الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى أين يؤدي جنون السياسة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط؟

صوت الانتفاضة

2023 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ليس من السهولة معرفة الكيفية التي ترسم بها السياسات او تصاغ القرارات في الولايات المتحدة الامريكية، فهناك تتداخل جهات متنفذة كثيرة في حياكة السيناريوهات وقيادة العالم: المخابرات، الجيش، الامن القومي، مجلسي الشيوخ والنواب، معاهد الدراسات الاستراتيجية، مستشارو الرئاسة والخارجية والدفاع، وكالات الاعلام العملاقة، الشركات الكبرى، وأصحاب رؤوس الأموال الضخمة؛ لهذا فلا يمكن التنبؤ بشكل اكيد عما يمكن ان يتخذ من قرار في هذه القضية او تلك.

الغريب ان هذه الدولة، والتي تعد قلب النظام الرأسمالي ومحركه الأكبر، بدأت سياساتها تقوم على نشر الفوضى والحروب والحصارات في كل مكان، خصوصا بعد احداث 11-9، فهي تنشر جيوشها في كل مكان في العالم، وتحرك حاملات طائراتها في بحار العالم اجمع، تسقط هذا النظام او ذاك، وتستبدل هذا النظام او ذاك، تنصب الإسلاميين هنا وتضربهم هناك، وتتعمد حرق البلدان بالحروب الاهلية، وتنشر المجاعات المفتعلة، وتقيم قواعد سرية للأبحاث البايولوجية "أوكرانيا".

اليوم هي في قمة جنونها واستهتارها وعربدتها، هذا الجنون أوصل العالم الى مراحل خطرة جدا، قد يؤدي الى نهايته، فلا يمكن التنبؤ بما ستؤول اليه الأمور في أوكرانيا او تايوان او كوريا الشمالية او حتى إيران، وهي ملفات لا يمكن الاستهانة بها، فهي تتعمد بسياساتها الرعناء ادامة الصراع في أوكرانيا، وتستمر في استفزاز الصين وكوريا الشمالية، وتماطل "تتفق-تنسحب" في الملف النووي الإيراني.

ها هي اليوم ترسل حاملات طائراتها وسفنها وبوارجها وغواصاتها الى منطقة الشرق الأوسط، بذريعة حماية إسرائيل! ممن؟ من حماس! اليس امرا يدعو للسخرية؟ هل من عاقل يصدق ذلك؟ انهم يهزؤون من عقول الناس، فالقضية ليست بمقتل المدنيين الإسرائيليين على يد حماس، فقد-نقول قد- يكون سيناريو او عملية توريط للفاعلين لإقامة سيناريو جديد للمنطقة، يؤدي لرسم معالم جديدة، او يؤدي لحرقها كلها.

انه البزوغ الدموي الاخر للولايات المتحدة الامريكية، سياسات فاشية قبيحة تقود العالم لمصير مجهول، فهي تعسكر هذا العالم، وترسل الأسلحة والذخائر لكل الدول المتحاربة، وتجيش الاخرين، وتجعلهم مستعدين للقتال في أي وقت تشاء.

ان غزة اليوم هي مثال ناصع لهذه الفاشية الامريكية، تهجير مليوني شخص، حصار مميت شمل الماء والغذاء، قصف مستمر بأسلحة محرمة دوليا، دمار شامل للمدينة، ومئات الالاف من الجنود سيقتحمونها في لحظة ما، اعداد القتلى والجرحى تتزايد يوميا، مشاهد الموت قصفا وجوعا لا تفارق المخيلة، كل ذلك للدفاع عن النفس! أو لقتل قياديان من حماس او الجهاد! وأمريكا تبارك وتطلب المزيد من الحزم، فأي جنون هذا؟
طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى