الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة، السجن الكبير، طوفان الاقصى

مروان عبد الرزاق
كاتب

(Marwan)

2023 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


القضية الفلسطينية في خطر. والخطر الآن في غزة والعدوان الصهيوني عليها، حيث وصفت بانها "السجن الكبير في العالم"، حيث يزودها الصهاينة وهم العدو الأكبر بالكهرباء والماء والغذاء والمحروقات ويوقفها ساعة ما يشاء، والعدو الأصغر وهو مصر التي تتحكم بها كمما تشاء. وتتحكم فيها سلطة "حماس"، وهي من سلالة الاخوان المسلمين، وهي سلطة استبدادية إسلامية، مسلحة، ولا تعترف بإسرائيل، وهي على حرب دائمة معها، وتوصف "بالإرهابية" من قبل الغرب وأمريكا، لكنها. ليست إرهابية، انما منظمة إسلامية مقاتلة ضد إسرائيل، وانحازت في النهاية الى إيران التي تتمدد في العالم العربي منذ ثورة "الخميني"، ويعود سبب هذا الانحياز إلى رفض العالم العربي لها، في سوريا ومصر والأردن ولبنان، وهي الدول المحيطة بإسرائيل، والتي وقعت مع إسرائيل معاهدات سلام، ومن لم يوقع فهو حاميا لإسرائيل، مثل سوريا ولبنان، وأيضا رفضها من "منظمة التحرير الفلسطينية" وخاصة يعد فوزها في الانتخابات في ٢٠٠٦، ورفض السلطة في الضفة لهذه الانتخابات، مما جعلها تسيطر على غزة وتحكمها بالحديد والنار. ولم تنجح كل محاولات التوحيد بين غزة والضفة التي يرأسها محمود عباس، الوريث غير الشرعي "لياسر عرفات" قائد منظمة التحرير
وإذا تجاوزنا الموقف الإيديولوجي من الإسلام السياسي ودوره في تخريب الثورات العربية، فحماس مؤسسة إسلامية ضد العدو المحتل الصهيوني، وهي الآن تأخذ الأوامر من إيران ممولها الحقيقي. إن لم نقل إنها ذراع إيرانية في الثورة الفلسطينية. . لكن. هذا الانحياز لإيران غير موفق على الاطلاق، لان إيران وحزب الله يقتلون الشعب في ايران وسوريا، ولا يمكن ان يشكلوا حاضنة ثورية داعمة لتحرير فلسطين، انما هي تلعب بالفصائل الفلسطينية مثل الأنظمة العربية، التي تآمرت ضد الفلسطينيين منذ نشأة ثورتهم وحتى الان.
وبغض النظر عن الأسباب التي دفعتها للقيام بعمليتها في "٧ أكتوبر ٢٠٢٣"،. فقد تكون العملية بسبب الظلم التاريخي لسكان غرة، او ان إسرائيل كانت تحضر لغزو غزة، او لرفع موقعها السياسي والعسكري في فلسطين وقد تشكل بديلا عن سلطة الضفة ويتم الاعتراف بها رسميا كحاكم لفلسطين وليست منظمة إرهابية. وقد تكون هناك أسباب أخرى. الا أن عمليتها مع الجهاد الاسلامي الشبيه فيها، بمهاجمة إسرائيل وتحطيمها للقاعدة العسكرية على أطراف غزة، واسرها للعديد من العساكر والمدنيين من المستوطنات كانت موفقة وناجحة مع الآثار السلبية في عملية اختطاف النساء والأطفال الإسرائيليين، بأنها عبرت عن المقاومة لأول مرة في تاريخ الصراع مع الصهيونية. وهذه هي النتيجة الأولى والنهائية للعملية العسكرية، اذا لم تعد حماس قادرة على فعل أي شيء مقابل الغطرسة والقتل الصهيوني، انما طالبت الدول المحيطة بها لمساندتها والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. كما انها لا تملك أي مخطط للدفاع عن الفلسطينيين اثر العملية، كما أنها لم تعلن عن أهداف سياسية ومنها حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية. إلا أن العملية فجرت الوضع الفلسطيني بكامله، وأصبح الفلسطينيون في خطر نتيجة الهجمات الوحشية عليهم من إسرائيل والتي تعمل بفعل مخططاتها، ليس الى سحق حماس فقط، انما محو القضية الفلسطينية، عبر قتل الفلسطينيين بشكل همجي والذين يتعرضون لعقاب جماعي، وأيضا تهجير ما تبقى منهم من غزة الى مصر وغيرها، كما حصل في نكبة ١٩٤٨، وهزيمة ١٩٦٧.
لكن الجميع وقف ضد حماس وعمليتها العسكرية، وضد الشعب الفلسطيني في غزة، سواءَ بالعلن او بالصمت المشؤوم.
وأولهما أمريكا والغرب الأوروبي "بلاد الديمقراطية"، حيث استنفرت أمريكا بخارجيتها ووزير دفاعها، واسطولها البحري كحاملة كبرى للطائرات التي استقرت قبالة إسرائيل للدفاع عنها حتى تظل إسرائيل المحتلة لفلسطين "ديمقراطية ومزدهرة"، وزيارة الرئيس الأمريكي "بايدن" الى إسرائيل كي يؤكد الدعم الأمريكي ويحضر نهاية القضية الفلسطينية، والافراج عن الرهائن البائسين! وراح وزير الخارجية بلينكن بصفته "كيهودي" التي أعلنها صراحة "ولا يخجل من يهوديته التي أعلنها بصفته وزير لخارجية دولة ديمقراطية"، وكان من الأفضل ان يعلن صهيونيته وليس يهوديته، بدأ يجول في الدول العربية لئلا يتسع الصراع اكثر من غزة، رغم استبعاد ايران ودورها في العملية وتوسيع الصراع، وثانياً، وهذه المهمة الأصعب، حتي يجد "مكان آمن" للفلسطينيين في غزة الذين ينوون تهجيرهم، كما حصل في ٤٨،و٦٧،و٧٣. بدون أي خجل اذ كيف يتم تهجير قسريا لمليونين فلسطيني من بيوتهم واراضيهم إلى مصر، والاردن، والسعودية، وقطر.
وكذلك فرنسا وألمانيا مع حاملة الطائرات ورئيسة الوزراء الفرنسية الذين قدموا الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل كي تدافع عن نفسها ضد الإرهابيين! وهم يستعملون الإرهابي لكل من يقاوم إسرائيل، مدافعا عن ارضه ووطنه. وفرنسا والمانيا رفضوا اية تظاهرات للفلسطينيين مؤيدة للشعب والقضية الفلسطينية، حتى ان فرنسا رسمت العلم الإسرائيلي على برج إيفل، وممنوع على أي فرد أي يقف الى جانب فلسطين وضد الصهيونية، ويحكم بالسجن ستة أشهر. اية صفاقة هذه يا بلاد الديمقراطية وحقوق الانسان، وأي استبداد هذا، ببلاد الاستبداد في دول "الحرية" اذن كل العالم الغربي وامريكا مع إسرائيل وضد الشعب الفلسطيني، ويعملون على تصفية القضية الفلسطينية. إنهم قادمون كأنها حرب عالمية فقط من اجل تحرير الرهائن المئتين، ثم اذا. كان ذلك ممكنا تصفية القضية الفلسطينية بالقوة والسلاح لشعب اعزل يقاوم الاحتلال منذ سبعين عاما. وهذا غير ممكن على الاطلاق.

والفجيعة في العالم العربي، "هل عرب أنتم؟ والله انا في شك من بغداد إلى جدة، هل عرب أنتم"، والى طرابلس والرباط، حيث لم تقدم اية دولة عربية مساندتها لمقاومة حماس، لانهم يعتبرونها إرهابية مثل أمريكا،، وأولوهم رئيس السلطة الفلسطينية، الذي لا يختلف عن أي نظام عربي استبدادي ومهزوم بقوله وبدون خجل "نحن في منظمة التحرير الفلسطينية ننبذ العنف، ونتمسك بالمقاومة السلمية". وذلك ردا على مقاومة حماس وغيرها، وهل افادتك المقاومة السلمية منذ اتفاق أوسلو المشؤم سوي بالتوسع الإسرائيلي، والقتل الإسرائيلي للفلسطينيين، والآن يتم تصفية القضية الفلسطينية في غزة، دون ان يفكر إسرائيلي حاكم واحد بحل الدولتين. "وان تهجير الفلسطينيين هو بمثابة نكبة ثانية"، وهو مستمتع بالنكبة الأولى. وكأن أحداً يزاحمه على المنصب، اذ يعلن أن "منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للفلسطينيين وليس تنظيم آخر". كأنه يخاف من ان تتقدم حماس لهذا المنصب. أية حماقة هذه؟ دون أن. يقدم أي شيء لمليونين من الفلسطينيين يذبحوا امام العالم كله. أليس. تشغيل الضفة الغربية ضد إسرائيل تشكل دعما لغزة، يا منظمة فتح اين انت من القتل اليومي. للفلسطينيين. انسوا حماس. خلافاتكم معها، واعرفوا ان القضية الفلسطينية يتم تدميرها بتدمير الفلسطينيين، ولتذهب حماس الى الجحيم. الا انكم تخافون ان تتوقف رواتبكم من إسرائيل!
والمعضلة الأخرى هي من حزب الله القابع في الجنوب اللبناني ويسيطر على لبنان. انه بأوامر ممن إيران يتناغم مع إسرائيل ببعض الصواريخ، ليس قتالا، إنما دعابة. وهو كما يدعي جاهز للتدخل اذا تدخلت إسرائيل في غزة برياً. اية صفاقة هذه؟ الم تتدخل إسرائيل جويا كل لحظة تقتل المئات من الفلسطينيين. اين المقاومة والممانعة يا حزب الله، فقط تبدو المقاومة حين. تقتل. السوريين بالآلاف، وان الطريق الى القدس يمر من. حلب.! ومنذ البداية صرح كلينتون ان لا يتدخل حزب الله منعا لتوسع الحرب، وقد عملت ايران وحزب الله بهذا التصريح ليستمر قتل الفلسطينيين، فهل انتم متفقون مع أمريكا ضد الفلسطينيين؟ نعم، حزب الله أداة إيرانية وأمريكية في هذه الحرب الدائرة الآن.

وأيضا مصر والأردن والسعودية وقطر، والخليج العربي، ودول المغرب العربي جميعهم لم يؤيدوا المقاومة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني ويسعون الى التقارب والتطبيع مع إسرائيل. حتى جامعة الدول العربية قلقة مما يجري في غزة وإسرائيل. وجميعهم ضد قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، في إشارة الى الرهائن المدنيين الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس والجهاد. وحين أخرجت إسرائيل مشروعها القديم حول تصفية القضية الفلسطينية، وذلك بتشريد الفلسطينيين في غزة واحتلالها، ومازالت تعمل على ذلك، راح الاستبداديين العرب يققوا ضد ذللك، ليس لمصلحة الفلسطينيين انما لمصالحهم الخاصة، حيث الشعب الفلسطيني شعب مقاوم،، ولا حاجة لأية دولة كي تحوي هذا الشعب، وبدوءا بالبحث عن ممرات إنسانية لإطعام الشعب الجائع في غزة. وكأن القتل اليومي لشعب غزة بالمئات لا يهمهم. على الأقل. يمكنكم على الأقل مقاطعة إسرائيل وطرد سفرائها. ولماذا قمتم بتجنيد المئات والالاف في الصراع السوري لقتل الشعب السوري،، وهنا في فلسطين ليس لككم علاقة!.
وسأعتذر من "مظفر النواب" بأننا نحن العرب لن نتحول الى "يهود في التاريخ"، بل إن أنظمتنا العربية تحولت الى صهاينة في التاريخ القديم والحديث، يساندون الصهيونية العالمية في احتلالها وقهر الشعوب، وسنظل نحن الفلسطينيين والعرب عموما "نعوي في الصحراء بلا مأوى" مثل الشعب السوري حاليا، والذي قام نظامه الصهيوني بقتل مليون وقام بتهجير عشرة ملايين أي نصف الشعب السوري. وكذللك في باقي الدول مثل العراق، وليبيا، واليمن، وللبنان.
لا يكفي القول نحن ضد التهجير القسري للفلسطينيين، وضد الإبادة الجماعية. بل المطلوب مساندة المقاومة الفلسطينية، ومساندة الشعب. الفلسطيني في محرقته الكبرى الآن. ورفض مذهب "المقاومة والممانعة" التي يدعو اليهها سوريا وحزب الله، الذين يتم ضربهم يوميا ومنذ زمن طويل من قبل إسرائيل وتغلق مطاراتهم دون ان يردوا بكلمة واحدة.
منذ النكبة الأولى؛١٩٤٨" والشعب الفلسطيني يتعرض الى تصفية قضيته وارضه بالسلاح والسياسة، والشعب مازال يقاوم وسيؤسس منظمته التحريرية من جديد، ومازال يقاوم منذ سبعين عاما وهو مستمر حتى الآن، وستفشل محاولات تصفية القضية الفلسطينية في قطاع غزة،، رغم محاولات أمريكا والغرب البائسة، ورغم صهيونية الأنظمة العربية، واستبداديتها وقهرها للشعوب التي تعمل لنيل حريتها وكرامتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا