الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل حرب إسرائيلية هي حرب أميركية أيضا

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 10 / 18
القضية الفلسطينية


من المنطقي أن يبحث المرء عند مقاربته لموضوع حرب تدور رحاها في مكان ما عن هوية الأفرقاء المتحاربين فيما بينهم بقرار سيادي لكل منهم أو بالوكالة عن أحلاف عالمية أو إقليمية ، متناحرة ، بعضهم أو جميعهم عاملون في أطرها أو تابعون لها ، بناء عليه لا نستطيع القول أن الحرب التي أعلنتها إسرائيل على قطاع غزة ، هي في الواقع بين هذين الطرفين الأخيرين . لعل مسارعة الاساطيل الأميركية و البريطانية و غيرها إلى شرق المتوسط خير دليل على ذلك . ناهيك من أن جذوة الحرب إذا جاز التعبير ، موجودة تحت الرماد منذ بدايات القرن الماضي ، بين الشعب الفلسطيني من جهة و الحركة الصهيونية صاحبة المشروع الإستعماري التوسعي الاستيطاني على أرض فلسطين و جوارها من جهة ثانية . و تحديدا منذ خروج أنظمة الحكم العربية من المواجهة ، تصديا لمشروع هذه الحركة ، بعد هذه الأنطمة هزيمة ماحقة في حرب حزيران 1967 ،كانت في الواقع ذات بعدين ، عسكري في ميدان القتال وشرعي في البلاد التي تديرها ،حيث أظهرت الحرب أنها فشلت في توفير الظروف الملائمة لنشوء أمة و كينونة وطنية . الأمر الذي أعفى هذه النظم الحاكمة من المحاسبة و مكنها من أحكام قبضتها بشدة على السلطة ،بالتواطؤ أحيانا مع الحركة الصهيونية نفسها تحت عناوين مغشوشة مثل " مؤتمرات السلام " و " لقاءات الأديان " . مما جعل الشعوب العربية عاجزة عن خوض حرب تحريرية و طنية حتى نهاياتها.
مجمل القول أن الحرب استمرت بين الحركة الصهيونية بواسطة أداتها ، دولة إسرائيل التي صارت تحتل كل فلسطين بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء و هضبة الجولان السورية من جهة و بين المقاومة الفلسطينية ضد المحتلين من جهة أخرى . تتوجب الإشارة هنا ،على عجالة ، بأن هذه المقاومة فشلت بالإفلات من قيود نظم الحكم المعنية ،كونها في البلدان المحيطة بفلسطين ، الفاقدة لشرعيتها ، بعد هزيمتها في حرب حزيران ، حيث وقعت بينها و بين المقاومة ، اصطدامات عديدة ، حققت بنتيجتها هذه النظم مكاسب تمثلت أساسا ،باقتطاع بعضها فصائل من المقاومة تابعة لها مقابل تتويج المقاومة " دولة " في المنفى " البيروتي " عضو في منتدى الدول العربية ، ملتزمة " بالخطة العربية المشتركة " إلى حد محاكاة هذه الدول في نهاية المطاف ، على صورة " دولة رام الله " الفلسطينية .
ولكن إذاكانت "مقاومة "الحكام اتخذت الشكل المعروف، فإن مقاومة الشعب الفلسطيني استمرت باشكال مغايرة ،لا ندخل الآن في تفاصيل ملامحها ،أو بتعبير أدق، يتطلب تظهير هذه الملامح أولا الإلمام بالواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع تحت نظام الغيتو الإسرائيلي ،و في الضفة الغربية بوجه خاص و كل فلسطين عموما تحت نظام التمييز العنصري الإسرائيلي. بالإضافة إلى هذا كله ،لا بد من ربط هذه الحرب التي أعلنتها دولة إسرائيل على القطاع بمشروع الحركة الصهيونية الذي لم تكتمل بعد جميع مراحله إلى جانب دور هذه الدولة في الحروب الأميركية على أوروبا و من اجل السيطرة على مصادر الطاقة ، دفاعا عن الدولار من جهة و ضد روسيا و الصين من جهة ثانية حفاظا على مكانتها كدولة قطبية أولى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة