الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث نساء

عماد الطيب
كاتب

2023 / 10 / 16
الادب والفن


سألني احد الاصدقاء سؤال ويبدو انه مفتاح لأسئلة كثيرة .. قال لي .. هل ما تكتبه حقيقي .. تعيشه حاليا على ارض الواقع .؟ ابتسمت له ابتسامة ماكرة ثم قلت .. لا انه تأليف من نسج الخيال .. ولكن النساء حقيقيات يعيشن على ارض الواقع .. نظرة لي نظرة استغراب وقال .. وضح ذلك .. قلت .. اسمعني جيدا .. انا بعد تقاعدي من مهنة الصحافة ووصلت الى عمر قارب الستين عاما .. شعرت بفراغ كبير .. فقمت بالبداية اكتب مقالات عن اوضاعنا الراهنة في سلسلة مقالات .. ولكني سئمت من تلك المواضيع .. فتوجهت نحو الكتابة الرومانسية عن علاقاتي النسائية السابقة .. فقد كنت احادثهن وكأنهن موجودات وابتكر حكايات واتذكر مواقف اذكرها كأنها تحدث في الوضع الحالي .. ثم اضفت على كلامي .. فقد كتبت عن ثلاث نساء عشقتهن وليس لأمرأة واحدة . ابتسمت في وجهه بعدما رأيت علامات التعجب تدور فوق رأسه .. نعم ثلاث نساء شاركني في اكثر من مئتين مقالة قصصية .. كنت ابتكر اللقاءات والخصومات والعتاب واللوم .. لكي اظهر القصة بمحتواها الطازج - ان صح التعبير- .. ثم سألني .. ايهم اكثر عشقا لك ؟ احداهن عشقتها خلال دراستي بالكلية وكان حبا غير ناضج منذ اكثر من ثلاثين عاما .. كتبت عنها وكأنها امامي .. وكأني في ذلك وقد رجعت طالبا في الجامعة .. هذه المرأة ذهبت مع الريح وتزوجت وحاليا لديها احفاد .. فكانت اقل عشقا من الاخريات .. اما الثانية تعرفت عليها في مكان عملي حين كانت تعد لرسالة ماجستير .. هذه المرأة احببتها بقوة كانت انثى بمعنى الكلمة واستمرت علاقتي معها عامين كانت من اجمل اعوامي في العلاقات .. كانت زهرة يانعة .. اما الثالثة فهي صحفية احببتها في فترة التسعينيات كانت جميلة جدا ولكن حبنا لم يعمر فقد هاجرت مع اهلها الى احد البلدان بسبب الاوضاع الاقتصادية . وانقطعت اخبارها عني لعدم وجود وسائل اتصال ولم اعرف عنها شيئا لهذه اللحظة .. قال لي كيف ترتب الاحداث بينهن .. قلت له .. عليك ان تتصف بالذكاء الصحفي والادبي في برمجة خيالك وكأنك تكتب لواحدة وهي في الحقيقة اشركهن جميعهن في قصة واحدة ومن يقرأها يجدها لامرأة واحدة حتى لو كانت احداهن فقد تعتقد هي المقصودة .. ثم سألني .. لو رجع بك الزمن وخيروك بالزواج بواحدة منهن .. ايهن تختار ؟ .. قلت له كل واحدة لها صفات جميلة ومن اجل تلك الميزات عشقتهن .. واذا حتم علي الاختيار قد يكون اختياري المرأة الثانية لانها كانت تحبني بجنون وتعشقني .. جعلتني اهيم بها حبا وعشقا .. اما الاولى لو تزوجتها فقد كنت اتزوجها لعقلها ولكنها كانت امرأة نارية سريعة الغضب وهذه ابرز عيوبها .. وهذا مايجعلتني ان اضعها في المرتبة الاخيرة .. والمرأة الثالثة فقد كانت ناعمة المشاعر لها نظرات ساحرة .. لكنها هاجرت دون ان اخطو خطوة الزواج فقد خطفتها الغربة .. ثم قال لي .. انت محظوظ في قضية الحب فقد اخترت التنوع ومن بيئات مختلفة .. ثم سألني من تشتاق اليها اكثر ؟ .. قلت دون تفكير المرأة الثانية لانها العشق الاكبر . اما المرأة الاولى فقد حكم الزمان وكان حب طلبة غير ناضج .. واما الصحفية اشتاق لها اقل حدة .. ثم اردفت بالكلام قلت .. المرأة الثانية كانت جميلة القلب فقد كنت انا اول من دخل قلبها بصدق .. والمرأة الاولى كانت تحب بعقلها فهي تحب الرجل صاحب المنصب والاسم .. فهذه المرأة لم ولن تحب في حياتها ابدا .. ولهذا اختارت كما سمعت عنها انها اختارت رجل عادي ولكن لديه منصب للوجاهة فحسب . فسألني هل تعشق حاليا .. ؟ .. ضحكت بصوت عال وقلت له انا لم اترك العشق تصور انا في طور علاقة بأمرأة تصغرني بعشرين عاما .. قصة حب لم ترسم فصولها بعد فهي تزورني بين فترة واخرى لمكان عملي واقرأ علامات الحب واهتم بها جدا .. قال لي في نهاية اللقاء .. انت عاشق من الطراز الاول .. ضحكت لملاحظته وافترقنا بعد ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب