الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (16)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


16. واشنطن لم تعد تضحك.(2)

نورالدين علاك الأسفي.
[email protected]

البنتاغون لا يسعى لزيادة مستوى جاهزية القوات النووية الأمريكية، و روسيا نشرت أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
من يحمل الكلام على صدق الوضع؟
البنتاغون من ارتباكه لين لهجته: "لقد رأينا تقارير عن إعلان روسيا. لا نرى أي سبب لتغيير استعداد قواتنا النووية، ولا أي مؤشر على أن روسيا تتحضر لاستخدام أسلحة نووية.
و بعد لأي جاء القول الفصل.الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعلن أن موسكو ومينسك اتفقتا على نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا من دون انتهاك الالتزامات الدولية.و أن روسيا لن تسلم أسلحة نووية إلى بيلاروس، لكنها تفعل ما كانت تقوم به الولايات المتحدة منذ عقد من الزمان.
الأسلحة النووية بعهد روسيا موكولة بتهديد مرتقب؛ و امتلاكها يدخل في نهج الردع، و الوحيد كرد تأخذه روسيا على محمل الجد حاليا لصد التهديدات الخارجية لأمنها. فإمداد أوكرانيا بالسلاح يزيد من خطر حدوث صدام بين القوى النووية.
السياسة الخارجية لروسيا مؤخرا باتت ناقلا لدور الأسلحة النووية. شروط استخدامها المحتمل منصوص عليها في العقيدة الإستراتيجية. و سياسة الدولة في مجال الردع النووي ذات طبيعة دفاعية حصرا.
و الحفاظ على إمكانات القوات النووية عند الحد الأدنى الضروري، يهدف إلى ضمان حماية سيادة الدولة الروسية وسلامة أراضيها، ومنع العدوان على روسيا وحلفائها.
سيرغي لافروف؛ وزير الخارجية الروسي طالما تحدث بأن الوضع حول أوكرانيا أكد صحة مخاوف روسيا: "من خلال الانتهاك الصارخ لمبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة، فإن الناتو؛ وهو منظمة أعلنت نفسها تحالفا نوويا؛ راهن على "هزيمة إستراتيجية" لروسيا. "والغرب الجماعي استخدم أفعالنا القسرية لحماية محيطنا الأمني، كذريعة للانتقال إلى مواجهة شرسة باستخدام ترسانة هجينة من الوسائل".
لكن سيرغي كاراغانوف. ./ SERGEI A. KARAGANOV الأكاديمي الروسي و الرئيس الفخري لهيئة رئاسة مجلس السياسة الخارجية والدفاع انتصر لرأي من بنات أفكاره إقرارا و احتفى بذيوعه انتشارا.
فقد نشر مقالا أولا تحت عنوان: كيف نتجنب الحرب العالمية الثالثة؟ بالموقع الإلكتروني "روسيا في العلاقات الدولية". يطرح فيه، مايراه تنقيحا عقب مقال شهير له كذلك في منتصف يونيو من العام الجاري.
المقال الثاني نشر في مجلة "بروفايل" بعنوان "استخدام الأسلحة النووية يمكن أن ينقذ البشرية من كارثة عالمية"، نشر على الموقع الإلكتروني "روسيا في العلاقات الدولية" Russia in Global Affairs، بات حديث لعشرات الآلاف من الردود والاعتراضات عبر العالم ، زد ما تلقاه المقال من عديد كلمات الدعم.
ضرورة الردع النووي على أهمية بالغة في منع اندلاع حرب نووية كبرى، مرددا حججا جديدة، ويرد على منتقديه بشأن نظرية الردع النووي، لا سيما في ظل عالم متغير يتحول إلى التعددية القطبية.
كما يجادل فيه المناقشة حول دور الدرع النووي في منع نشوب حرب نووية كبرى، أو حرب كبرى بشكل عام. للحاجة الملحة إلى تكثيف الردع النووي، وهو نشر جولة جديدة من سباق التسلح، والتي من المحتمل أن تكون أكثر تكلفة وخطورة مما كانت عليه خلال سنوات الحرب الباردة الأخيرة. لصالح سياسة تكثيف الردع النووي وترهيب وإيقاظ العدو.
إن الردع النووي النشط، الذي أقترح الكاتب اللجوء إليه، يهدف على وجه التحديد إلى منع نشوب صراع نووي عالمي ساخن، وبل ومنع أي استخدام للأسلحة النووية.
"وإني؛ و الكلام لكاراغانوف؛ لأتفهم بقلبي بعض الانتقادات ممن يقولون إن هذا لا ينبغي أن يحدث لأنه أمر فظيع، إلا أنني، عقلانيا، أرفض ذلك. فدعاة السلام، بما في ذلك في الدول النووية، يعيشون حياة جيدة جالسين على شبكات التواصل والمقاهي، ويثرثرون فقط لأن الجنود يقاتلون ويموتون من أجلهم، كما يفعل جنودنا وضباطنا الآن في ميادين المعارك بأوكرانيا.
ثم يعرج موضحا على أنه يعلم جيدا النظرية القائلة بأن الأسلحة النووية إذا ما استخدمت ستؤدي حتما إلى تصعيدها على المستوى العالمي وتدمير الحضارة الإنسانية. وهذا الاحتمال موجود، ولا ينبغي الاستهانة به بأي حال من الأحوال. ولكن، من دون تعزيز الردع النووي، واستعادة الخوف من الحرب النووية، بما في ذلك التهديد الحقيقي المتمثل في الاستخدام المحدود للأسلحة النووية، فإن نشوب حرب عالمية أمر لا مفر منه عمليا، نظرا للمسار الذي يسلكه العالم.
و للتقليل من خطر الحرب النووية من أجل تبرير السياسات المتهورة وفرض الهزيمة على روسيا يصل إلى حد السخافة. إجابته كانت عند مدفيديف مقتضبة : يبدو أنه لم يعد أمامنا خيار آخر.
في حين أن فرص تطور الحرب في أوكرانيا إلى صراع عالمي ليست عالية، إلا أنها ليست معدومة أيضا. فالدول الأوروبية تزيد من إنفاقها الدفاعي. كما الخوف من العدوان الروسي الأوسع جعل العديد من هذه الدول على حافة الهاوية. إنهم يدركون أنه مع استمرار الحرب، وتزايد الخسائر، وتزايد ضغط العقوبات، يمكن أن يصبح "الدب الجريح" أكثر خطورة وربما أكثر عرضة لسوء التقدير.
و هو ما عمل سيرغي لافروف؛ وزير الخارجية الروسي على تسويقه في خرجاته الإعلامية؛"أريد أن أؤكد أن بلادنا ملتزمة التزاما كاملا بمبدأ عدم جواز الحرب النووية؛ وتنطلق من حقيقة أنه لا يمكن أن يكون هناك منتصر في مثل هذه الحرب. وعليه، لا ينبغي إطلاق العنان لها".
و لا يجد الوزير غضاضة في التأكيد على منع أي مواجهة عسكرية بين القوى النووية، لأنها محفوفة بالانتقال إلى المستوى النووي. ففي هذه المرحلة، فإن المهمة الأكثر أهمية لكل القوى النووية هي أن تظل ملتزمة بهذه التفاهمات وتبدي أقصى درجات ضبط النفس".
لكن واقع الحال ينبئ بالمؤجل إلى حين؛ فقد أفاد موقع Statista.com نقلا عن رابطة العلماء الأمريكيين، بأن عدد الرؤوس الحربية النووية في العالم ارتفع في الفترة من يناير 2022 وحتى يناير 2023 بواقع 136 رأسا.
وذكر التقرير أن الإحصائيات تأخذ في الاعتبار الرؤوس الحربية المنشورة والمخزنة.وأشار التقرير إلى أن الزيادة في عدد الرؤوس النووية حدثت بشكل رئيسي بسبب الصين وروسيا وكوريا الشمالية وباكستان والهند.
وعام 2022 انخفض عدد الرؤوس النووية في العالم بشكل طفيف، وفي الفترة من عام 2009 إلى عام 2017 انخفض بوتيرة سريعة بين 100 و450 رأسا سنويا.وفي وقت سابق، أفاد معهد ستوكهولم لدراسة مشكلات السلام (SIPRI)، بأن التخفيض العالمي في عدد الرؤوس الحربية النووية قد توقف، وأن عددها أخذ يتزايد مرة أخرى.ووفقا لتقديرات المعهد، في عام 2022 كانت الدول النووية في العالم تمتلك حوالي 13400 رأس نووي معظمها في روسيا والولايات المتحدة.
الآن؛ تجري أقوى عملية إعادة توزيع للقوى العالمية في التاريخ من حيث الكثافة والسرعة. "الغرب الجماعي" الذي هيمن وفرض مصالحه وأوامره على مدى القرون الخمسة الماضية دخل في "معركة أخيرة" يائسة، من أجل الحفاظ على موقعه المهيمن، الذي سمح له بسرقة بقية البشرية وقمع الحضارات الأخرى.
و حتى لا نعدم بالصدد ذكرى من التاريخ ؛ السيناتور الروسي، أليكسي بوشكوف، يذكر أنه في أواخر التسعينات، تحدث بايدن الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ آنذاك مع مسؤولين روس هددوا بـ"تكوين صداقات مع الصين" إذا واصل الغرب توسيع حلف "الناتو" شرقا.و ردا على ذلك تمنى بايدن ساخرا "النجاح للروس، ونصحهم في حال فشلهم بذلك بتكوين صداقات مع إيران".
لقد نجحت روسيا بتشكيل محور مع إيران والصين، والآن في الولايات المتحدة صاروا يعتبرون ذلك تحديا رئيسيا لواشنطن.. هم نصحوا، و هم خلقوا هذا التحدي".
اليوم؛ دول العالم لا تواري رغبتها الأكيدة في امتلاك السلاح النووي الظاهر منه أو الخفي. و معه؛ على رأي بوشكوف؛ "واشنطن الآن لم تعد تضحك".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم