الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صديق ملغوم

عماد الطيب
كاتب

2023 / 10 / 19
كتابات ساخرة


عندما تشعر ان صديقك يحاسبك على كل شيء صغيرها وكبيرها حتى على احلامك . فهجره يكون حلال على الطريقة الاسلامية .. خاصة اذا كان خصامك معه على سبب تافه لايرتقي الى مستوى الصداقة . حيث قام هذا الصديق بأعادة شريط الموقف الذي حدث قبل شهرين وقام بتحليله وكأنه في وكالة مخابرات عالمية . كل ما احادثه بشيء حتى لو امنحه نظير ذلك اطنان من المدح والثناء . لن يصلح حاله ويظل يفسر ويحلل الموقف حتى وصل بي الظن انه سيرفعه الى مجلس الامن وتناقشه الدول الكبرى وقد يحصل على الفيتو . الى ان وصلت الى نتيجة مفادها ان اقدم له اعتذاري شديد اللهجة لاخرج من هذا المأزق واسحب سفارتي منه واقطع علاقتي معه بجميع صنوفها ومسمياتها . هنا شعرت براحة كبيرة وكأنه قيد وانكسر من رقبتي .. لان مثل هكذا صديق لايدع للعفوية مجال في الحديث. فحين تفقد العفوية مع الصديق تصبح العلاقة جحيم لايطاق .. قدمت له الاعتذار وتمنيت له حياة سعيدة ولكن بعيدا عني . اهم شيء في العلاقات ان ترتاح في الحديث وتنطلق بأفكارك سواء كانت ايجابية او سلبية فالنية الصافية موجودة وحاضرة في كل حديث . وليس هنالك شخص يضع كل كلمة تحت المكروسكوب ليحللها ليعرف تداعياتها على السلام العالمي .. ويذكرك انك قد اخطأت بحرف جر ليس في مكانه .. وهنا عليك التبرير البريء ويأخذ من وقتك وجهدك ويرتفع السكر والضغط وقد تصاب بجلطة قلبية .. ويقول لك انا لست مثل الاخرين المبتذلين الذي يرضون بزلاتك .. عليك في كل مرة ان تصحب ميزان لوزن كلماتك ... فهو لايتحمل الاوزان الزائدة وعليك ان تفقه وتحترف قواعد اللغة العربية فقد تطفر كلمة او حرف غير مقصود هنا وهناك وتحدث المصيبة .. فيشتعل فتيل الحرب ولايفيد بعد ذلك قوات حفظ السلام ولا النية السليمة . وهنا يجب ان تجلس على كرسي الاعتراف وتقر بجريمتك النكراء انك كنت تقصد بكلامك وتصبح في نظر قانونه مجرم حرب وتقدم الى محاكمة عسكرية . وتطلب العفو واستئناف المحاكمة .. ولكن القرار هو.. هو لم يتغير . انت بنظره مجرم عتيد لك ماض اسود مع الاخرين .. هنا يأتي دور الانكسار الحقيقي والذل على اصوله فتقدم اعتذارك واسفك مكتوبا وتقر بجريمتك النكراء الخارجة عن الاصول والعقائد والاعراف والقيم في نظره . وكأنك خرجت عن دين محمد ( ص ) فالجلد بمئة جلدة من كلامه القاسي موجود في محضر معد مسبقا .. و بعد مداولات ومناوشات كلامية ويذكر لك انه ذكي وفاهم قصدك المخفي . تنال العفو المشروط . ورغم ذلك لم تسلم منه .. فأنت ستظل تحت المراقبة فأي ميلان تفتح عليك رشاشات الكلام والاهانات وياويلك . وكأنك بخروجك كأنك خرجت من المذبحة حيا . انه صديق ملغوم بأطنان من المتفحرات ولايحتاج سوى عود كبريت لينفجر بوجهك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى