الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وإنها لثورة حتى النصر5

عبدالرحيم قروي

2023 / 10 / 17
القضية الفلسطينية


لحرب الإبادة للشعب الفلسطيني تاريخ لكنه لازال صامدا كالمارد.وطائر الفنيق الذي يطلع دائما من رماده وفي مايلي قائمة وتاريخ المذابح الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني
قائمة وتاريخ المذابح الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني
تابع
77-مذبحة قلقيلية
10أكتوبر 1953: حرص أهل قلقيلية على جمع المال وشراء أسلحة وذخيرة للجهاد ضد الصهاينة، ولم تنقطع الاشتباكات بينهم وبين عدوهم. ولم يكظم الإسرائيليون غضبهم من فشلهم في كسر شوكة سكان القرية، حتى أن موشيه ديان قال في اجتماع له على الحـدود (إثر اشـتباك في يونيه 1953): "سأحرث قلقيلية حرثاً".
وفي الساعة التاسعة من مساء العاشر من أكتوبر عام 1953 تسللت إلى قلقيلية مفرزة من الجيش الإسرائيلي تقدَّر بكتيبة مشاه وكتيبة مدرعات، تساندهما كتيبتا مدفعية ميدان، ونحو عشر طائرات مقاتلة، فقطعت أسلاك الهاتف، ولغمت بعض الطرق في الوقت الذي احتشدت فيه قوة كبيرة في المستعمرات القريبة تحركت في الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه، وهاجمت قلقيلية من ثلاثة اتجاهات، مع تركيز الجهد الأساسي بقوة كتيبة المدرعات على مركز الشرطة فيها؛ لكن الحرس الوطني تصدى بالتعاون مع سكان القرية لهذا الهجوم وصمدوا بقوة؛ ما أدَّى إلى إحباطه وتراجُع المدرعات. وبعد ساعة عاود المعتدون الهجوم بكتيبة المشاة تحت حماية المدرعات، بعد أن مهدوا للهجوم بنيران المدفعية الميدانية، وفشل هذا الهجوم أيضاً وتراجع العدو بعد أن تكبد بعض الخسائر. شعر سكان القرية أن هدف العدوان هو مركز الشرطة فزادوا قوتهم فيه وحشدوا عدداً كبيراً من الأهالي المدافعين هناك؛ ولكنهم تكبدوا خسائر كبيرة عندما عاودت المدفعية القصف واشتركت الطائرات في قصف القرية ومركز الشرطة بالقنابل. وفي الوقت نفسه؛ هجم العدو الإسرائيلي مرة ثالثة بقوة وتمكَّن من احتلال مركز الشرطة، ثم تابع تقدُّمه عبر الشوارع مطلقاً النار على المنازل وعلى كل من يصادفه.
وقد استُشهد في هذه المجزرة قرابة سبعين من السكان ومن أهل القرى المجاورة الذين هبوا للنجدة، هذا فضلاً عن الخسائر المادية الكبيرة. وكانت وحدة من الجيش الأردني متمركزة في منطقة قريبة من قلقيلية، فتحركت للمساعدة في التصدي للعدوان غير أنها اصطدمت بالألغام التي زرعها الصهاينة؛ فتكبدت بعض الخسائر، وقد قصفت المدفعية الأردنية العدو وكبدته بعض الخسائر، ثم انسحب الإسرائيليون بعد أن عاثوا بالقرية فساداً وتدميراً.
78- مذبحة يالو
في 2 نوفمبر 1954؛ وفي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم؛ خرج ثلاثة أطفال من قرية يالو الغربية لجمع الحطب، تراوحت أعمارهم بين الثامنة والثانية عشرة، وعند وصولهم إلى نقطة قريبة من دير أيوب على بُعد نحو أربعمائة متر من خط الهدنة، فاجأهم بعض الجنود الإسرائيليين، فولت طفلة منهم هاربة؛ فأطلق الجنود النار عليها وأصابوها في فخذها، لكنها ظلت تجري إلى أن وصلت إلى قريتها وأخبرت أهلها. أسرع أهل الطفلين المتبقيين إلى المكان المذكور؛ فشاهدوا نحو اثني عشر جندياً إسرائيلياً يسوقون أمامهم الطفلين باتجاه بطن الوادي في الجنوب، حيث أوقفوهما وأطلقوا عليهما النار، ثم اختفوا وراء خط الهدنة. وقد توفي أحد الطفلين لتوه، بينما ماتت الطفلة الأخرى صبيحة اليوم التالي في المستشفى الذي نُقلت إليه.
79- مذبحة غزة الأولى في 2 فبراير 1955
بسبب طبيعة إسرائيل كدولة وظيفية؛ حرص الاستعمار على استغلال وجودها لتصفية العداء المصري لسلسلة الأحلاف الاستعمارية، ومنها حلف بغداد الذي كان يتزعم الدعوة إليه وتنفيذه رئيس الوزراء العراقي آنذاك (نوري السعيد). ومع وضوح الموقف المصري؛ صعَّدت إسرائيل موقفها العدواني تجاه مصر، وعمدت إلى تنفيذ مذبحة في قطاع غزة (الذي كانت الإدارة المصرية). في البداية؛ حاولت إدارة الصهاينة توجيه تهديد صريح لمصر باستعمالها سياسة القوة لتأديب الثورة المصرية وردعها.
في الوقت الذي كان فيه صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة المصري، يجتمع مع نوري السعيد رئيس وزراء العراق في 14 من أغسطس 1954 لإقناعه بالعدول عن ربط العراق بالأحلاف الاستعمارية ودعوته إلى توقيع معاهدة دفاع مشترك مع مصر؛ كانت قوة من الجيش الإسرائيلي تتسلل عبر خط الهدنة وتتوغل نحو ثلاثة كيلو مترات داخل حدود قطاع غزة حتى وصلت إلى محطة المياه التي تزود سكان غزة بالماء، فقتلت الفني المشرف على المحطة، وبثت الألغام في مبنى المحطة وآلات الضخ، ومع رفض الإدارة المصرية هذه التهديدات ومع استمرارها في الاتجاه الذي اختارته لنفسها؛ قامت قوات الصهاينة بتنفيذ مذبحة حقيقية في القطاع؛ ففي الساعة الثامنة والنصف من مساء 28 فبراير عام 1955؛ اجتازت عدة فصائل من القوات الإسرائيلية خط الهدنة، وتقدمت داخل قطاع غزة إلى مسافة تزيد عن ثلاثة كيلو مترات، ثم بدأ كل فصيل من هذه القوات يُنفذ المهمة الموكولة إليه. فاتجه فصيل لمداهمة محطة المياه ونسفها، ثم توجَّه إلى بيت مدير محطة سكة حديد غزة؛ واستعد فصيل آخر لمهاجـمة المواقع المصرية بالرشاشـات ومـدافع الهاون والقنابل اليدوية، ورابط فصيل ثالث في الطريق؛ لبث الألغام فيه ومنع وصول النجدة.
ونجح المخطط إلى حدٍّ كبير وانفجرت محطة المياه، ورافق ذلك الانفجار انهمار الرصاص الإسرائيلي على معسكر الجيش المصري القريب من المحطة، وطلب قائد المعسكر النجدة من أقرب موقع عسكري؛ فأسرعت السيارات الناقلة للجنود لتلبية النداء لكنها وقعت في الكمين الذي أعده الإسرائيليون في الطريق، وارتفع إجمالي عدد ضحايا هذه المذبحة 39 قتيلاً و33 جريحاً.
80- مذبحة غزة الثانية
قصفت مدافع الجيش الإسرائيلي مدينة غزة، حيث استشهد 56 عربياً، وجُرح 103 آخرون في مذبحة خان يونس الأولى (30 مايو 1955)، والثانية 1 سبتمبر 1955. وقعت بهذه المدينة مذبحتان في عام واحد، حيث شن الصهاينة عليها غارتين: وقعت أولاهما في فجر يوم 30 من شهر مايو، وثانيتهما في الثانية من بعد منتصف ليلة الفاتح من سبتمبر في عام 1955. وراح ضحية العدوان الأول عشرون شهيداً وجرح عشرون آخرون، أما العدوان الثاني؛ فشاركت فيه توليفة من الأسلحة، شملت سلاح المدفعية والدبابات والمجنزرات المصفحة ووحدات مشاة وهندسة.وكانت حصيلة هذه المذبحة الثانية استشهاد ستة وأربعين عربياً وجرح خمسين آخرين.
81- مذبحة الرهوة
في 11ـ12 سبتمبر 1956 قامت قوات الاحتلال الصهيوني بمهاجمة مركز شرطة ومدرسة في قرية الرهوة؛ حيث تم قتل خمسة عشر شهيداً عربياً، ونُسفت المدرسة.
82- مذبحة كفر قاسم
29 أكتوبر 1956 في 29 أكتوبر 1956؛ وعشية العدوان الثلاثي على مصر؛ تولت قوة حرس حدود تابعة للجيش الإسرائيلي تنفيذ حظر التجول على المنطقة التي تقع بها قرية كفر قاسم في المثلث على الحدود مع الأردن. وقد تلقَّى قائد القوة، ويُدعى "الرائد شموئيل ملنيكي"، الأوامر بتقديم موعد حظر التجول في المنطقة إلى الساعة الخامسة مساءً، وهو الأمر الذي كان يستحيل أن يعلم به مواطنو القرية، وبخاصة أولئك الذين يعملون خارجها، وهو ما نبه إليه قائد القوة الإسرائيلية مختار القرية، كما تلقَّى ملنيكي توجيهات واضحة من العقيد شدمي بقتل العائدين إلى القرية دون علم بتقديم ساعة حظر التجول."من الأفضل أن يكون هناك قتلى. لا نريد اعتقالات. دعنا من العواطف. ".وكان أول الضحايا أربعة عمال حيوا الجنود الإسرائيليين بكلمة "شالوم" فردوا إليهم التحية بحصد ثلاثة منهم، بينما نجا الفلسطيني الرابع حين توهموا أنه لقي مصرعه هو الآخر، كما قتلوا 12 امرأة كن عائدات من جمع الزيتون، وذلك بعد أن استشار الملازم جبرائيل دهان القيادة باللاسلكي. وعلى مدى ساعة ونصف سقط 49 قتيلاً و13 جريحاً هم ضحايا مذبحة كفر قاسم. ويُلاحَظ أن الجنود الإسرائيليين سلبوا الضحايا نقودهم وساعات اليد.
وقد التزمت السلطات الإسرائيلية الصمت إزاء المذبحة لمدة أسبوعين كاملين إلى أن اضطرت إلى إصدار بيان من مكتب رئيس الوزراء عقب تسرُّب أنبائها إلى الصحف ووسائل الإعلام. وللتغطية على الجريمة؛ أجرت محاكمة لثلاثة عشر متهماً على رأسهم العقيد شدمي، وأسفرت المحاكمة عن تبرئة شدمي؛ حيث شهد لصالحه موشي ديان وحاييم هيرتزوغ، بينما عوقب ملنيكي بالسجن 17 عاماً وعوقب دهان وشالوم عوفر بالسجن 15 عاماً، في حين حُكم على خمسة آخرين بأحكام تصل إلى سبع سنوات، وحظي الباقون بالبراءة.
وإذا كانت محاكمة المتهمين الصهاينة قد بدأت بعد عامين كاملين من المذبحة، فإنه قبل عام 1960 كانوا جميعاً خارج السجن يتمتعون بالحرية، حيث أصدر رئيس الدولة (إسحق بن تسفي) عفواً عنهم. والطريف أن الملازم دهان قد سارع بالرحيل إلى فرنسا معلناً سخطه على التمييز بين اليهود السفارد والإشكناز في الأحكام القضائية التي صدرت على مرتكبي مذبحة كفر قاسم.
83- مذبحة خان يونس الثالثة
وقعت المذبحة في3 نوفمبر 1956؛ أثناء احتلال الجيش الصهيوني بلدة خان يونس؛ حيث تم فتح النار على سكان البلد، ومخيم اللاجئين المجاور لها وارتقى 275 شهيداً من القرية والمخيم معاً.
84- مذبحة السموع
شنت قوات المظليين الإسرائيلية في 13 نوفمبر 1966 هجوماً على قرية السموع في منطقة جبال الخليل. وقد خطط للعملية روفائيل إيتان واشترك في تنفيذها لواء دبابات ولواء مشاة، تعززهما المدفعية وسلاح الجو الإسرائيلي.
بعد قصف القرية التي كانت خاضعة للإدارة الأردنية تسللت القوات الإسرائيلية إليها ونسفت 125 منزلاً وبناية بينها المدرسة والعيادة الطبية والمسجد، وذلك رغم المقاومة الباسلة التي أبداها سكان القرية والحامية الأردنية الصغيرة العدد.
وقد أدان مجلس الأمن الدولي بقرار رقم 288 في ديسمبر من نفس العام المذبحة الإسرائيلية، ورفض تذرُّع إسرائيل الواهي بانفجار لغمين في أكتوبر 1966 جنوبي الخليل كمبرر للعدوان.
أدَّت هذه المذبحة إلى استشهاد 18 وجرح 130 جميعهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ. وتُعَد هذه المذبحة نموذجاً للإرهاب المؤسسي المنظم الذي تمارسه الدولة الصيهونية.
