الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الاقصى او طوفان النصر حلقة من انهيار الكيان الصهيوني

الرفيق طه

2023 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يوم السابع من اكتوبر سنة 2023 استفاق العالم على الخبر الصاعقة. صاعقة ضربت كل الكيان الاسرائيلي و كل داعميه في الشرق و الغرب و في كل بقاع الارض. كما ضربت كل مناهضي الصهيونية و اغتصاب الارض و الوطن للشعب الفلسطيني من العرب و غير العرب ،من كل القارات .
الخبر كما تناقلته وكالات الانباء و بثته القنوات التلفزيونية و الاذاعية و صفحات التواصل الاجتماعي يعلن ان حركة حماس الفلسطينية اخترقت السياجات و الجدران الفاصلة بين قطاع غزة المحاصر و المغتصبات المحيطة به و التي تعتبرها دولة الكيان الصهيوني جزء منها.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم ، تناسلت معه التحليلات حول ما حدث. لكن المثير للجدل في عدد مهم منها و لدى من يسمون محللين ،بل ان بعضهم ينعتونهم بالخبراء، هو وحدتهم و اتفاقهم على ان العملية مدبرة مسبقا. بمعنى ان الكيان الصهيوني كان على علم بمخطط التدخل العسكري لحماس في المغتصبات و ان طريق كان سالكا للمهمة بترخيص من المؤسسة العسكرية و المخابراتية للكيان الصهيوني. كما ان المقاومة الفلسطينية استدرجت للفخ الذي يبحث الكيان و حلفاءه وضع المقاومة و غزة فيه. و يكون ذلك مبررا مقنعا للتدخل في غزة و تمرير مخططات كانت جاهزة قبليا و تنتظر التنفيذ فقط.
هذا التحليل مقنع لو انه اتى من اناس بسطاء لا يعتقدون انفسهم خبراء و محللين، اسلوب شعبوي غارق في البساطة و الجهل بالحقائق على ارض الواقع.
كما انه مقنع لاناس بسطاء جاهزون لتقبل اي شيء يقدم لهم لاشباع حاجتهم في الحقد على المقاومة و كل ما يرفع من شأنها و يبرر انسلاخه من الانسانية و الفكر البشري الرزين الذي يرفض ما تأتي به الصهيونية و حلفائها..
هذه الوضعية التي يعيشها هؤلاء الرعاع فكريا تبرهن على ان الهزيمة المزمنة ترسخت لدى اشباه المثقفين، اولائك الذين فعلت فيهم ما فعلت البروباغاندا الصهيوامبريالية. انهم المثقفون الذين اغتصبوا كما اغتصبت فلسطين بمقدراتها التاريخية و الجغرافية بقوة السلاح و الاموال و القوة السياسية و الدبلوماسية و السيطرة الاعلامية . انها ادمغة تم حشوها بوعي زائف.
الوعي الزائف نتيجة الهزيمة المزمنة، هو الايمان بان الكيان الصهيوني قوة لا تقهر.جيشه لا يهزم. بل ان ايمانهم تجاوز كل الاسقف في تأليه الكيان الصهيوني. اصبح كيانا للٱلهة و ليس للبشر في تصورهم.
حملة الوعي الزائف بسطاء لا يعلمون ان الاسرائيلي عبر التاريخ ضحية الخرافة و الاسطورة المقدستين. تلك التي اعتبرته فوق البشر و اقرب الى الإله و انه شعب مختار لا ياتيه الباطل من بعيد و لا قريب.
الايمان بهذه المسلمات ينم على ان من يحملها عن وعي او بدونه ان له نصيب مهم من الغباء و البلادة التي تفاقمت في الافراد و الجماعات و المجموعات و توارثتها الاجيال الى ان اصبحت جزء من الهوية الاسرائيلية.
الم يكن تجميع اليهود في ارض فلسطين اكبر خدعة و اشد تعبير عن الغباوة و البلادة ممن يعتبرون انفسهم اذكياء اليهود و اسرائيل ؟؟
كيف تم التغرير باليهود و اقتلاعهم من جذورهم في مجتمعاتهم الاصلية ليستنبتوا في ارض لا تربطهم بها الا الاسطورة و خرافة الوعود الوهمية. هل هناك وصف يمكن ان نصف المؤمن بهذا غير الغباء و البلادة.
اليست هذه اكبر مؤامرة تمت في حق الانسانية و اليهود جزء منها كبشر لهم كل الحقوق التي يستحقها اي انسان و هي الحفاظ على الروح و الامن و الحياة؟
اليست جريمة انسانية ان يتم نقل اليهود من جذورهم و شعوبهم و اممهم ليكونوا حطب بؤرة من النار ليحترقون فيها و يحرقون من فيها تنفيذا لمخخططات استعمارية لبريطانيا و امريكا و كل الامبريالية الرأسمالية العالمية.
الم يكن اليهود ٱلية لتأبيد احتلال منطقة الشرق الاوسط بشكل ترعى فيه اسرائيل و اليهود مصالح القوى الكبرى في العالم.؟
الم يكن اليهودي ورقة تشتعل بها نار الاستعمار و الاحتلال في فلسطين على حساب ارواح اتباع الديانة اليهودية الذين تم استغلال ايمانهم بالاساطير و الخرافات التي ما انزل بها العقل من برهان.؟.
اكيد ان هذا الحال لا يقتصر على اليهود كيهود و لكن على الذين استقطبتهم الصهيوونية العالمية كحركة عنصرية و خادمة للمخططات الامبريالية و اللوبيات الاجرامية في تجارة الحروب و السلاح. اما اليهود كاناس متدينين بمعتقد محدد او كإثنية و الذين لم تنل منهم المٱمرات الصهيونية و الامبريالية العالمية فإن ما يسري عليهم هو ما يسري على كل الاحرار في العالم.
الدهماء يعتقدون ان دولة الكيان لا تهزم و لا يمسها الضعف من اي جهة .
• تضخمت صورة الكيان الصهيوني في ادمغتهم حتى اعتقدوا ان اسرائيل و حلفائها يتحكمون في التاريخ و الجغرافيا و في الحاضر و المستقبل و كل المسارات على الكرة الارضية..
لا يعلمون ان اضعف كيان على وجه الارض هو الكيان الاسرائيلي.لماذا ؟؟؟
الكيان الوحيد عبر التاريخ الذي صنعته البشرية بنفسها هو الكيان الصهيوني. كيان اصطناعي و ليس كيانا طبيعيا سليما.
الكيان الاسرائيلي هو الكيان الوحيد في العالم الذي تكونه فسيفساء ثلثي طوائف العالم دون ان تجمع بينها اية روابط غير ما رسخته الصهيونية العالمية من بروباغاندا.
كيان صنع كما تصنع الٱلات من اجزاء متناثرة كل جزء اوتي به من منطقة و جهة. كيان مكون من طوائف اقتلعت من أصولها و جذورها و تربتها لتستنبت في تربة لا تلائمها بتاتا .
الهويات الطائفية في الكيان لا تتلائم و لا تتوافق حتى في العقيدة و الدين ، بل ان ما يوحدها فقط هو الخوف الذي تسوقه البروباغاندا الصهيونية المبنية على المظلومية.
البروباغاندا الاعلامية الصهيونية المسيطرة على الكيان باكمله معتمدة بالاساس على ان اليهودية هي الانتماء للمجتمع الضحية ، الفرد ضحية، و المجموعة ضحية و الطائفة ضحية.
ضحية هي ان الجزء محتاج لقبول الاخر ضحية مثله . و الكل ضحية ان العالم كله ضده و يكرهه. و العالم ضدك لان انت افضل من كل العالم. و لذلك فالاسرائيلي دائم الرعب من الأخر.
لذلك فالوحدة الوحيدة التي تجمع الاسرائيليين الصهاينة هي الشعور بالتميز و الخوف من الٱخر ،و الٱخر هو كل العالم بمن فيهم الحليف.
هذا الوضع لا يلغي الصراع و نفي الٱخر و بذور الحرب الاهلية في الكيان الصهيوني بل ان شروطها مرتفعة جدا فيه.
لكن تضخيم العدو الخارجي و المٱمرات المصطنعة و صناعة الحرب المستمرة بلا توقف و تدبير المٱمرات و العدوان على الغير يرفع منسوب الخوف الذي يعتبر اساس الوحدة في الكيان المصطنع.
لو انتفى الصراع مع الخارج و لم يجد الكيان سببا للحرب مع الجيران فسيعرف الحرب الداخلية التي لن تتوقف لا بين المجموعات الاثنية فقط بل حتى بين اللوبيات و الانتماءات و الاصول بين فسيفساء الطوائف الصهيونية.
