الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (18)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


18. اعرف ما تفعله؛ عندما لا يكون هناك ما يمكن فعله.


أمريكا راحت على "شمولية العولمة"؟
القول بذلك على وجه الاستفهام؛ يقر وقفا مسيس الحاجة لعلة مغيبة حينا.
أم باتت مهددة من بؤر "شمولية بديلة"؟
منطق الواقع مدرك عيانا: رد فعل مغاير في الاتجاه و إن كان على غير ذات القوة. و لكنه ينشدها و يعمل عليها بمسوغ يبرره. و يأمل عودة لا مفر منها إلى التاريخ.
كل نهج من واشنطن في ضرب مواقع " التحولات الطارئة" لإقصائها؛ يجابه بمزيد من التحالفات و الاحتقان الرادع. و لن تتدارك ما ضيعت من بعد خبرة؛ و إن بدت أريبة بالأمور خبيرة.
النخب في الولايات المتحدة وأوروبا لا تفكر في المستقبل. لقد أحرقوا جسور العلاقات مع روسيا وقطعوا طرق التسوية والحوار.
فما الخطوة التالية؟
بايدن ومساعدوه يصرون على أن هدفهم هو منع الصدام المباشر مع روسيا، إلا أن هذا هو ما يقودون الوضع نحوه في نهاية المطاف.
الغرب النووي في مقابل سرمات و أنظمة صاروخية بمبادئ فيزيائية جديدة، روسيا تجري تطويرها حاليا، ستكون " أقوى من القنبلة النووية"، وفق تعبير صحيفة ديلي ستار البريطانية.
و على الطريق انتشار ننوي مدني ملبس بنوايا مارقة مستقبلا. إيران و النووي المنتظر في كل من السعودية و مصر. و ها روسيا آخرا و ليس أخيرا تشرع في بناء محطة نووية في بوركينا فاسو.
الأفق ينحصر؟
خطأ واحد من تفاعل القوى غير المتجانسة. على فرض ترابطها زمانيا ومكانيا؛ هو في صميمه خطة واحدة. واضعوها إما أنهم لا يفهمون حقًا ما يحدث بالفعل، أو يفهمونه، لكنهم حيارى لا يعرفون ماذا يمكنهم فعله.
و لما العلة ترفع و العذر يقطع؛ سيصاب مهندسو العولمة الجدد بالسعار؛ (إن النبوءات التوراتية تحولت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس نسق معتقداتهم ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية وكلهم يعتقدون قرب نهاية العالم ووقوع معركة هرمجدون، ولهذا فهم يشجعون التسلح النووي ويستعجلون وقوع هذه المعركة باعتبار أن ذلك سيقرب مجيء المسيح). (جريس هالسل؛ النبوءة والسياسة، ص68)
لذا؛ و بعد أن بدت إستراتيجيتهم سيئة التوجيه و فهمهم للعالم خاطئا؛ فلن يترددوا في إعلان معركتهم الأخيرة؛ للتسريع بفجر حضارة تنشئ نفسها وتضبط ذاتها على إيقاع ما فضل عن دمار اليد الميتة. ( الليبرالية العالمية في أزمة - الكسندر دوغين ) (1)
و لنتذكر نهاية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لموسكو.
عند باب الكرملين؛ وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوديع صديقه.
قال شي لنظيره الروسي:
- في الوقت الحالي، هناك تغييرات؛ لم نشهدها منذ 100 عام؛ ونحن من يقود هذه التغييرات معا.
رد بوتين، مبتسما:
- أوافق.
في حساب الاستراتيجية. الزعيمان يعرفان ما يفعلانه؛ عندما لا يكون هناك ما يمكن فعله.
-----------
(1) https://www.geopolitika.ru/en/article/global-liberalism-crisis








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا