الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة ومصيدة اصطياد صياديها - الجزء 6 / ح ( أ )

أمين أحمد ثابت

2023 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بينا في سلسلة الأجزاء السابقة من موضوعنا . . بلا وجود ل . . ( حقيقة كاملة ) ملموسة في زمنية محدودة واحدة تتعلق بالإنسان وفعله الممارس – مطلقا – وعليه فالمشاع الجمعي عن حقيقة الحرب الاسرائيلية الجارية على غزة لا تقنعنا وفق مبدأنا العلمي – الذي نزعم به أعلاه – وعليه فإن الحكاية المروية عن الفعل المباغت الصادم لإسرائيل بعملية طوفان الأقصى وردة فعلها الانتقامي الفاشي بالعقاب الجماعي الابادي والتدميري الشامل لغزة الى جانب جنون اسبرطة إسرائيل في وهم استرداد كرامتها المهدرة حتى بحرب مواجهة إقليمية شاملة لهدم المعبد على رؤوس الجميع – لا تمثل سوى ( ظاهر الحقيقة ) القائمة ، وهو ظاهر مجزوء قاصر لاعتماده ( أصل الحقيقة ) . . يوجه فهمنا الادراكي وقناعتنا الارادية ليخلق لدينا ( وهم زيف الوعي ) المترائي عن الحقيقة بأصلها .
وبقول اخر ، أن أصل حقيقة ما جرى ويجري في الحرب الفاشية المعلنة . . تختفي معلوماتها ومؤشراتها وراء سيناريو – غير محكي – داخل ( الصندوق الاسود ) لجهازي الاستخبارات الامريكية – الإسرائيلية ، وبفعل الاستهانة المطلقة بقوى المقاومة الفلسطينية وتحديدا منها حماس انتج تحرك مجرى الحدث في مسار غير متوقع ابدا – وهذا الفهم الخاص بنا لا يقوم على التخمين او الظنية – كما سيرد عليه أي صهيوني او فاشي من ابواق محور الشر الرباعي الغربي بلا وجود للمفترض المجازي بمسمى الصندوق الأسود ، فحقيقة الحدث كانت ملموسة واقعيا ، واثرها المنتج بالصدمة الإسرائيلية وردة فعلها المربك الوحشي الفاشي المعتاد عليها طبعا في نظام الحكم الإسرائيلي خلال تاريخ صراعه ل 75 عاما – إذا . . ما هو اصل الحقيقة المحتوي على المضامين المخفية ، الذي جعل ظاهر الحدث الجاري ( مخادعا لعقولنا ) بتشكل فهمنا ووعينا على أساس عارض حسي ملموس يحرفنا عن ادراك حقيقة الامر – وفق زعمنا .
وقبل العودة لاستجلاء ذلك المخفي ، نحتاج مجددا تثبيت علمية المدخل لاستقرائنا . . من خلال التأصيل النظري لمفهوم الحقيقة وفق ما سبق لنا طرحة جزء او اكثر من أجزاء موضوعنا المنشورة سابقا ، وذلك بلا وجود – مطلقا – لحقيقة إنسانية تكون مغلقة وفي ضيق زمني محدود جدا ، وبمعنى اخر لا تبنى لحظيا في حدث الفعل ورد الفعل الميكانيكي ، وذلك كما يراه ويصوره الوعي العام العالمي ، وإن كانت حقيقة ذلك الفعل يختلف توظيفه من حيث اثره ( عاطفيا ) كما عند العرب أو توظيفه في التبرير التذرعي لردة الفعل عن ذلك الأثر على اساس ( مصالح غرضية مضادة ) كما هو عند الكيان الصهيوني ورباعي محور الشر الغربي . ولتأكيد منحى ذهابنا الاستكشافي – للأصل المخفي عن حقيقة ما يجري – نستخدم لغة الافتراض ( العبثي ) التي لا نعتقد مطلقا ألا يتذرع بها محور الشر النازي الغربي ونظام القهر العنصري الصهيوني الابادي ، والمتمثل بالقول الساذج : ( إن لم تقم حماس بما قامت به في 7اكتوبر2023م. في الاعتداء على إسرائيل بجرأتها في الدخول الى مستوطناتها وقتلت من الجنود والمستوطنين المدنيين وسحب من وقع بيدها اسرى من الجانبين الى داخل غزة – لو لم تقدم على فعل ذلك لما قامت هذه الحرب وبصورتها الوحشية الجارية من قبل إسرائيل ( المجروحة في كرامتها ) – ومن خلال الاستناد على هذه الفرضية ( التحججية المستقبحة ) من أي عقل سوي ، التي تقول بصيغة أخرى سهلة وواضحة : ( لن تكون هناك حقيقة احداث الحرب الجارية – المفجعة بخداع قولي لعقولنا – لو لم تقدم حماس على فعلتها ( الشنيعة الإرهابية – المقاسة بما فعلته القاعدة بأمريكا بهدم برجي التجارة العالمي ) .
ومثل التذرع ( المغالط ) الساذج من الهبل التناقش معه – فمن الناحية المجردة النظرية لمفهوم ( الحقيقة ) ، انها حين توجد ( نشأة وتكونا ) تبنى على قانونية حتمية تفرض ظهورها ، وتحتوي تلك الحتمية القانونية مسألة ( الضرورة ) والعوامل الأساسية الفاعلة والظرفية الخاصة الملائمة لظهور تلك الحقيقة – في عالم الانسان او الطبيعة غير العاقلة – وهنا بموجب هذا التأصيل ، فإن هذه الحرب البشعة الجارية كانت ستحدث راهنا او لاحقا . . حتى لو لم تقدم حماس على عمليتها الفدائية – وتاريخ حروب إسرائيل مع الفلسطينيين والعرب شاهدة على ذلك ، وهو ذات التاريخ من حروب إسرائيل تلك يحضر رباعي محور الشر الغربي النازي مشاركا إسرائيل في حروبها .

ولكي نكشف الان ( الحقيقة المخفية ) ، نحتاج أولا الكشف عن ما تقوم عليه من محتوى ووسائل وأدوات . . تقف وراء ذلك الاخفاء .
فعلى صعيد المحتوى :
1 – الاجندة الامريكية بملحقية ورباعي الاستعمار الغربي الأوروبي .
2 - اجندة الغرضية الإسرائيلية .
3 - السيناريو المشترك الأمريكي الإسرائيلي .
4 – التاريخ الملموس الأسبق قبل نشوء وتكون الحرب الراهنة لإسرائيل على غزة .
وعلى صعيد الأدوات والوسائل :
1 – استجلاب القوة العسكرية الاستراتيجية الامريكية ورباعي الاستعمار الغربي الى الشرق الأوسط بذريعة ( الخطر على إسرائيل ) – لتثبيت قبضة يد النفوذ ضمن الصراع العالمي للعبة التوازن للنظام العالمي الجديد القادم .
2 – وسائل المغالطة السياسية – الدبلوماسية ولي الحقائق وتلفيقها والتذرع من خلالها .

ولتبيان هذه النقاط ال6 وبما لا يأخذنا النقاش في مدى مستفيض نضعها بطرح محوري التوضيح اختزالا . . بالآتي :
أ - فالأجندة الامريكية بمتحالف ذيلها الاستعماري الأوروبي الغربي الرباعي ، وجدوا راسمييها ومنفذيها بعد مؤشرات الفشل القادم لما كانت ترسمه ب ( حروب الوكالة ) ومنها ما هو وراء الحرب الأوكرانية – الروسية ل ( خنق روسيا وشل وجودها وقدرتها ) ، وبجهوزية ظرفية ليست بعيدة في تخليق حرب تايوان مع الصين وذلك قدرتها التنافسية المفرطة نحو مؤسس النظام العالمي الجديد القادم – حيث أحدثت الضربة الاستباقية لروسيا خلخلة لمخطط الأجندة الامريكية ، ولم يكن امام أمريكا غير تحويل مسار حرب الوكالة تلك نحو استنزاف روسيا مضحية بشعوب بلدان أوروبا دفع ثمن قادتها السياسيين وحلف شمال الأطلسي التابعين كدمى تحرك وفق المشيئة الامريكية ونزعاتها الفاشية المفرطة لأن تكون القطب الأوحد فوق متعدد بقية اقطاب النفوذ على العالم . وقد كشف حرب الوكالة الأوكرانية منتج واقع عالمي ( مضاد او معاكس ) للغايات الامريكية في بنية اجندتها ( النازية العنصرية الاستعمارية ) لما تعتقده توهما بمعرف ( ما بعد الحداثة ) ، فقد خلقت تلحيم واحدي ( روسي – صيني ) يقطع حبلي القوة القطبية المضادة للغاية الامريكية ، ويقطع سبل سيناريوهاتها المعدلة تكرارا ، بل انتجت هذه الحرب تقوية للاتحاد الروسي والصين لافشال الأهداف الامريكية ، حتى انها انتجت تكاملا اقتصاديا بديلا لمطلقيه النفوذ الغربي على الاقتصاد والتجارة العالميين ، لينمو في اتجاه التوسع لخارطة بلدان العالم نحو نظام اقتصادي تكتلي عالمي جديد – نحو تأسيس التعددية القطبية القائمة على تبادل المصالح دون املاء من أي طرف كان على غيره – والذي معه يتحرك الوضع العالمي نحو انهاء سيطرة الدولار واليورو على سياسية النقد العالمي من كمعادل من حيث التداول المالي النقدي- النقدي او من حيث التعامل التجاري السلعي – النقدي ، حيث نشأ البركس على أساس التبادل التجاري عبر العملة الوطنية ( المحلية وأيضا بقيمة عملتها الذهبية في السوق العالمي إن وجدت ) لكلا البلدين ، وتجري عملية مستقبلية لتخليق عملة عالمية مستقبلا ( قريبا جدا ) وفق نظامية البركس لتكون معادلا نقديا عالميا بديلا للدولار – وأخيرا الاحداث العالمية المتلاحقة بفقدان بلدان الاستعمار الأوروبي وجودها النافذ على اهم بلدان افريقيا مؤخرا ، ومنها عربيا الجزائر وتونس – وهو تلخيصا واضحا ذهاب غرب اوروبا افلاسيا مستقبليا نحو العزلة عن العالم والوقوع في دوائر فقدان الاستقرار والدخول – أي مجتمعات بلدانها وانظمتها - في دوائر ( إعادة انتاج الازمات ) .
وحين وجدت أمريكا المتوهمة بفرض قبضتها المطلقة على منطقة الشرق الأوسط العربي منه ، فوجئت بالحضور القابض لروسيا على اخطر منطق تهدد انفرادها ذاك ، وذلك في سوريا ، وحضور سطوة ايران في المنطقة عبر اذرعها في جنوب البحر الأحمر والجنوب الشرقي للمنطقة العربي والذي يمثل جنوب الخليج العربي ، ومن شماله ممثلا في العراق وايران ، ومن وسط الشرق الأوسط العربي – الصلب المهدد لكيان زراعته الصهيوني – ممثلا بفلسطين المحتلة بمقاومتها الوطنية وتحديدا منها حماس والجهاد الإسلامي ، وبحزمة متصلة معها ممثلة بحزب الله اللبناني في جنوبه وحزب الله وقوى المليشيات الشيعية المسلحة في العراق الى جانب بوابتي الحماية لاستمرار القضية الفلسطينية وعدم زوالها ممثلة بدولتي مصر والأردن – بينما الخطر لفقدان القبضة المطلقة لامريكا على بلدان الشرق العربية ، ما رشح واقعيا بتحرك اهم بلدان الثروة في العالم نحو البركس وتشكل قناعاتها وبتأثر لبلدان عربية أخرى بالمبادئ العادلة للنظامية العالمية التي يؤسسها تجمع بلدان البركس للنظام العالمي الجديد القادم ، والتوسع الاستثماري المتبادل لها مع كل من روسيا والصين وحضورهما رقما واقعيا داخل هذه البلدان العربية بمشاريع استراتيجية واستثمارات عملاقة اخافت أمريكا وحلفائها التابعين الأوروبيين – هذا غير النفعية الشخصية القذرة ل ( بايدن ) لإعادة رفع منحنى خط انهياره لنيل فرصة رئاسته الثانية لانتخابات الرئاسة للولايات المتحدة بإرضاء اللوبي الصهيوني وصقور الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، وذلك بنشوء ( ظرفية حرجة ) لحرب إسرائيلية تتهدد فيها كامل المنطقة الشرق أوسطية من العالم ، تقوم على ذريعة خطر يستهدف اعتداء على إسرائيل ، لتجد نفسها ( مغالطة ) الدفاع على نفسها ، لتعلن حرب الدفاع عن الكرامة والوطن والشعب الإسرائيلي . . بأقصى صور الوحشية المنافية للاخلاق والقوانين الدولية ، ما يمنح تحالف محور الشر الغربي النازي للحضور مشاركة في المعركة الى جوار إسرائيل .

ب – التاريخ القبلي للسلوك الاسرائيلي – اللصيق زمنيا – قبل تفجر مجريات الحرب الراهنة .

يتبع لاحقا .......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت