الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء حرب تحالف الغرب النازي الاسرائيلي على غزة / الجزء 5

أمين أحمد ثابت

2023 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف احد حول إرادة الشعب الفلسطيني الحرة بتمسكه بوطنه حتى لو كان الثمن حياته ، ومثل أيضا لا يختلف احد حول بسالة وجرأة المقاومة الفلسطينية بالدفاع عن قضيتها الوطنية – وحول طوفان الأقصى لا يختلف اثنان حول تطوير المقاومة الفلسطينية قدراتها . . لأن تذهل العالم والمحللين العسكريين ، بل ولتصل الى إصابة الولايات المتحدة بحلفها النازي الأوروبي لحد الصدمة المرعبة ل . . تسارع في تحريك اسطولها وبارجتها الحربية لحماية إسرائيل التي تصنمت مشلولة بذل لم تتوقع قبلا ( وفق وهمها الذي تشرنقت داخله ) . . أن تمتلك كل الجيوش العربية القدرة في أن تقف في مواجهتها بمعركة حربية ، بينما يهدم – بلحظات - فصيل واحد من المقاومة الفلسطينية كذبة هالتها المضخمة بالجيش الذي لا يقهر ، ليتخطى حواجزها المنيعة ليخوض معركة المواجهة داخل إسرائيل نفسها – وهو مالم يحدث ابدا و . . لن يحدث وفق اعتقادها ( الواهم ) ، حيث كانت عبر تاريخ صراعها العربي والفلسطيني تنقل المواجهة الى خارج إسرائيل وداخل حدود الطرف او الأطراف الأخرى .
والغريب في الامر . . أن يتفق العقل العالمي وخاصة منه اسرائيل وبلدان محور الشر الغربي والعقل العربي الفلسطيني والعالمي المقابل لمحور الشر ذاك . . من جانب اخر . . حول ( حقيقة اصل الحدث ) التي قادت الى مجرى الحرب الوحشية القذرة على غزة ، والمتمثلة ب ( الصفعة ) التي تلقتها إسرائيل وهزت كيانها وهيبتها ( الأسطورية ) المروج لها عالميا – أما مجرى الحرب الدائرة فليس سوى نتائج تابعة لردة الفعل الجنوني المختل للنظام الفصل العنصري الصهيوني وآلته الحربية . . المنافي لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية ، وما كانت سرعة الحضور الأمريكي – الأوروبي المساند بالأسلحة والذخائر والأموال الى جانب آلاته الحربية – لخوض حرب عالمية – إلا لإفاقة إسرائيل من ذهولها المصدوم – للثلاثة أيام الأولى من إعلان إسرائيل للحرب على غزة . . بذريعة اجتثاث حماس المتخفية قواها بين مواطني غزة وتحت الأرض ، وهذا الأخير مثل ذريعة هدم كامل كل ما هو فوق ارض غزة على رؤوس سكانها ، وتهجير من لم يمت تحت القصف والانقاض – بعد منع الاكل والماء والكهرباء والغاز والبنزين والديزل والدواء والاسعاف لهم ، خذا غير كراهيتهم العنصرية بقصف حتى الاف الاسرة التي خرجت عن شمال القطاع الى جنوبه وفق الإنذار الإسرائيلي تم قصفهم في الطريق – ووفقا لحقيقة الصفعة المهينة لإسرائيل – التي لا يأتون على ذكرها – اقام محور الشر الغربي بتوجيه امريكي بمنح الضوء الأخضر لإسرائيل بردة الفعل الذي تراه وتنهيه سريعا . . حسب قول بايدن – بنيت ذريعة إجازة الإبادة العنصرية بالحرب الفاشية بدعم دولي مروج غربيا بتبرير ملفق مساندة إسرائيل في الدفاع عن نفسها وانهاء حماس على ما فعلته من اعتداء على الدولة الإسرائيلية وارتكابها ( أكاذيب ) قتل المدنيين الاسرائيلين الأبرياء وترويعهم ، وما وجود الاساطيل الامريكية والبريطانية إلا لمنع – تذرعا - توسع دوائر الحرب في جبهات خارجية حدودية وحصرها داخل غزة – بينما العقل العربي العاطفي تجمد في فهمه للحقيقة الاصلية بالصفعة لإسرائيل وكشف عورتها التي كانت تسترها اسطورة الجيش الخرافي الذي لا يقهر ، وهي الحقيقة التي خلعت عن كاهله شعور الخوف الذي تمثله إسرائيل ككابوس مرعب لا يمكن مواجهته . . إلا بالوقوف الدولي امامها للجم وحشيتها الفاشية – بينما مجرى الحرب يعد فهمه محسوما بشكل مسبق ، والمتمثل بما ستمارسه الالة الحربية الإسرائيلية من انتقام لا متناهي في ردة فعلها لتخفيف شعورها بالمهانة وتخفيف ردود الفعل الشعبي لمستوطنيها . . كنظام لم يقو على حماية امنه كما يدعيه دائما ، وخاصة وأن ما كشف كذبة قوته الأسطورة عبر فصيل واحد من فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة ، بأنها وصلت الى عقر بيوتهم بعد اجتياز جيشه المنيع !!!
نعم . . فقد تكشفت إشارات متلاحقة خلال سريان الحرب – كمسألة توسع جبهات المواجهة الداخلة في الحرب ، وذلك كرد فعل طبيعي لحيوانية ما تمارسه إسرائيل في غزة – كرد فعل لاسترداد كرامتها المهدورة – خاصة بتجهيز الالة الحربية الصهيونية للاقتحام البري بالأف الآلات الحربية المجنزرة الحديثة الأكثر تدميرا وبمئات الالاف من الجنود المتلقين توجيها عسكريا وسيكلوجيا بإبادة كل فلسطيني يجدونه فوق ارض غزة او تحتها و . . بعد التلذذ في امتهانه تعذيبا – لتكون المؤشرات الأخيرة للسلوك الارعن العسكري الأمريكي البريطاني المهدد – بمشاركة فرنسية ألمانية - أي طرف كان من الاقتراب من حرب إسرائيل الكاذبة ضد إرهاب حماس – وهو ما يشي بمؤشرات ضمنية باستحالة قبول ما تقوم به إسرائيل من فعل همجي اجرامي سافر ضد اهل غزة وأهلها بما يخالف القوانين الدولية والقرارات الأممية ، وبما يعنيه الاستفزاز العلني لامريكا بحلفها الغربي بتفردها في المنطقة العربية ووفقا لمشيئتها ، حتى وإن كانت حامية لارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، وهو ما لن يقبله اقوى قطبين عالميين مقابلين لهما عالميا من حيث التوازن التسلحي او كعضوين رئيسيين في مجلس الامن الدولي ، بأن يحضر أولا كمعادل لتوقيف حرب إسرائيل والعودة للحل السياسي بقيام الدولتين وفق القرارات الأممية لمجلس الامن الدولي ، والتي أصدرت باجماع عن الدول الخمس الأعضاء لمجلس الامن ، أما إذا تماهى محور الشر الغربي بصلفه بتجاهل ذلك وصوت كل شعوب الأرض بوقف حرب الإبادة لأهل غزة وسياسة الأرض المحروقة ، خاصة إذا ما انزلق الوضع الى ظرفية متخوف منها بدخول اطراف أخرى في الحرب وكان لامريكا وحلفها الغربي ( الدخول الفعلي القتالي ) في المعركة ضدها ، وهو تورط لحضور قوى كبرى أخرى في معادلة الحرب . . كروسيا والصين مثلا .
إذا ، فالحقيقة لما يجري على غزة وفي المنطقة العربية متمثلة بالمنطوق البسيط ب ( الفعل ورد الفعل ) ، فكلما كان الفعل قويا وذا اثار مزلزلة ، كان لردة الفعل أن تساويها ( افتراضا ) من حيث القوة الممثلة بوقع اثارها المقابلة ، وعادة فيما هو انساني تكون اثار ردة الفعل اشد قسوة وتدميرا ووحشيا مقارنة بالآثار المادية لأصل الفعل – فهل هي كذلك ، أي الحرب الجارية على غزة ، أم أن الحقيقة المتصورة هذه . . ليست كذلك . . كوهم مترائي متجلي بصورة الحقيقة ؟ - وهو ما يخالف تضادا وعي الحقيقة عالميا . . عبر كل وسائل الاعلام العالمية .
وهنا نقف نحن لبحث ( أصل الحقيقة ) ، حيث المنطق الميكانيكي المدول لها لا يقنعنا ، حيث ( الفعل ورد الفعل البشري ) لا يتماثل دقة لفهم الحقيقة كما هي في القانونية الموضوعية في الطبيعة ( غير العاقلة ) – وإن كان ظاهريا يبدو لنا تماثل الامر في الحالتين .
وطبعا المسألة اشد تعقيدا – لاكتشافها - في ادراك الحقيقة فيما هو انساني مقارنة بالحقيقة الموضوعية في الطبيعة لما هو غير انساني – أي الأنواع الحية المختلفة والمادة غير الحية – ولتبسيط الوصول لفهم ذلك ( وفق زعمنا ) أن ( أصل الحقيقة ) قد يغيب عن ادراكنا . . بفعل جملة من الأمور المعلوماتية والمؤشرات الدالة عليه قد يكون منها مخفيا عنا ولا نعرفها ، بينما قد تكون أخرى غيرها متجاهل لها حتى وإن كانت ملموسة بكونها لا تحظى بالاهتمام العقلي للتركيز عليها ، وقد تكون غير ملاحظة لدينا رغم الوجود الحسي الواقعي لآثار تلك إشارات – أي تعد في حكم غير الموجودة واقعا – وذلك يتعلق بطابع العقل حين يكون ( تلقيني انقيادي ) ، او يكون ( جامد ) ، فكلا طابع العقلين يتقبل ( الحقيقة ) وفق ما يملى عليه او ما يهيء له الظاهر الحسي الشكلي لما يفهمه بالحقيقة للشيء او الظاهرة او الحدث او المسألة .
وهذا الأخير هو ما سنأتي عليه في الجزء التالي من موضوعنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب