الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا خير في دولةٍ يحميها الآخرون

محمد حمد

2023 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لسنوات طويلة، كنا نسمع عن الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر. وعن الاستخبارات الاسرائيلية التي لا مثيل لها في الكفاءة والخبرة والقدرات "المذهلة" في الوصول إلى الهدف أو كشف الخطر قبل وقوعه باشهر. وترسّخت في نفوسنا صورة بل قناعة، هي ثمرة عملية غسل دماغ ممنهج من قبل أنظمة حكم، عربية قبل كل شيء، وأحزاب وإعلام دولي منحاز، بأن الكيان الصهيوني" عصيّ على القهر والهزيمة. وصوّروه لنا على أنه نسخة معاصرة من ارم ذات العماد" وراحتْ الاجيال، جيلا بعد جيل، ترضع حليب امهاتها مع الشعور بالهزيمة والإحباط وتفبّل الأمر الواقع الذي هو مزيج من الخذلان واليأس وفقدان الأمل.
ولكن، وفي غضون الساعات الأولى من يوم السابع من اكتوبر الجاري، عندما جاءهم "طوفان الاقصى" من حيث لا يدرون ولا يتوقعون. انهارت قلعة الصهاينة الورقية. واتّضح أن ذلك "المارد" المخيف ليس أكثر من نمر من ورق صُنع بكفاءة عالية وحرفية دقيقة من قبل امريكا وإعلامها المهيمن على العالم. فوجد كيان اسرائيل نفسه في وضع لا يُحسد عليه. اقسى هزيمة منذ خمسين عاما باعتراف قادته المرعوبين، الذين فقدوا صوابهم بالكامل وراحوا يتخبطون بحثا عن نأصر ينصرهم او معين يعينهم. فلم يجدوا غير امريكا ورئسيها المتهالك جسديا وعقليا، جو بايدن. ومعه الافعى الرقطاء اورسولا فون دير لاين (رئيسة المفوضية الاوروبية) التي سارعت الى المجرم نتنياهو لتقول له: "اوروبا تقف الى جانب اسرائيل) والمهزلة هنا هي ان اوروبا لم يبق لديها شيء تقدًمه الى كيان اسرائيل ولا الى كيان اوكرانيا ! وفي هذه المناسبة خطر على بالي بيت المتنبي الذي يقول فيه: (لا خيل عندك تهديها ولا مالُ - فليُسعِد النطق ان لم تسعد الحالُ) نعم، ماذا تبقى لاوروبا بعد ان فرغت خزائنها المالية ومخازنها العسكرية التي انفقتها بلا (وجع گلب) على اوكرانيا المدلّلة. لم يبق لديهم شيء سوى قمع المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني ومنع رفع علم فلسطين من قبل المتضامنين والمتظاهرين. والف طز بحرية التعبير عن الراي !
عموما، مهما فعلت اسرائيل من اعمال وحشية وارتكبت من مجازر دموية بحق المدنيين في غزة، ومهما هدّدت وتوعّدت ونفّذت، فإن اسطورتها المصطنعة وجبروتها المزعوم سقطا في الوحل. وسوف تبقى تلعق جراحها الدامية لعشرات السنين. وذلك ما اكّد عليه رئيس ما يسمى بمجلس الأمن القومي الاسرائيلي حين قال بعظمة لسانه الصهيوني: "لقد تلقّينا ضربة لا تُطاق) وكان يفترض بهذا المعتوه أن يستقيل من منصبه أو يعتذر لشعبه "المختار" بعد أن فشل فشلا ذريعا في حماية "الأمن القومي" للكيان الصهيوني.
لا يمكن لهذا الكيان، الذي لا يتمتع بالشرعية الكاملة ومرفوض من دول وشعوب المنطقة والعالم، باستثناء الحكام العرب المصابين بداء العجز السياسي المزمن، ويعيش محاطا بأسوار وجدران عالية وقبّة حديدية وتحيط به مستوطنات تضم اشرس المتطرفين وعتاة المتدينين، لا يمكنه الاستمرار على نفس الوتيرة الى ما لا نهاية، حتى أذا انجدته امريكا بكل ما تملك من قوة وبطش واموال.
وعندما يأتي وزير خارجية أمريكا إلى تل أبيب ويقول "جئت كيهودي وليس كوزير امريكي فقط" فهذا يعني أن كيان اسرائيل في خطر حقيقي. وان الرعب والخوف من انهيار هذا الكيان على ساكنيه بدأ يقلق سكنة البيت الأبيض كثيرا. مع العلم أنان ثلاث وزارات امريكية، الخارجية والدفاع والمالية، هي دائما في خدمة دويلة اسرائيل. في السرّاء والضرّاء.
وفي الختام، ثمة سؤال لابد منه: هل اسرائيل هي التي تحكم امريكا ام العكس ؟
والجواب يبقى معلّقا حتى أشعار اخر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر