الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يشيطنون غزة ومقاومتها (2 من 3)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 10 / 17
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


نهاد أبو غوش
يجري تأصيل هذه المواقف العنصرية والمعادية لكل ما هو غير يهودي بالاستناد إلى فتاوى حاخامات ومقولات وأساطير دينية من عصور شتى، وتشكل هذه بمجموعها الأساس النظري لطائفة واسعة من القوانين العنصرية التمييزية مثل قانون العودة وقانون أساس القومية وقوانين مكافحة الإرهاب، وصولا إلى القانون العجيب الذي يقضي بتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الاغتصاب إذا تمت الجريمة على أساس قومي!
تمثل هذه الذخيرة الأيديولوجية الإطار النظري الذي تستند إليه أحزاب علمانية ودينية على السواء، فطالما أن دولة إسرائيل تعرّف على أنها دولة يهودية أولا وديمقراطية ثانيا يصبح اشتقاق المواقف العنصرية في السياسة والحرب وكل مجال آخر، تحصيل حاصل.
التشكيك في آدمية العرب
ثمة كثير من الفتاوى والمواقف المعروفة في مجال التحريض على العرب والحط من قدرهم الإنساني، عبر سلسلة من الفتاوى والتصريحات التي أدلى بها الحاخام الراحل عوفاديا يوسف ( 1920-2013) الأب الروحي لحركة شاس، ففي العام 2001 وبعد فترة وجيزة من اندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) وصف يوسف العرب "الذين يتكاثرون في المدينة المقدسة" تارة بالنمل، وتارة بالعقارب والصراصير، ودعا إلى إبادتهم بالصواريخ. وفي مناسبة أخرى وفي أغسطس 2004 قال يوسف في خطبة بثتها محطات التلفزة الإسرائيلية "أن اليهودي حينما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الثعبان والدودة كلاهما خطر على البشر، ولذلك فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي".وكما هو متوقع لم يُحاسَب يوسف أو يُراجَع بشأن هذه التصريحات العنصرية والتحريض على القتل، بل إن مكانته السياسية والاجتماعية كمرجعية مطلقة الصلاحيات لحزب شاس وكشخص حاسم التأثير في تشكيل الحكومات الإسرائيلية (وفرطها حين تستوجب المصلحة) لم تتأثر على الإطلاق.
يجدر الانتباه إلى أن هذه المواقف العنصرية التي تنضح بالكراهية ليست مجرد مواقف أخلاقية وكلامية عابرة، ولا هي مجرد تقاذف للسباب والشتام بين الثقافات والشعوب التي تتبادل العداء، ولكنها في إسرائيل واقع مُمأسس، وأرضية تمهد لسياسات تمييزية وعدوانية مباشرة من قبيل إنكار كون الفلسطينيين شعبا له حقوق وطنية وسياسية، وعلى هذه الأرضية وصف وزير الدفاع الحالي يوآف غالانت الفلسطينيين وأعضاء حركة حماس ومؤيديها بأنهم حيوانات بشرية، ومن هذا الوصف يمكن اشتقاق الدعوات ل"إبادة غزة" وقد ورد هذا التعبير المستمد من حقبة جرائم النازية في كثير من التعليقات والمداولات والندوات الحوارية التي استضافتها محطات التلفزة والإذاعة ومواقع التواصل العبرية، فتعبير الإبادة (annihilation / הַשׁמָדָה ) يستخدم مع الحشرات والآفات الزراعية الضارة، لم يستخدم في السياسة منذ الحرب العالمية الثانية إلا في حالات محدودة تقل عن اصابع اليد الواحدة مثل جريمة الإبادة في رواندا والاتهامات الموجهة لحكم العسكر في ميانمار وقبلهم في كمبوديا على زمن الخمير الحمر، وها هو يستخدم من دون تحفظ تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قبل وزراء ومسؤولين وجنرالات متقاعدين وشخصيات جماهيرية عامة ومؤثرة، وهذا التعبير هو الترجمة العملية لما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أول تعليق له على عملية طوفان الأقصى، والذي وصف غزة بانها "مدينة الشر" متعهدا بتحويلها إلى ركام وأنقاض وخرائب.
تردد مصطلح الإبادة كثيرا في الندوات التلفزيونية فالجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقا تحدث في لقاء حواري مع القناة 12 في اليوم السادس للعمليات (12 أغسطس) عن إبادة كل البنية التحتية التي تستخدمها حماس، وقد أفاض محاوروه في تفصيل الأهداف المرشحة للإبادة مثل المقرات الحكومية والجامعة الإسلامية ومكاتب الفصائل والمدارس الخاصة والأبراج، بل الأحياء التي يسكنها قادة حماس أو تضم مكاتب إعلامية وخدمية قريبة من الحركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس