء وجود إسرائيل بكيانه المحتل لفلسطين ، ولكن اصبح جليا لنا يمكن لنا لجم عنصرية النظام الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين ولجم فاشيته الحربية تجاه البلدان العربية المجاورة ، وافشال نزعاتها الاستيطانية التوسعية عبر ما تفرضه متجهات الحرب الراهنة إما في توسع الحرب لتشمل المنطقية وتذهب خطورة نحو حرب عالمية شاملة او العودة عمليا كحل لنزع فتيل هذه الكارثة بقيام دولتين مستقلتين ووفقا لقرارات مجلس الامن الدولي والاجماع الاممي – وهو السبيل الوحيد لانهاء تاريخ الصراع والعيش بسلام لجميع الأطراف ، والذي سيفرض نفسه في الوقت القادم غير البعيد من زمن الحرب القائمة الان ، بكونه الحل الوسطي المانع لمواجهة حربية متفجرة قادمة بين البلدان الكبرى الخمس في عضوية مجلس الامن ومنقسم العالم حلف بين تكتلين يمثل طرفه الأول روسيا والصين بينما يتمثل الطرف الثاني في التكتل الغربي الأمريكي والبريطاني والفرنسي بإضافة ألمانيا اليهم .
ومما سبق نكون قد خضنا تفصيلا في فهم مجرى الحرب الإسرائيلية على غزة ، فهما يقوم على محصلة ( حقائق واقعية ) ملموسة واضحة وبشكل يومي – ولكننا سنذهب في الجزء القادم نحو اكتشاف ماهية ( الحقيقة الاصلية ) وراء ما جرى ويجري ؟ ، ولماذا قامت هذه الحرب ؟ ، وما هي المفرزات القادمة لهذه الحرب – المكملة لأصل الحقيقة ؟ ، وهي التساؤلات التي ستوقفنا بإجابات تحليلية واستنطاقية حول ( اصل الحقيقة ) للحرب الجارية كامن في مجموع تلك الحقائق المدركة لدينا خلال مسار هذه الحرب الدائرة ، أما أنه مخفي وغائب عن عقلنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه