الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتياح قطاع غزة سوف يشعل حرب اقليمية دولية متعددة الأطراف

علاء الدين محمد ابكر
كاتب راي سياسي وباحث إعلامي ومدافع عن حقوق الانسان

()

2023 / 10 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


بقلم علاء الدين محمد ابكر

مجلس الأمن الدولي فشل في تبني مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة بسبب معارضة الولايات المتحدة الأمريكية التي تقرع طبول الحرب وتريد جر المنطقة الي كارثة حقيقية ولكن المتابع للشأن السياسي العالمي يجد ان ما يحدث اليوم كان مخطط له منذ وقت طويل فقبل اشهر قام الجيش الاسرائيلي باجراء مناورات عسكرية برفقة الجيش الامريكية تحاكي هجوم على اسرائيل من مختلف الاتجاهات ومنذ تلك اللحظة تكون لدي قناعة بان الحرب قادمة لا محالة

ربما تكون احداث غزة الاخيرة جزاء من مخطط كبير يستهدف الشرق الاوسط وتغير الخارطة السياسية لبعض الدول و منها جمهورية مصر العربية وذلك بتفريغ قطاع غزة من سكانه عبر التهجير القسري و القصف الجوي و التجويع ليستقر بهم المطاف عند الاطراف الشمالية الشرقية لشبه جزيرة سيناء بهدف تنفيذ لصفقة القرن التي اعلن عنها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب و منها انبثق مشروع السلام الابراهيمي والذي وجد قبول من دول عربية منها الامارات العربية المتحدة و مملكة البحرين والمملكة المغربية و جمهورية السودان و في الطريق المملكة العربية السعودية و حتي يكون الجميع على دراية بما سوف يحدث في المستقبل اشير الى انه سوف تكون المنطقة المخصص لتسكين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء اشبه من حيث الرفاهية بهونج كونج او نيويورك من حيث المال والاعمال وذلك ببناء مساكن فاخرة وتمليكها للفلسطيين و مساعدتهم بالمال حتي يكونوا في وضع اقتصادي جيد مقابل تجاهل فكرة العودة إلى فلسطين لذلك تجد بعص حكومات الدول العربية لا تهتم كثيرا بما يحدث للفلسطينيين في قطاع غزة

الشعوب العربية تعاني من اوضاع اقتصادية و سياسية لا تجعلها قادرة على استيعاب ما يحدث و لكن كما يقال ان لكل فعل رد فعل لذلك من المتوقع ان تجد القوات الاسرائيلية مقاومة عنيفة من حركة حماس والفصائل الفلسطينية الاخري في حال الاقدام علي اجتياح قطاع غزة الذي سوف يدفع حزب الله الي مهاجمة اسرائيل من جنوب لبنان و فيلق القدس الايراني سوف يتدفق هو الاخر عبر الحدود السورية الاسرائيلية في منطقة الجولان وحينها سوف تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا و التي ارسلت بالفعل حاملة طائرات وعدد من القطع البحرية الي الشرق الاوسط و هي المرة الأولى تفعلها واشنطن بخصوص تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اذا نحن علي اعتاب حرب اقليمية دولية في منطقة الشرق الاوسط قد تعيد ما كان يحدث ايام الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في اواخر ستينيات القرن الماضي حينها لم تكن حركة حماس قد ظهرت في الوجود بعد فقد كانت توجد حركة التحرير الفلسطينية والتي عجزت عن مقاومة اسرائيل التي تمكنت في ظرف ستة ايام من احتلال شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية والقدس وهضبة الجولان و لكن هذه المرة الوضع مختلف تماما فايران تمتلك اسلحة قادرة من علي البعد من اطلاق صواريخ قد تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي و عبر فيلق القدس و حزب الله تستطيع كذلك من تنفيذ ضربات في العمق الدفاعي الاسرائيلي علي غرار ما قام به الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي حاول استغلال كرت القضية الفلسطينية لكسب ود العرب عندما قصف اسرائيل بعدد (39) صاروخ ضمن حربه ضد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحاول اخراجه من دولة الكويت التي قام باحتلالها في اغسطس1990م ولكن الاعلام في ذلك الوقت الذي كان يعتمد علي بث الراديو و التلفزيون الارضي و الصحف الورقية تلك العوامل لم تساعد صدام حسين من اكمال ما كان يخطط له علي عكس الاعلام في هذا العصر حيث تتوفر فيه افضل وسائل الاعلام من شبكات الانترنت والاتصالات التي تعمل بالاقمار الصناعية مما يمكن كل طرف من تحشيد مناصريه

اجتياح قطاع غزة سوف يكون عقبة كبري امام اسرائيل والتي لا تريد ايقاع خسارة كبيرة في جيشها لذلك سوف تكتفي بتنفيذ الخطة (ب) وهي تدمير قطاع غزة بقصف البنية التحتية فيها ومع ممارسة سياسة الارض المحروقة حتي تصبح منطقة غزة غير صالحة للسكن مما يدفع الفلسطينيين الي الهجرة إلى شبه جزيرة سيناء و لكن هل سوف يقبل الشعب المصري باستقطاع جزاء من اراضيه لصالح تنفيذ صفقة القرن ؟
يمكن الرجوع الي العام 2020 عندما طلبت المملكة العربية السعودية رسمياً من جمهورية مصر العربية تسليمها جزر تيران وصنافير بدعوة انهم جزء من الاراضي السعودية وهذه ليست المشكلة وانما المشكلة في دفع السعودية لمصر مبالغ مالية مما يوحي بأن ما حدث كان اقرب الى البيع منه الي الاعتراف بالحق وبموافقة البرلمان المصري علي تسليم تيران وصنافير مما زاد الشكوك وذلك مايفتح الامل بالنسبة إلى السودان في المستقبل الذي اذا ما حاول استرداد مثلث حلايب وشلاتين وابي رماد عليه بدفع مبلغ مالي كبير الي مصر ولكن وضع السودان الاقتصادي لا يسمح له بذلك المهم ان ما دام موضوع تسليم جزر تيران وصنافير الي السعودية قد مر بسلام بدون ما يحتج عليه الشعب المصري فاعتقد ان نفس الشيء ربما قد يحدث في شبه جزيرة سيناء لتنفيذ صفقة القرن خاصة وان المناطق الشمالية الشرقية من سيناء مناطق صحراوية لن تفيد مصر في شي و القاهرة تعاني من ازمة اقتصادية كبري ربما تكون تلك الصفقة تمثل لها حل للمشكلة اذا بالتالي لن تشارك جمهورية مصر العربية في الحرب القادمة في حال اندلاعها و نفس الشيء ينطبق على المملكة الاردنية الهاشمية التي لا تريد التورط فى حروب المنطقة وسوف تكتفي باغلاق حدودها مع الضفة الغربية

الصراع في الشرق الاوسط اختلف عن ما كان عليه في الماضي و ربما يتكرر شبح الحروب التي مرت على المنطقة في اربيعينات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي و لكنها هذه المرة عبر سيناريوهات جديدة

𝗔𝗹𝗮𝗮�@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
جمهورية السودان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24