الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها الفلسطيني، لقد أسمعت لو ناديت حيّا !

محمد حمد

2023 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ولكن لا حياة لمن تنادي !
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت - ولكن انت تنفخ في الرمادِ

من علامات هذا الزمن الرديء أن ينصرك الاجنبي البعيد ويخذلك (العربي) القريب. نعم، فكولومبيا مع فلسطين والامارات مع اسرائيل ! هذه الحقيقة المرّة التي لا تحتاج إلى أدلّة او براهين.
ربما كان أصحاب النوايا الحسنة والنفوس الطيبة يتمنون ان يكون الامر مختلفا نوعا ما على أساس (الاقربون اولى بالمعروف). وربما يسأل أحدكم ما علاقة كولومبيا، البعيدة جدا عن فلسطين. بهذا الموضوع؟ وهي دولة تقع في اقاصي الدنيا. لا تربطها بفلسطين ولا بالعرب، علاقات تاريخية او دينية او لغوية او جغرافية. ورئيسها اسمه كوستافو وليس عبد الله او زايد او مكتوم او سلمان أو تميم. حتى ملامح وجوههم تختلف عنّا كثيرا. ومع ذلك قامت حكومتها ورئيسها الشجاع بطرد السفير الاسرائيلي احتجاجا على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في غزّة.
وىلهجة غاضبة قال الرئيس الكولومبي كوستافو بيترو: "اننا لا نؤيد الابادة الجماعية في غزّة. واذا اضطررنا الى قطع العلاقة مع اسرائيل فسوف تفعل". أما وزير خارجيته فقد اتهم السفير الاسرائيلي بالوقاحة الدبلوماسية وطالبه بالاعتذار ومغادرة البلاد. هل سمعتم في حياتكم عن رئيس عربي تصرّف بهذا الأسلوب الشجاع؟
أما في "بلاد العرب اوطاني" فلم نسمع سوى تكرار ما سبق تكراره الف مرة. كلمات تنديد وشجب وادانة. بينما تستمر المجازر التي ترتكبها اسرائيل ليلا ونهارا. وكان الحكام العرب يعيشون في كوكب آخر وفي سماء اخرى. بعضهم لديه سفير اسرائيلي وبعضهم لديه شركات اسرائيلية وبعضهم لديه مقرات لاحهزة الاستخبارات الاسرائبلية. و لم نسمع ابدا ان احدهم لوّح او لمّح باتخاذ اجراء او رد حقيقي، ولو بكلمات غامضة لا تفسٌر . ولو من اجل ذر الرماد في العيون. ولو من اجل الحفاظ على ماء الوجه أو على ما تبقى منه. وهو على كلّ حالٍ قليل جدا.
ثمة فرق بين الحكام العرب، بدون استثناء، وحكام غالبية دول العالم. يتميز الحاكم العربي. من المحيط الى الخليج، بصفات سلبية جدا وعلى أكثر من صعيد. تنقصه الشجاعة الأخلاقية والشعور الحقيقي بالمسؤولية، ويسكنه رعب شديد من ردة فعل امريكا. حتمية حمى، سياسيا وعسكريا، معظم البلدان العربية. حماية ليست لوجه الله طبعا. وأشير هنا إلى قول الرئيس الامريكي السابق رونالد ترامب الذي قال بالفم المليان مخاطبا السعوديين وجيرانهم: "عليهم أن يدفعوا ثمن حمايتنا لهم". وهو ما يحصل منذ عقود وتنفّذه جميع دول خير امّة أخرجت للناس !
ثمة حكام، رغم صغر بلدانهم وتواضع إمكانياتهم الاقتصادية والعسكرية، يملكون ضمائر حيّة. وشجاعة أخلاقية لا يخشون في قول الحق لومة لائم سواء كان هذا اللائم اللئيم امريكيا ام اسرائيليا.انهم بكل بساطة منتخبون من قبل شعوبهم. ولم ياتوا الى السلطة عن طريق انقلاب عسكري او بالوراثة. وان وجودهم في الحكم يعتبر وظيفة غايتها خدمة الشعب ومحدّدة بزمن وليس من المهد الى اللّحد. كالحاكم العربي الذي يعتبر السلطة "هبة" من السماء لا يمكن التخلي عنها حتى بفناء نصف شعبه.
ومنذ السابع من اكتوبر والحكام العرب، كل حسب درجة عمالته ورضوخه لامريكا، مشغولون بمسألة الرهائن الاجانب. وعلى الاخص الامريكان. أما عشرات النساء والاطفال والشيوخ والمرضى في غزة المنكوية والمحاصرة من جميع الجهات، مع مئات الأبرياء تحت الانقاض، فلا يحرك شعرة في شوارب آل فلان الفلاني. لان سيف امريكا مسلط على رؤوسهم وعروشهم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف