الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحاجة الى ال-VAR- السياسي..

حسن أحراث

2023 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


المقصود بالڤار أو "VAR" (Video Assistant Referee)، أي التحكيم بمساعدة الفيديو، التقنيّة المساعدة على مراجعة القرارات التي يتخذها حكم مباراة في كرة القدم.
يبدو أن مجال الرياضة، وكرة القدم بالخصوص، سبّاق الى اعتماد تقنية الڤار من أجل تصحيح الأخطاء التحكيمية؛ لكن مجال السياسة أسبق. فالعديد من الأحزاب السياسية سبق أن اعتمدت لجنا أو هيئات للتحكيم (لجنة حكماء أو هيئة استشارية...) من أجل النظر في مدى احترام الضوابط التنظيمية والمرجعية السياسية والإيديولوجية.
الفرق بين الآليتين هو اعتماد مراقبة من الخارج بالنسبة لمجال الرياضة؛ واعتماد مراقبة من الداخل بالنسبة للمجال السياسي. والسؤال دائما مطروح حول مدى احترام وإعمال المراقبة المحايدة وبما يضمن الإنصاف والعدالة.
لنترك عالم الرياضة جانبا بحلوه ومره، ماذا عن عالم السياسة؟
لا مجال للحديث عن الڤار بمعناه الإيجابي بالنسبة للنظام الرجعي القائم أو بالنسبة للأحزاب السياسية الرجعية وأذنابها، لأن خدمة المصالح الطبقية تفرض خرق كل الضوابط والقوانين وبالمكشوف. فرغم كل الشعارات الرنانة ومن بينها "احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا" يسود الظلم والقهر والقمع والاستغلال...
وماذا عن الڤار، من الداخل أو من الخارج، بالنسبة لل"ديمقراطيين"، جمعيات ونقابات وأحزاب سياسية؟
الأمر لن يختلف كثيرا عن غير الديمقراطيين؛ وقبل ذلك، هل هناك ديمقراطيون؟
إن جل الجمعيات والنقابات والأحزاب السياسية المحسوبة على الصف الديمقراطي تُغيّب الديمقراطية الداخلية والمحاسبة المالية وكذلك النقد الذاتي.
وإذا أنصف الڤار الى حد ما بعض أو جل الفرق الرياضية نظرا لشفافية اللقطة عبر تقنية الفيديو وأمام الملأ، فإن تعفُّن المجال السياسي لن ينفع معه الڤار ولا حتى العطار..
وسواء كانت المراقبة من الخارج أو من الداخل، فالتوجه العام ذو المصالح المشتركة (الأغلبية) يفرض ذاته وبكل المبررات المُقْنعة وغير المُقْنعة وباعتماد "الكولسة" المرئية وغير المرئية..
وإلغاء الڤار التقليدي، أي لجن التحكيم والحكماء...، من طرف جل الجمعيات والنقابات والأحزاب السياسية "الديمقراطية" يرجع الى شكليته وعدم صرامته/نزاهته، حيث الاصطفافات قائمة على الانتماء الى "القبيلة" و"انصر أخاك..." وحصتك.. وتأكد أنه في حاجة بدوره الى الڤار..
إن الحاجة اليوم الى الڤار تعني الحاجة الى مناضلين ثوريين حقيقيين. لأن المناضل الثوري يراقب ذاته قبل أن يراقبه الآخر..
إنها تحديات فارقة على طاولة الحقل السياسي المغربي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل