الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فِطَام

عبد الله خطوري

2023 / 10 / 18
الادب والفن


هو طفل تَاهَ عنه آلجناح .. هو براءة عصفور تَسْبحُ في أَقَاح .. العالم دخان، وآلناس هُمُ آلناس في كل زمان في كل مكان .. أضْغَاثٌ تُزاح ... سمعَـتِ العينُ الصوتَ المُناديَ يتكرر مرارا ولم تأبهْ .. كان آلحلْمُ أكبرَ من كل جائر ومُعَـادٍ .. ألوان ترفرف في آلضياء في آلظلال في آلرُّواء في آلعطاء في آلهضاب في آلوهاد في آلسحابِ في آلسماء .. آه .. خالتي الجميلة .. نعم .. إنه لكِ .. فرخ صغير أصفرُ أخضرُ بلون عينيكِ بالكاد يطير هنيهات هنا هناك ينتظرُ .. حلَّ هكذا بيَدي، فَخَطَرَ ببالي ما خَطرَ .. هو لها .. هكذا للتو فكرتُ خمنتُ قررتُ .. هو لكِ .. ومع توالي نداء .. آآآوْرَى .. هبطتُ متريثا من سماواتي آلعُلا، بحرص حذر وطـأت درجات السلم آلخشبي وكُلّي فرح وحبور بما قمتُ وسأقوم به …

_مايَنْ تَكّدْ دَكْ أوسطيحْ ..؟؟.. ياكْ نيغاشْ إيلْ تَّالي دينْ ؟؟ (ماذا تفعل في السطح ؟ ألمْ أقل لك لا تصعد هناك؟)

لم أنبسْ بشيء …

_ الله يحرقْ حَسّكْ …

أرْدَفَتْ بغضب ...

كانت يدي خلف ظهري، أترقبُ متوجسا حائرا …

_تَقِيمَتْ غير شَكْ أوتْجِي تَمُوشلُوْتْ .. أنَـشَلْ لَبْدَا نَتْـعَايَنِيشْ .. مَاتّا لَمُّودَا ؟ مَاتَّـا إيمُوعْذارْ ؟ ياالله غيمْ أغيمِينَّشْ ..
(وحدك ظللتَ دون غذاء، أنظل ننتظرك دائما ؟ ما هذه العادات القبيحة، اجلس مكانك لا تبرحه ... )

كانت تصرخ جدتي .. كانوا ينهون ما يأكلون ساهمين يصمتون؛ وإذا بالفرخ الصغير، بالوافد الجديد، بسِري الكبير، مفاجأتي الموعودة، ينبجس من يَدَيَّ صائتا مصوتا هائما في أجواء المطبخ وردهة الجلوس، يطفر في شبه تحليق إلى (أزقاق)، فأتبعُه مطارِدا معانِدا متعثرا لاهثا حتى تمكنْتُ من بدنه الضئيل الضامر وقد ناله تعب شديد بين ثنايا فجوات الحطب (إيكَشُّوطَنْ) المنضود قرب زريبة آلماعز (آسَنْسُو نَطْغَاطَّنْ) ...

_آرَى يِيتْ ..!!.. / أعْطيني إيّـاه ...

قالتْ صرامتُها الآمرة ..

فناولتُه إياها مكرها مذعنا مستسلما في خنوع، وما كان منها إلا .. ويااالهول للمفاجأة .. يا للصدمة القاصمة .. نعم .. لقد ألقَتْ به حيا في حمأة أتون الفرن المتقد .. كان منذ ثواني فقط يتنفس، يعلو صدره الصغير ينخفض يعب من الحياة في خمائل من سناء بديعة العطاء .. لقد أحْرَقَتْه ببرودة دم أو بردة فعل عنيفة أو بغضب أو .. أو .. أو ... النتيجة واحدة في نهاية المطاف … عُصَيْفِير صغير في مَحرقة .. لقد قَتَلَتْه .. نعم .. إنه الحريق مرة أخرى وأخرى .. أغْمَضْتُ عَيْنَيَّ .. لا لم يكن كابوسًا .. لم يكن حُلْمًا مفزعا .. كان حقيقة مروعة .. خرجتُ من الدار مهرولا في آنحدار أخبُّ في عثار في منعرجات آلشعاب .. مررتُ حذاء (العين) وصهريج (لابَرْوَالْ) ومعصرة الزيتون (تاسِيرْتْ) القديمة والجديدة، تركت الحقول ورائي .. صعدتُ تلةً تشرف مباشرة على حافة بُحيرة (تامْدَا) وحفرة البيرْ ووادي (المَشْرَعْ) قبالة هضبة (بولَرْباحْ) .. وكطائر قشيب ملتاع أفردتُ الجناح وطفقتُ أصرخ في جؤار وغضب … آآآآآآ … هْ ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان