الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زَحِيييير

عبد الله خطوري

2023 / 10 / 16
الادب والفن


تجاوزنا مسالك (تيغَرْضينْ) (١) بدومها وأدْلسها (٢) وحجارتها المسننة المغروسة في باطن الهضبة الدهماء .. بلغنا أجنَّا ييشْ (٣) .. عبرنا إيسَكْلا وَاطُو (٤) بريحها الهادرة ألفيناها هادئة على غير عادتها تصيت بزَحِير (٥) أقرب إلى أنين ينساب من خلل إيسَكْلا خمائل البلوط في طريق لَاحِبٍ عامر بأوراق تتساقط بدَعة تخدر العيون تدعوها للاستسلام لوَسَن لا تفتر صولته أبدا .. بغلة جدي تتهادى في مشي وئيد ترتاح من عناء الصعود المضني الذي كاد يفشل عزيمتها في إتمام السفر لولا وجود دواب أخر راحت تستأنس بهِن وبحُداء المرافقين يرسلونه في العراء يحفز الهمم، فتستسلم لأوامر .. آآررّا آآررّا آحْنيني هانْشْتني عْلَى حالْ أوريقيمْ غيرْ الخير نسيدي ربي (٦) .. فيعقب أحدهم مصححا ..
_آمَايَنْ طورا تينيتْ هاكْ يا وَدي اوريقِيمْ غيرْ .. ماني تَجّيتْ أغْزَرْ نَتْمَدَّا .. بَابْ لَقْرَاقَرْ .. إيمِي لَبْشَمْ .. تْنِيدِيلتْ .. تابحيرت .. الرْوَاضي .. الشعرا .. مادَغْ .. عين تازارَتْ و ... (٧)
وظَلَّتْ بطني تقرقر طيلة المحاورة طيلة الجدال طيلة الطريق .. لم أشأ في البداية أن أعير الأمر آهتماما، فجعلتُ أراود هجومها ما آستطعت من جهد وحيلة أراوح صبري بين تنفيس أطْرُدُ فيه ما يضغط على مصاريني من غازات أصرفُها بصمت في الهواء يفعل بها ما يفعل، وبين محاولات حثيثة لإخراج ما يمكن التخلص منه نهائيا في غابات السَّرْخس الرحيبة .. كانت أجنحة الحِدَإ أفَـرْسيوانْ كثيفة وافرة وافية تغطيني خضرتُها الغامقة بالكامل دون أحتاج إلى قعدة أو قرفصاء أحني بها بحرص فُوَيْقَ الخشاش تُحَتِّمُها عَلَيَّ حاجتي المُلحة إلى سترة أخلو فيها مع مطبات طارئة تحفر بمعاول باقرة داخل أحشاء تتكلم لا يهدأ مغصها الجارف الحاد .. شددت على حَقْوَيَّ عصرتُ صرتي حركت جوانبي حاولت حيلتي ثم حاولت فعل ما آعتاد عليه الأنام بطرق مختلفة، لكن مناوراتي لم تكن لتصل إلى نتيجة تريحني مادامت الغرغرات الداخلية لم تذهب لحالها .. تبا .. مرارا هبطتُ من البغلة أطيش طيش الشباب أنقز بمعيتهم الحفر والترع الصغيرة أتسلق الحجارة الناتئة الضخمة أنسى هَم البطن وما تحويه رأسي من أسئلة عالقة كانت ستزداد حِدتها لو مكثتُ راكبا فوق متن الدابة .. كان لزاما عليّ النزول إلى الأرض وممارسة بعض الشغب أتلف وتتلف معي هواجسي .. رهينة شقية كنتُ بين رأس ثقيل يطير كل مرة في فراغ الهواء بلا آنضباط وأحشاء تَضْرِطُ تنزل بي إلى قعر قرار غامض أتشنج أدوخُ أُصابُ بدوار لا أعي معه ما يحصل حولي ...

☆ترجمات وشروح :
١_تيغَرْضينْ : هضبات
٢_أَدْلَس : نبات الديس
٣_آجَنَّا يِيشْ : قمة الجبل
٤_إيسَكْلا وَاطو : أدواح الريح
٥_زَحير : صوت النفس عند المَشَقَّة والتعب
٦_آآررّا آآررّا : أصوات تقال لتحفيز الدواب على المضي في المشي
_آحْنيني هانشتني عْلَى حال : استمري في المشي عزيزتي فنحن على وشك الوصول (يخاطب الدابة المنهكة من صعود المرتفعات)
_أوريقيمْ غيرْ الخير نسيدي ربي : لم يبق غير مسافة قصيرة ونبلغ المراد
٧_آمَايَنْ طورا تينيتْ : ماذا تقول يا هذا
_هاكْ يا وَدِي اوريقِيمْ غيرْ : مازال أمامنا الكثير يا صاح
_ماني تَجّيتْ : أين تركتَ .. ويشرع المتكلم في سرد أسماء أماكن تفصلهم عن مبتغاهم وهي أسماء مواقع وبلدات
_أغْزَرْ نَتْمَدَّا : وادي البُحَيْرة
_بَابْ لَقْرَاقَرْ : باب الضفادع
_إيمي لَبْشَمْ : فم (لبشم) وهو نوع من النبات
_عين تازارَتْ : عين التين
_تابحيرت : البستان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان