الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآبادة الجماعية لأمازيغ الصحراء الكبرى مستمرة

كوسلا ابشن

2023 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أصدرت مؤخرا منظمة إيموهاغ الدولية من أجل العدالة و الشفافية, بيان تستنكر فيه الجرائم الوحشية في حق المدنيين, التي إرتكبتها جيوش دول جنوب الصحراء, مالي و النيجر و بوركينا فاسو, فقد رصدت المنظمة لإنتهاكات جسيمة في حق طوارق بوركينا فاسو و خاصة جرائم بادية اولدالن. و ما يحدث في النيجر من حالات القتل الجماعي للطوارق, على غرار ساكنة تيلابيري, غرب العاصمة النيجرية نيامي.
أشار البيان الى تفاقم تدهور الوضع الأمني و الإنساني بشكل مهول بعد الإنقلاب العسكري بمالي و تبعه إعلان قوات حفظ السلام الدولية الإنسحاب من أراضي أزواد, ما فسح الطريق للنظام العرقي في باماكو و مرتزقة فاغنر الروسية لشن الحرب اللاعادلة و العدوانية و اللاإنسانية على الشعب الأمازيغي الأزوادي و على رأسه ممثله الشرعي الوحيد, الحركة الوطنية لتحرير أزاود.
إتفاقية السلام التي ابرمت مع الدويلة الإحتلالية 2015, و بوساطة النظام العسكري في دزاير و المعروفة ب "إتفاقية الجزائر" ( السلطة العسكرية بدزاير هي العدو الرئيسي للأمة الأمازيغية, و تدخلها في قضية أزواد من سنة 1963 الى اليوم, كان و لا يزال هدفه إفشال ثورات الشعب الأزوادي و حماية الإحتلال المالي). الإتفاقية المشؤومة لم توقف الارهاب الاستعماري و التمييز العنصري والاضطهاد الإجتماعي و القومي, و إنما شرعن لسياسة الآبادة الجماعية للأزواديين, بالقتل العشوائي دون التفريق بين الرجال و الشيوخ و النساء و الاطفال و كذا السرقة العلانية و مصادرة أملاك الأهالي و إرتكاب جرائم إلإغتصاب. الجرائم اللاإنسانية دفعت بالأزواديين نحو الهرب و الهجرة خارج بلدهم أزواد المحتل. الجرائم الدالة عن الآبادة الجماعية كما يصفها القانون الدولي و يدينها, إرتكبها جيش الإحتلال المالي بالتحالف مع القوات الفرنسية قبل طردها, و إستمرت هذه الجرائم بعد رحيلها و أستبدالها بالمليشيات الإرهابية لمرتزقة فاغنر الروسية. بعد إستقدام مرتزقة فاغنر الروسية, إنكشفت مقبرة جماعية في رمال أزواد, وصار الإتهام المتبادل بين الفرنسيين و الماليين-الروسيين عن مسؤولية الآبادة من دون تدخل دولي في القضية و معرفة الجناة, رغم أن الجريمة أركانها معروفة مسبقا بمعرفة الضحية و معرفة الجاني الذي هو الجيش المالي الإستعماري و حلفائه السابقين و الحاليين.
بعد المؤامرة الإستعمارية الإمبريالية لإسقاط دولة أزواد, تدخلت "قوات حفظ السلام الدولية", و كيفما كان السبب الحقيقي وراء تدخلها, إلا أنها لعبت دورا في وقف بعض المجازر العرقية و المحافظة على الآمن النسبي في المنطقة, و هذا العمل الإنساني إصتدم بالرؤية البربرية للإنقلابيين الجدد في مالي, التواقين الى إراقة دماء الأزواديين و سرقة أرزاقهم و تخريب ممتلكاتهم. الأنظمة الدكتاتوية جنوب الصحراء تقودها الذهنيات القبلية المتوحشة المتكيفة مع طبيعة أهوال أدغال إفريقيا, و هذه الذهنية الطبيعية المتجردة من القيم الإنسانية, لا ترى في الآخر الضعيف إلا الفريسة, القابل للقتل و التنكيل و الإفتراس. العقيدة الوحشية للنظام العسكري في مالي, رسمت سياسة الغاب المنتهجة و ممارساته العنصرية العدوانية و إنتهاكاته لحقوق الإنسان و إنتهاكاته لحقوق الشعب الأزوادي تحت الإحتلال. التجاهل المتعمد للمجتمع الدولي لإنتهاكات حقوق شعب تينيري و معاناته و مآسيه نتيجة السياسة المتوحشة للأنظمة العسكرية في المنطقة, شجع هذه الأنظمة في مواصلة جرائمها اللاإنسانية و إنتهاكاتها لحقوق الإنسان, و النموذج ما يقترفه حاليا الجيش المالي و حليفه في الوحسية و العرقية, عصابة مرتزقة فاغنر الروسية من جرائم بشعة من دون إدانة دولية.
ما تقوم به المنظمات الحقوقية و السياسية المحلية خاصة و منها منظمة إيموهاغ الدولية من أجل العدالة و الشفافية, هو توثيق لجرائم الإستعمار العرقي و حلفائه و خاصة عصابة المرتزقة فاغنر الوحشية.
منظمة إيموهاغ الدولية وثقت لحظة بداية المجازر الحالية و إنتهاك حقوق الشعب الأزوادي, مباشرة بإنسحاب "قوات حفظ السلام الدولية" و إستيلاء الجيش المتوحش المالي-مرتزقة فاغنر عن مواقع " قوات حفظ السلام الدولية" لتكون قواعد شن حربهما العدوانية و اللاعادلة و إرتكاب جرائمهما اللاإنسانية في حق الشعب الأزوادي. من بين الجرائم التي إستنكرها بيان منظمة إيموهاغ, منها العمليات العسكرية الإجرامية في منطقة بير في 14 غشت 2023, و لم تمر إلا ستة أيام, ففي 20 غشت 2023 أرتكبت جريمة إغتيال الشيخ حمد أغ مبا أغ إبراهيم ومجموعة من تلاميذه بقرية "حاسي ولد دخاني" . في 14 سبتمبر 2023 إرتكب مرتزقة فاغنر الروسية جريمة نكراء بإعدام 12 مدني رميا بالرصاص في منطقة غوسي. لترهيب الشعب و تحفيزه على الهجرة و ترك بلاده, توثق فاغنر جرائمها الوحشية و تنشر فيديوهاتها على موقعها الرسمية في تحدي للقانون الدولي, كما هو تحدي لمحكمة العدل الدولية, التي تعتبر الجرائم ضد الأنسانية من أختر الجرائم في القانون الدولي, و رغم ذلك تغض النظر على جرائم باماكو و حليفها فاغنر. إذا كانت سياسة التمييز العنصري و إنتهاك حقوق سكان البلاد الأصليين الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية جريمتين ضد الإنسانية بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة, فسكوت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الجرائم التي ترتكبها باماكو و مرتزقة فاغنر في حق السكان العزل في أزاود يعد في حد ذاته جريمة ضد الإنسانية. إنسحاب " قوات حفظ السلام الدولية" من أزواد, و ترك الشعب العزل للمذبحة العرقية, و التهرب من المسؤولية في قضية إنسانية و قانونية, لا يفهم إلا في سياق تواطؤ الجمعية العامة للأمم المتحدة مع قتلة الأطفال و النساء و الشيوخ, التواطؤ مع التمييز العنصري و الإستعمار العرقي.
طالب بيان منظمة إيموهاغ روسيا بتحمل مسؤوليتها الأخلاقية و السياسية فيما يرتكبه مرتزقة فاغنر من جرائم و آبادة في حق الشعب الأزوادي, و طالب بوقف الدعم المالي و العسكري الذي تقدمه لباماكو و سحب مرتزقة فاغنر من أزواد ( على الرئيس بوتين الرجوع الى القيم السوفياتية في دعم حركة التحرر الوطني, المتناقضة مع سياسة دعم الإستعمار لآبادة شعب يكافح من أجل الحرية و تقرير مصيره بنفسه). كما طالبت المنظمة المنتظم الدولي لإدانة الجرائم التي ترتكب في أزواد و جلب الجناة الى المحاكم المختصة بالجرائم ضد الإنسانية, لمعاقبتهم غلى جرائمهم في حق المدنيين العزل في بلاد أزواد.
قضية أمازيغ الصحراء تدخل في إطار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتصفية الإستعمار, لكن القرار الأممي الذي أنصف بعض الشعوب, فإنه لم ينصف شعوبا أخرى. إن الجمعية العامة للأمم المتحدة رفضت تطبيق هذا القرار في حالة طوارق, كما ظلمت و حرمت الأمازيغ كافة في بلادهم تامازغا من الإستقلال و تقرير المصير و التحرر من أغلال العبودية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