في المجتمع الصهيوني هناك تفسخ للفساد و الخيانة و الرشوة و كل الانحطاط الاخلاقي و الاجتماعي و العقائدي .
الحرب الاهلية في هذا الكيان ،الذي لا يرقى لان يكون مجتمعا ، اقرب و اسهل للاشتعال فيه اكثر من اي كيان على وجه الارض و عبر التاريخ.
الصورة التي تضخمت لدى الرعاع عن هذا الكيان هي نتيجة عادية للقوة الاعلامية العالمية لتمجيد الكيان و مسح وجهه.
انه كيان يظهر في صورة أسد و لكن حقيقته انه اوهن من اسد من ورق.
ما قامت به المقاومة الفلسطينية في اليوم المشهود للسلبع من اكتوبر 2023 لم يكن الا شجاعة من المقاومين و بسالتهم.و قوة ايمانهم بقضيتهم .نتيجة طبيعية لاعتماد المقاومة على المقاربات العلمية و التقنية في العمل الحربي و ليس على الهزيمة الذاتية و الخرافة.
اعتماد المقاومة على امكانياتها البسيطة دون المغالات في قدراتها جعلها تطور وسائلها و تقنياتها الحربية بتطوير منتوجاتها في صناعة السلاح و الصواريخ و الاستفادة من كل التجارب و من الاخطاء السابقة و تجاوزها.
الاعتماد في الوصول الى خطوط العدو و تحديه ليس عبر السماء التي يسيطر عليها بتقنيات الطيران و الرادار الذي توفره له الامبريالية العالمية و لكن عبر الانفاق. و هذا ذكاء خارق من المقاومة و تقدير محكم لقدراتها و امكانياتها.
من يعتقد ان المقاومة الفلسطينية دخلت للمغتصبات المحيطة بغزة عبر البر و الجو فهو واهم. الطرق الاساسية كانت هي الانفاق التي حفرت بلا كلل.
عامل الحصار على الشعب الفلسطيني و انسداد اي افق للحلول الاممية و الدولية و تنشيط تطبيع الانظمة العربية مع الكيان الصهيوني و تضخم التطرف اليميني داخل الكيان و في الدول الحليفة له وضع البوصلة السليمة امام الشعب الفلسطيني و قواه المقاومة. بوصلة تعتمد على الذات الفلسطينية و تخرج من فخ الانتظارية و هوس و وعود جيوش الانظمة لدول الطوق التي لم يعد يعول عليها جعل المقاومة الفلسطينية تطور ٱليات حربها المسلحة ماديا و استخباراتيا و على كل المسارات.
انتصار الشعب الفلسطيني لا بديل عنه و نهاية الكيان المغتصب حتمية و ليست الا مسألة وقت. انها الحتمية التاريخية، ان ينهار الكيان الصهيوني او يهزم فينهار.
و ما طوفان الانتصار للسابع من اكتوبر الا بداية لهذا الانهيار. و ما يرتكبه الكيان من تدمير و قتل للبشر و الحجر بكل الاسلحة الفتاكة التي لا تبقي و لا تذر ليس الا تجلي الانهيار.
الكيان الصهيوني يمكنه استعمال السلاح البيولوجي و النووي و الفسفوري و يدمر كل البنايات في غزة و جينين و في كل مكان من فلسطين و لن يرحم و لكن كل ذلك ليس الا حفرا لقبره و تأبين لجثته النتنة. مهمة الكيان الصهيوني انتهت تاريخيا و عمليا. القطب الذي كلفه بالمهمة ينتظر تأبينه فهو يحتظر لترك المكان لقوى اخرى و اقطاب اخرى.
و النتيجة هي صفعة طوفان الانتصار. انتصار المقاومة الفلسطينية و شعب فلسطين شعب الجبارين.
سي محمد طه16/10/2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانهيار الصهيوني امنية لا حقيقة!!!
سهيل منصور السائح ( 2023 / 10 / 18 - 09:12 )
نتمنى النصر للشعب الفلسطيني بقيادة عصرية ديموقراطية بعيدا عن التسييس الديني وابعاد حماس وجميع المنظمات الاسلامية عن شان فلسطين لان المنظمات الاسلامية ظاهرها ماء زلال وباطنها سراب الصحراء.


2 - التوحش الديني العنصري لايمكن ان ينتصرفي عصرالحضاره
الدكتور صادق الكحلاوي- ( 2023 / 10 / 19 - 05:44 )
الانسانية الجديده-يوجد طريق واحد احد انساني امام من يسمون انفسهم فلسطينيين-التاءخي مع اخوتهم اليهود بعد اتخاذ كل الاجراءات الضامنه لعدم عودة بربرة الاسلام والعربجيه لتوحشهم وغدرهم باءخوتهماليهود بناة دولة اسرائيل المتحضرة الرقيه والدمقراطية -تحيا اسرائيل-يحيا التاءخي العربي -اليهودي


3 - توحش ذباب الموساد لن ينتصر رغم نازيته
حسين علوان حسين ( 2023 / 10 / 19 - 19:51 )
لقد دس الموساد الذبابة المخمورة حانة في ت 2 وقرينتها الذبابة الأمية مانه،مع منيرة الحقيرة ومتابعتهم الذبابة الجرباء للترويج للنازية الصهيونية الداعشية الشمولية أم التطهير العرقي والابادات الجماعية و حصار الشعوب بلاماء ولا طعام ولا وقود ولامخابز ولا مدارس، مع نسف المستشفيات. أموال السحت الحرام التي تقترف بفضلها العصابات الصهيونية النازية جرائمها المهولة في غزة وتقتل أطفالها ونسائها ومدنييها جزء منها يذهب لقطيع الذباب الصهيوني النازي الداعشي لتبييض جرائم أسياده. لا يوجد شيء أسمه الشعب اليهودي، مثلما لا يوجد شعب مسيحي ولا شعب أسلامي أو بوذي... الكيان النازي الصهيوني الداعشي الشمولي هو كيان مصطنع تم تصنيعه وتوظيفه ككلب حراسة مكلوب في المنطقه واجبه ابادة العزل وشن الحروب الاجرامية ونسف المستشفيات وقصف دور السكن وتدميرها على رؤوس سكانها العزل واقتراف أبشع المجازر التي شهدها التاريخ.
كل أجساد الذبابة الموسادية حانة ومانة ومنيرة الحقيرة والمتابعة الجرباء ملطخة بدماء أكثر من ستين مليون عربي ابادتهم الامبريالية الغربية لتصنيع دولة العصابات النازية الداعشية الشمولية على أرض فلسطين العربية


4 - ومع ذلك فهي دولة إجرامية
حميد فكري ( 2023 / 10 / 19 - 22:32 )
حتى لو اعتبرنا إسرائيل دولة ديموقراطية متقدمة ،فهذا لا ينفي كونها أيضا دولة إجرامية عنصرية محتلة ، ويجب مقاومتها.

أجل ،أحسنت المقاومة في تطوير إمكاناتها كما أحسن الفتناميون من قبل ،تطوير قدراتهم البسيطة ،في مواجهة أعتى قوة إمبريالية ظالمة .فقد إستغلوا بيئتهم الغابوية ، في نصب الكمائن والفخاخ ،لصطياد فرائسهم الأمريكيين ،وقتلهم كما تقتل الفرائس .


5 - الديمقراطية والفصل العنصري لا يجتمعان
عبدالله عطية شناوة ( 2023 / 10 / 20 - 02:10 )
عزيزي الأستاذ حميد فكري
إسرائيل قامت على أساس عنصري باعتبارها دولة لشعب معين وليس دولة لكل مواطنيها، وأكدت ذلك في قانون بهودبة الدولة ، بعد أن كانت تمارسة طيلة وجودها، فأي يهودي في ي بقعة من العالم، يصبح إسرائيليا بمجرد تقديم الطلب، فيما يحرم من هذا الحق ملايين الفلسطينيين المشردين في شتى أنحاء العالم، هذا فضلا عن التمييز بحق الفلسطينيين في الأراضي التي احتلت عام 1967 الذن لا يتمتعون بأية حقوق لأكثر من نصف قرن، ويمارس ضدهم الفصل العنصري بأبشع صوره بشهادات إسرائيليين أحرار أفرادا أوجماعات. ولهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال وصف الكيان النازي الصهيوني بأنه كيان ديمقراطي.
للذباب الألكتروني أن يقول ما يقول، بتكليف من مشغليه، ولا ينبغي أخذه على محمل الجد، لانه عبد مأمور يردد الصياغات التي يمليها عليه أسياده.