85- مذبحة مصنع أبي زعبل
في 12 فبراير 1970؛ بينما كانت حرب الاستنزاف بين مصر وإسـرائيل محصـورة في حدود المواقع العسـكرية في جبهة القتال وحسب؛ أغارت الطائرات الإسرائيلية القاذفة على مصنع أبي زعبل، وهو مصنع تملكه الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، وذلك صبيحة يوم 12 من فبراير عام 1970، حيث كان يعمل في المصنع 1300 عامل. وقد أسفرت هذه الغارة عن استشهاد سبعين عاملاً وإصابة 69 آخرين، إضافة إلى احتراق المصنع.

86- مذبحة صيدا
في 16 يونيه 1982 وقع العدوان الإسرائيلي على لبنان؛ حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في لبنان في عملية قتل جماعي ما لا يقل عن 80 مدنياً، ممن كانوا مختبئين في بعض ملاجئ المدينة.
87- مذبحة صبرا وشاتيلا
وقعت هذه المذبحة في 16 ـ 18 سبتمبر 1982 بمخيمي صابرا وشاتيلا الفلسطينيين، بعد دخول القوات الإسرائيلية الغازية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وإحكام سيطرتها على القطاع الغربي منها. وكان دخول القوات الإسرائيلية إلى بيروت في حد ذاته انتهاكًا للاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية والذي خرجت بمقتضاه المقاومة الفلسطينية من المدينة. وقد هيأت القوات الإسرائيلية الأجواء بعناية لارتكاب مذبحة مروعة نفَّذها مقاتلو الكتائب اللبنانية اليمينية؛ انتقاماً من الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين.
قامت المدفعية والطائرات الإسرائيلية بقصف صابرا وشاتيلا ـ رغم خلوهما من السلاح والمسلحين ـ وأحكمت حصار المداخل الذي لا يشغله سوى اللاجئين الفلسطينيين والمدنيين اللبنانيين العزل. وأدخلت هذه القوات مقاتلي الكتائب المتعطشين لسفك الدماء بعد اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل.
استمر تنفيذ المذبحة على مدى أكثر من يوم كامل تحت سمع وبصر القادة والجنود الإسرائيليين. وكانت القوات الإسرائيلية التي تحيط بالمخيم تعمل على توفير إمدادات الذخيرة والغذاء لمقاتلي الكتائب الذين نفَّذوا المذبحة، وبينما استمرت المذبحة طوال يوم الجمعة وصباح يوم السبت، أيقظ المحرر العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي إرييل شارون وزير الدفاع في حكومة مناحم بيجين؛ ليبلغه بوقوع المذبحة في صابرا وشاتيلا فأجابه شارون ببرود: "عام سعيد".
ووقف بيجين أمام الكنيست ليعلن باستهانة "جوييم قتلوا جوييم. .فماذا نفعل؟" أي "غرباء قتلوا غرباء. .فماذا نفعل؟".
ولقد اعترف "تقرير لجنة كاهان" الإسرائيلية بمسئولية بيجين وأعضاء حكومته وقادة جيشه عن هذه المذبحة استناداً إلى اتخاذهم قرار دخول قوات الكتائب إلى صابرا وشاتيلا ومساعدتهم هذه القوات على دخول المخيم؛ إلا أن اللجنة اكتفت بتحميل النخبة الصهيونية الإسرائيلية المسؤولية غير المباشرة، واكتفت بطلب إقالة شارون وعدم التمديد لرئيس الأركان (روفائيل إيتان) بعد انتهاء مدة خدمته في أبريل 1983؛ ولكن مسؤولاً بالأسطول الأمريكي الذي كان راسياً قبالة بيروت أكد (في تقرير مرفق إلى البنتاجون تسرب إلى خارجها) المسئولية المباشرة للنخبة السياسية والعسكرية الإسرائيلية وتساءل: "إذا لم تكن هذه هي جرائم الحرب، فما الذي يكون؟".
وللأسف فإن هذا التقرير لم يحظ باهتمام مماثل لتقرير لجنة كاهان، رغم أن الضابط الأمريكي ويُدعَى "وستون بيرنيت" قد سجل بدقة وساعة بساعة ملابسات وتفاصيل المذبحة والاجتماعات المكثفة التي دارت بين قادة الكتائب المنفذين المباشرين لها (إيلي حبيقة على نحو خاص)، وكبار القادة والسياسيين الإسرائيليين للإعداد لها.
لقد راح ضحية مذبحة صابرا وشاتيلا 1500 شهيد من الفلسطينيين واللبنانيين العزل، بينهم الأطفال والنساء، كما تركت قوات الكتائب وراءها مئات من أشباه الأحياء؛ فضلًا عن تعرَّض بعض النساء للاغتصاب المتكرر. وتمت المذبحة في غيبة السلاح والمقاتلين عن المخيم، وفي ظل الالتزامات الأمريكية المشددة بحماية الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين من المدنيين العزل بعد خروج المقاومة من لبنان.
وكانت مذبحة صابرا وشاتيلا تهدف إلى تحقيق هدفين: الأول- الإجهاز على معنويات الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين، والثاني- المساهمة في تأجيج نيران العداوات الطائفية بين اللبنانيين أنفسهم.

88- مذبحة عين الحلوة
في 16 مايو 1984 عشية الانسحاب الإسرائيلي المنتظر من مدينة صيدا في جنوب لبنان؛ أوعزت إسرائيل إلى أحد عملائها ويُدعى "حسين عكر" بالتسلل إلى داخل مخيم عين الحلوة الفلسطيني المجاور لصيدا، واندفعت قوات الجيش الإسرائيلي وراءه بقوة 1500 جندي و150 آلية، وراح المهاجمون ينشرون الخراب والقتل في المخيم دون تمييز، تحت الأضواء التي وفرتها القنابل المضيئة في سماء المخيم.
واستمر القتل والتدمير من منتصف الليل حتى اليوم التالي؛ حيث تصدت القوات الإسرائيلية لمظاهرة احتجاج نظمها أهالي المخيم في الصباح. كما فرضوا حصاراً على المخيم ومنعوا الدخول إليه أو الخروج منه حتى بالنسبة لسيارات الإسعاف، وذلك إلى ساعة متأخرة من نهار ذلك اليوم.
وأسفرت المذبحة عن سقوط 15 فلسطينياً بين قتيل وجريح، بينهم شباب وكهول وأطفال ونساء، فضلاً عن تدمير 140 منزلاً واعتقال 150، بينهم نساء وأطفال وشيوخ.
89- مذبحة سحمر
20 سبتمبر 1984 داهمت قوات الجيش الإسرائيلي وعميلها جيش لبنان الجنوبي بقيادة أنطون لحد، قرية سحمر الواقعة في جنوب لبنان. وقامت القوات بتجميع سكان القرية في الساحة الرئيسية لاستجوابهم بشأن مصرع أربعة من عناصر العميل لحد على أيدي المقاومة الوطنية اللبنانية بالقرب من القرية. وأطلق الجنود الإسرائيليون وأتباع "لحد" النار من رشاشاتهم على سكان القرية العزل وفق أوامر الضابط الإسرائيلي ولحد شخصياً؛ فسقط من ساحة القرية على الفور 13شهيدًا وأربعون جريحاً.
وقد حاولت إسرائيل التهرب من تبعة جرمها؛ بالادعاء أن قوات لحد هي وحدها المسؤولة عن المذبحة، وذلك على غرار محاولتها في صابرا وشاتيلا؛ إلا أن العديد من الناجين من المذبحة أكدوا أن عدداً كبيراً ممن نفذوها كانوا يتحدثون العبرية فيما بينهم، بينما يتحدثون العربية بصعوبة، كما أن ما حدث في سحمر يمثل نموذجاً لوقائع يومية شهدها لبنان وجنوبه أثناء غزو القوات الإسرائيلية في يونيه 1982 واحتلاله.
90- مذبحة حمامات الشط
في11 أكتوبر 1985 بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت بنحو ثلاثة سنوات؛ تعقبت الطائرات الإسرائيلية مكاتبها وقيادتها التي انتقلت إلى تونس؛ وشنت هذه الطائرات في 11 أكتوبر 1985، غارة على ضاحية حمامات الشط جنوبي العاصمة التونسية، وأسفرت عن سقوط 50 شهيداً ومائة جريح؛ إذ انهمرت القنابل والصواريخ على هذه الضاحية المكتظة بالسكان المدنيين التي اختلطت فيها العائلات الفلسطينية بالعائلات التونسية.
واستمراراً في نهج الإرهاب الصهيوني الإسرائيلي؛ لم تتورَّع تل أبيب عن إعلان مسئوليتها عن هذه الغارة رسمياً متفاخرة بقدرة سلاحها الجوي على ضرب أهداف في المغرب العربي.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس