الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأداري الجّلاق والحيّة المتكورة

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)

2023 / 10 / 16
الادب والفن


(1)
التهمة التاسعة للعجوز المنتحر في مدخل محكمة الدينونة هي شربه للقهوة بجرعات متتالية، والتي كانت وحسب تقرير الطبيب العدلي تعيق قدرته على الطيران إلى مدينة البقرة النائمة. رفض القبور للرائحة الزكية هو أرث الانتصار على الحياة الأبدية. تتوالى أنباء انتصارات الموت، ويتمدّد الظل الأسود. الإداري الجلّاق يذكر في تقريره الأسبوعي وفي اجتماعاته الدورية تفشي الروتين في خلق قصائد الربيع. حين ابتسمتْ نفسي المستحمّة في حوض نهديك، وغنّتْ، ثم بكتْ؛ علمتُ بأنني أرضيٌّ مثلكِ أيتها الأميرة. حاولت التخلّص من حبلك السرّي، ولكن فحيح الحيّة المتكورة تحت الوردة كان يلين عزيمتي دائما. ضجيج العالم يرتعب من صفير الوهم الكبير، ويخشى طرح السؤال الأخير. جئت أوصف دموع الألم، فخشيت من منزلتي كمريد لجدائل شرفدين. متى سيلف الصمت صيحات أسى قوقعة الأنانية الجبّارة؟ عندما تصبح قوّيا كفاية ستنشر الخيوط الفضّية لفجري الآتي من هالات القرى. جئت لأتعرّف على الذات الكلّية وقد نسيت ذاتي في خمّارة المدينة. هذا الجبل هو سنّ مؤلم يرغب اللصوص بخلع ظله ليدخلوا الظلام الذي يسبق النور. استراحة قصيرة بين جناحي الموت في ظل موسيقى صاخبة تعيد إلى أذهاننا خطايا الطفولة. منطقة الوعي المتكلسة هي أمنيات الكوجك المخادع. أصدقائي لا يأبهون لأصوات أوهام المستقبل المنحول. ما موجود وما لم يوجد يتنفس في داخلك عندما تهرب صوب الشمس النازلة.
بحر الإنسانية المتلاطم الأمواج يشكو من ندرة الأسماك المرحة فيه لذا لا تبالي بفحيح الأفاعي إن كان الوقت هو وقت الابتسام، فقط ساير الوردة.

(2)
في المزرعة، ثلاث دجاجات قررن الإضراب عن الطعام، فانزلقت البيوض عارية من قشرها. حبّات العنب المستسلمة كليّا للشمس الضاحكة جعلت من صغار العقارب عبيدا لها. البقرة الضاحكة ترقص طربا لقدوم الصّيف وتشرح لعجلها أهمية المحافظة على نبرات الخوار المقدس في كلّ الفصول. الفلاح في استراحة قصيرة قرب الطاحونة وظله يعمل تحت شمس الظهيرة الحارقة دون أن يرحم قطيع الخراف الهادئ في الجوار. الذباب في صراع مع الآلهة لتجبر إيكو على تقبّل طنينها ضمن اهتماماتها القادمة وتكون في خانة الأصوات التابعة لها. أتضح في النهاية من هو الفصل المتساهل فزمجر الشتاء قائلا: بوصفي أكبركم سنا، فلا مزيد من المساواة، ولا مزيد من التنازلات. الغزوة الرابعة والسبعون للجراد أجبر أهل المزرعة أن يغطوا وجوههم بحكايات أكل عليها الدهر وشرب. الثعالب تحفر لها أنفاق دون مشورة أخوتها من الفئران المنشغلة بالحواسم. كم تتمنى الحيّة أن ينتهي الجرذ الأعمى من بناء بيته لتلتهمه وتسكن البيت بالمجان.
المزرعة مهدّدة بالانقراض لبعد مكاتب الأمم المتنافرة عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا