الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأولوية لحماية المدنيين ووقف حرب الإبادة والتهجير

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 10 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


ما الجوانب التي يتوجب التركيز عليها في التغطيات الإعلامية الفلسطينية والعربية لإظهار حجم ما يتعرض له أهالي قطاع غزة؟ من المهم إبراز الجوانب والمقولات التالية:
- الحرب في غزة هي حرب على الشعب الفلسطيني كله وعلى حقوقه الوطنية وليس على فصيل بعينه أو على المجموعات المسلحة.
- الحرب وما يتخللها من فظائع هي محاولة لانتشال الروح المعنوية الاسرائيلية المتهاوية، واستعادة صورة قوة الردع.
- المسألة الرئيسية في كل قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هي الاحتلال الطويل والذي فشلت كل الجهود الدولية في إنهائه، وإيجاد أمل للفلسطينيين في أن يعيشوا بحرية وكرامة على أرض وطنهم.
- مهما قيل عن عملية طوفان الاقصى وتبعاتها، فهي استهدفت أساسا المراكز والقيادات العسكرية على امتداد قطاع غزة وهي إحدى عشرة نقطة كلها ساهمت في التنكيل بالشعب الفلسطيني وارتكاب الجرائم المروعة ومن بينها قتل نحو 300 فلسطيني خلال مسيرات العودة التي كانت سلمية خالصة ولم تطلق فيها أي رصاصة، والدليل على ذلك هو مقتل أكثر من 300 ضابط وجندي وشرطي، كما أن معظم الأسرى من الضباط والجنود.
- هناك شكوك أن الجيش الاسرائيلي نفذ "إجراء هانيبال" في منطقة "احتفال الطبيعة" ما اوقع عددا كبيرا من الخسائر في صفوف المدنيين الاسرائيليين، ومن الأدلة على ذلك اعلان الجيش اكتشاف 260 جثة في اليوم الثاني، و120 جثة في اليوم الثالث، كيف تكتشف هذه الجثث بعد ساعات طويلة والجيش يملك طائرات ومجسات دقيقة وادوات رقابة واقمار صناعية؟ كما منع أهالي المفقودين والقتلى من الاقتراب، وجرى تسريب أخبار عن اكتشاف وجود جثث ل 1500 فلسطيني في منطقة الغلاف.
- لجوء نتنياهو وآلة الدعاية الاسرائيلية لاختلاق قصص وبث أكاذيب عن قطع الرؤوس وذبح الأطفال واغتصاب النساء ( التي سرعان ما انكشف زيفها واختلاقها) ، هو تمهيد لارتكاب فظائع وحرب ابادة ضد غزة، وللتغطية على فظائع ارتكبها الجيش الاسرائيلي من بينها "إجراء هانيبال" للحيلولة دون تمكين الفلسطينيين من أسر جنود ومستوطنين
- الحرب لم تبدأ في السابع من أوكتوبر بل هي قائمة منذ أكثر من خمسين عاما بينها 56 عاما من الاحتلال المباشر لكل أرض فلسطين وما يتخلل ذلك من ارتكاب المجازر والمذابح اليومية، و75 عاما من النكبة التي ما زالت تلقي بآثارها الماساوية على حياة 14 مليون فلسطيني في الوطن والشتات.
الخيارات المطروحة أمام المقاومة في ظل التطورات الميدانية
- لا بد أن المقاومة تحسبت لمثل هذه الردود الوحشية، واستعدت لها، ولذلك من المهم عدم حصر المقاومة في قطاع غزة، أي جهد نضالي في أي مكان يخفف الضغوط عن المقاومة في غزة، من عناصر قوة المقاومة حفاظها على تفوقها الأخلاقي والقيمي وهو ما عبر عنه القائد محمد ضيف بوصيته للمقاتلين المستمدة من التراث العربي الاسلامي، كما أن قوة المقاومة تنبع من ثقة شعبها بها والتفاف الناس حول هذا الخيار، أما الخيارات العملية والتكتيكية فالقيادات الميدانية هي الأدرى بما يجدر القيام به، وفي جميع الأحوال يجب الحفاظ على أعلى درجات الوحدة الوطنية، والتصرف باعتبار أن المقاومة هي تعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني كله وليس عن فصيل بعينه مع جزيل الاحترام والتقدير لمن زرع وحصد ولمن بادر وضحى وخطط ودرّب وتحمل كل أعباء الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية الفارقة.
• الدور المطلوب من السلطة الفلسطينية في ظل هذه الحرب
السلطة عليها مسؤوليات قانونية وسياسية وأخلاقية تجاه كل ابناء الشعب الفلسطيني وخاصة تجاه شعبنا الممستهدف بحرب الإبادة والتهجير في غزة، لذلك على السلطة تسخير كل إمكانياتها لحماية شعبها الذي يذبح، ووقف الحرب وإيصال المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية، والتدخل لدى الأمم المتحدة والهيئات الدولية لإرسال فرق وطواقم طبية وسيارات اسعاف وكل ما يلزم لاستقبال الجرحى في مستشفيات الضفة والقدس والخارجن إلى جانب الجهود السياسية والدبلوماسية المطلوبة لفضح الرواية الاسرائيلية واستنهاض قوى التضامن مع شعبنا في كل بلاد العالم
• تأثيرات الحرب على علاقات الإقليم والتحولات المتوقعة
- المشروع التصفوي الاسرائيلي وحرب الإبادة ليست مفصولة عن خطط حسم الصراع، هذه الحرب تستفز مصر وتتعدى على سيادتها على أرضها وتوحي بأن الدول العربية معنية بتحمل نتائج الجرائم الاسرائيلية واستيعاب اللاجئين، كما أن الحرب تهدد الأردن من خلال قيام الاحتلال بخلق بيئة طاردة للسكان، ولا شك أن الحرب فضحت الطبيعة العنصرية والإجرامية لدولة اسرائيل وهو ما يمكن أن يعصف بكل جهود اسرائيل للتطبيع وتكريس مكانتها واندماجها في الاقليم.
• كيف يمكن للفلسطينيين الاستفادة من هذه الحرب لصالح قضيتهم؟.
- الفلسطينيون مطالبون اولا بالتوحد، اسرائيل أدركت الخطر الذي يتهددها فلجأت إلى وضع خلافاتها جانبا وتوحدت في مواجهتنا، نحن نواجه مخاطر أكبر بكثير مما تواجهه اسرائيل والأجدر بنا أن نضع خلافاتنا جانبا ونتحد في مواجهة المخاطر، حتى لو كان من الصعب الاتفاق على برنامج سياسي موحد يمكن الاتفاق على برنامج طوارئ لإغاثة غزة وحماية شعبنا هناك وحماية قرانا وشعبنا في الضفة المهدد من قبل ميليشيات المستوطنين، ثم إن هذه الحرب يجب أن تعيد تذكير العالم بأنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة بدون الشعب الفلسطيني الذي أثبت أنه العنصر لرئيسي في معادلة الصراع.
• تأثير الحرب على العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية
الحرب وما سبقها من عملية طوفان الأقصى ستترك آثارا كبيرة على الخيارات الداخلية من بينها تعزيز خيار المقاومة، وتبديد الأوهام حول إمكانية صنع السلام مع اسرائيل في وضعها الحالي وفي ظل توازن القوى المختل، وهيمنة قوى اليمين والتطرف، وبالتالي فإن القوى التي كانت تراهن على فرص السلام معنية بالعودة إلى رحاب الوحدة الوطنية وبذل الجهود للوصول إلى برنامج وطني يقوم على القواسم المشتركة واستراتيجية وطنية لتنظيم صمود الشعب وبقائه ونضاله من أجل الحرية والاستقلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان